كمال عبد الحميد

قبل أسبوع أطلق «أبوظبي الدولي للكتاب» وهج الحكايات تحت عنوان «هُنا تُسرد قصص العالم»، واليوم وهو يختتم أيامه تبقى القصص سارية لا تحدها حدود، ولا تطوقها جدران أو أسوار، لأن سحر الكتب لا يذهب مع الوقت إذا مضى، والقصص التي نثرها المعرض أمام العيون، وفي القلوب، ستظل دروباً مضيئة إلى ثقافات العالم. وقد اعتدنا في كل عام أن تفتح أيام «أبوظبي للكتاب» أبواباً وسيعة إلى خزائن المعرفة، وفي عامنا هذا، ودورته الأجمل هذه، أخذنا المعرض إلى أساطير الشعوب والحكايات، فوقعت المعاني في القلوب موقع الشغف، فإذا الكتب منازل خيال وإلهام، انتقال وحركة في وضع الثبات، ألم تقل محررة الكتب الشهيرة هازل روكمان: «القراءة تأخذنا بعيداً عن المنزل، ولكن الأهم من ذلك، أنها تجد لنا منازل في كل مكان».. والقراءة أيضاً سفر كما يراها الناقد الفرنسي فانسون جوف: «القراءة سفر.. دخول غير مألوف إلى بُعد آخر يُغني التجربة في الغالب، فالقارئ الذي يترك، في البداية، الواقع كي يدخل عالم الخيال، يعود في النهاية إلى الواقع وقد تزود بالخيال».
هكذا تصنع أيام «أبوظبي الدولي للكتاب» في كل مرة منازل لا تغلق أبوابها، منازل ثقافات وحضارات ومعارف وخيال، منازل تشدنا كباراً وصغاراً إلى المزيد من أضوائها، من فنونها وثقافاتها، من أساطيرها وتراثها، من إبداعات إنسانية ترسخ لقيم التواصل والتلاقي، وتعزز الحوار بين الشعوب.
ينتهي زمن المعرض.. نعم
لكن تأثير ووهج «أبوظبي للكتاب» لا يغادرنا وإن انتهت أيامه، لأن ما أخذناه من ثرائه المعرفي أجمل من أن ينتهي، وما أخذنا إليه المعرض من معرفة عميق الأثر، وكل ما ينزل بمحبة وشغف في العقول.. لا يزول.