أبوظبي (وام)
شهد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، أمس الأول، توقيع مذكرة تفاهم بين مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون ومدينة سيئول، وذلك لتعزيز الروابط الثقافية وبناء جسور التواصل. وقعت المذكرة -في قصر الإمارات- هدى إبراهيم الخميس، مؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، وأوه سيه هون، عمدة مدينة سيئول.
تهدف مذكرة التفاهم بين الطرفين لتعزيز التعاون مع جمهورية كوريا وتعميق أواصر الصداقة والشراكة الممتدة مع المجموعة ومهرجان أبوظبي لأكثر من 15 عاماً، وتعزيز الروابط الثقافية القائمة واستكشاف آفاق جديدة للتبادل الثقافي من خلال اللقاءات الثنائية لترسيخ علاقات التفاهم والتقدير المتبادل، بما يمهّد الطريق نحو بناء جسور التواصل بين مختلف المجتمعات.
وقالت هدى إبراهيم الخميس إن دولة الإمارات تتمتع بعلاقات ثنائية طويلة وغنية مع جمهورية كوريا، في مجالات عدة ممثلة في قطاعات الطاقة، والتجارة، والنقل، والصحة، والتكنولوجيا، والتعليم، وبالطبع الثقافة.
وأضافت أن كوريا كانت ضيفة الشرف لمهرجان 2019، مع العرض الأول للأوركسترا السيمفونية الكورية في العالم العربي، وعروض فرقة الباليه الوطني الكورية، وفرقة الأولمبياد الخاص الكورية مع السوبرانو الشهيرة والفنانة الحائزة على جائزة جرامي سومي جو، وعازفة الكمان الموهوبة سارة تشانغ، وآخرين، لافتة إلى أنه تم هذا العام تقديم جائزة مهرجان أبوظبي للمنتجة الحائزة على جائزة الأوسكار، ميكي لي، نائب رئيس مجلس إدارة شركة الترفيه الرائدة في كوريا الجنوبية سي جي إي أن أم.
وقالت إنه في إطار تعزيز جسور الصداقة بين الجانبين، تم زيارة مدينة سيئول المصنفة مدينة مبدعة في التصميم من اليونسكو العام الماضي، والتقينا نائب عمدتها على رأس وفد يضم ممثلي أوركسترا سيئول الفلهارمونية ومتحف سيول للفنون وتم بحث آفاق التعاون مع العديد من المؤسسات الثقافية الكورية.
وأضافت: «رحبنا بنظرائنا الكوريين خلال مهرجان أبوظبي 2024، ونعمل معاً على تحقيق إنجازات ثقافية كبرى، بدءاً بمعرضين تاريخيين للفن المعاصر من كوريا والإمارات، سيكون الأول مع متحف سيئول للفنون في معرض للفن الكوري المعاصر لأول مرة في الشرق الأوسط في المنطقة الثقافية في السعديات، يليه معرض يضم أكثر من 50 فناناً من الإمارات يعكسون نشأة وتطور ونهضة حركتنا التشكيلية المعاصرة الغنية لأول مرة في كوريا في متحف سيول للفنون».
الشغف المشترك
من جانبه، أكد معالي أوه سي هون أهمية توقيع مذكرة التفاهم مع مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، بهدف توطيد العلاقات الثقافية الدولية وتعزيز الصداقة بين سيئول وأبوظبي، سعياً للتلاقي والتبادل الثقافي والفني مع أبوظبي التي أظهرت التزاماً راسخاً برعاية قطاع الفنون والثقافة لديها، وبرزت كمركز ثقافي عالمي من خلال عدد لا يحصى من المبادرات والمشاريع الثقافية والفنية.
وأضاف أنه في الوقت الذي تسعى فيه أبوظبي إلى تعزيز السياحة المستدامة في قطاعات الثقافة والفنون والتعليم، فقد أثمرت جهودها نتائج ملحوظة، وتشمل الإنجازات البارزة إنشاء مؤسسات مثل جامعة نيويورك أبوظبي 2010 واللوفر أبوظبي 2017، إلى جانب الخطط الطموحة للمعالم المستقبلية مثل متحف جوجنهايم أبوظبي، ومتحف زايد الوطني، وغيرها. وأشار إلى أن حكومة مدينة سيئول مكرسة لتعزيز مكانة سيئول كمركز ثقافي ووجهة عالمية ومن خلال فعاليات مثل سيئول فيستا، وكيفاف، وفريز سيئول، ومهرجان سيئول الشتوي، نخطط لعرض المشهد الثقافي النابض بالحياة في سيئول للعالم.
وأضاف: «اليوم، بينما نقوم بإضفاء الطابع الرسمي على التعاون بين مدينة سيئول ومجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، فإننا نبدأ رحلة لتأسيس مدننا كمراكز عالمية للثقافة والفنون من خلال التعاون الهادف»، لافتاً إلى أنه على الرغم من المسافة الجغرافية بين أبوظبي وكوريا، فإن الشغف المشترك بالثقافة يشكل قوة موحدة تتجاوز الحدود والأديان والأيديولوجيات، مؤكداً أنّ الثقافة هي أقوى أداة لتعزيز الوحدة بين الناس.