سعد عبد الراضي (أبوظبي)

الشاعر محمد عبدالله البريكي، مدير بيت الشعر بالشارقة، له بصمات واضحة منذ أن تولى إدارة البيت في يوليو 2012، التقيناه للحديث عن هذا الصرح الذي أسهم بشكل متواصل في دعم الشعر والشعراء العرب، سواء من خلال أمسيات البيت في الشارقة ومهرجان الشعر العربي الذي يقيمه سنوياً، أو البيوت الأخرى المنتشرة في ربوع وطننا العربي، حيث قدم الكثير من المواهب، وعزّز وجودهم في الساحة الشعرية.

الشعر واللغة 
عن ماهية عمل البيت، أكد البريكي في البداية أن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، منذ أن أمر بتأسيس بيت الشعر بدائرة الثقافة في الشارقة، والبيت يسعى إلى النهوض باللغة العربية والحفاظ على الشعر العربي، واكتشاف المواهب الشابة الجديدة، والاحتفاء بالتجارب التي أثرت المشهد الشعري في الإمارات العربية المتحدة والوطن العربي والدول التي تتعاطى مع الشعر واللغة العربية، كما أكد أن البيت يحرص على ديمومة العطاء عبر الأمسيات الشعرية المستمرة في منتدى الثلاثاء، والاحتفاء بمناسبات عديدة، وإقامة ورشة فن الشعر والعروض سنوياً، ويكلل هذه الجهود بمهرجان الشارقة للشعر العربي، الذي يجمع خيرة الشعراء والنقاد والإعلاميين، كذلك يهتم بطباعة أبرز الكتب، والاحتفاء بالقصائد والبحوث عبر «مجلة القوافي» الشهرية، ومنها انبثقت جائزة القوافي التي يكرّم فيها صاحب السمو حاكم الشارقة قصيدة من كل عدد عبر حول كامل.

600 أمسية 
وعن عدد الأمسيات والشعراء الذين استضافهم بيت الشعر في الشارقة تحت إدارته، يقول البريكي: استضاف بيت الشعر بدائرة الثقافة في الشارقة منذ تسلمي إدارته في يونيو 2012 ما يزيد على 2000 شاعر وشاعرة، ونظم ما يقارب 600 أمسية شعرية، بالإضافة إلى 10 دورات لورشة فن الشعر والعروض، بالإضافة إلى الاحتفال بالمناسبات مثل اليوم العالمي للشعر، واليوم العالمي للغة العربية، واليوم الوطني، ويوم الشهيد، وغيرها، واستضاف مجموعة من النقاد والباحثين والإعلاميين ضمن البرنامج الفكري لمهرجان الشارقة للشعر العربي، كما أصدر مجموعة من الدواوين الشعرية والكتب النقدية عبر إدارة المطبوعات والنشر بدائرة الثقافة في الشارقة. 

بيوت الشعر 
عن انعكاس بيوت الشعر في وطننا العربي على مشهد الثقافة في الإمارات، أكد البريكي أن مبادرة إنشاء بيوت الشعر في الوطن العربي أتت ضمن فعاليات مهرجان الشارقة للشعر العربي 2015، وهي مكرمة من صاحب السمو حاكم الشارقة، وتقديرٌ للشعر العربي وللشعراء، لافتاً إلى أنها تعكس اهتمام دولة الإمارات بالشعر العربي واللغة العربية، حيث أسهمت هذه البيوت بمتابعة الدائرة والبيت في اكتشاف العديد من الأسماء الشعرية الشابة عبر منابرها السبعة إلى الآن في الأردن وموريتانيا ومصر وتونس والمغرب والسودان، ولا تزال هذه البيوت تقيم أنشطة مستمرة، تبرز قيمة الشعر والاهتمام والمتابعة من قبل إمارة الشارقة.

اختيار الشعراء 
عن آليات برامج البيت واختيار الشعراء الذين يشاركون في فعالياته، قال البريكي: نبحث عن الشاعر المبدع والناقد المختلف، ونتواصل مع بيوت الشعر، والمؤسسات الثقافية والمهرجانات، موضحاً أن الإبداع هو المقياس الحقيقي في الاختيار، وأن من يصنعون الدهشة، ويقدمون الجديد في الشعر، يصعدون منصة بيت الشعر في الشارقة، الذي يتميز بفضل دعم صاحب السمو حاكم الشارقة ومتابعة دائرة الثقافة، بالاستمرارية، وأضاف: نحن نقيم ما يقرب من 4 فعاليات شعرية في الشهر، نستضيف في كل فعالية 3 شعراء، بالإضافة إلى المهرجان الذي نظمناه تحت إدارتي طوال 10 دورات حتى الآن.

دعم سخي
عن مجلة القوافي قال محمد البريكي: في عام 2019 أمر صاحب السمو حاكم الشارقة بإصدارها لتكون منبراً آخر يحتفي بالشعراء والباحثين والإعلاميين، ويوثق لهذه المرحلة المهمة التي يحظى فيها الشعر واللغة العربية بدعم سخي واهتمام كبير.