سعد عبد الراضي وفاطمة عطفة ووام (أبوظبي)
انطلقت أمس في العاصمة أبوظبي، فعاليات النسخة الثالثة من المؤتمر الدولي للنشر العربي والصناعات الإبداعية 2024 الذي ينظمه مركز أبوظبي للغة العربية تحت عنوان «التحولات التكنولوجية في صناعة النشر ومحركات التغيير». يعد انطلاق المؤتمر افتتاحاً تمهيدياً لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب 2024 الذي ينطلق اليوم الاثنين ويستمر حتى 5 مايو المقبل في مركز أبوظبي الوطني للمعارض «أدنيك»، تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله.
افتتح المؤتمر معالي محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، وشارك فيه متحدثون في قطاع الصناعات الثقافية والإبداعية من 50 دولة بحثوا مستجدات القطاع وأفضل الممارسات والتجارب حول العالم، بما يدفع عجلة تحول قطاع النشر، ويُسهم في نشر المحتوى العربي وتصديره إلى العالم، وفتح آفاق جديدة للشراكات والتعاون المستقبلي بين الأطراف المشاركة في الحدث.
وقال الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، في كلمته خلال افتتاح المؤتمر «إن المؤتمر وما حققه من نجاح مرتبطٌ بإدراكه المبكر أهمية الصناعات الإبداعية، وحثِّه الدائم على استثمار ثراء اللغة العربية، وتنوعِ ثقافاتها، في هذا المجال، الذي لايزال - عربياً - يعوزه الكثيرُ ليكون جسرَ اتصالٍ عالميا تنتقل عبره تجليات الحضارة العربية، ومنظومة قيمها الإنسانية، وسردية التراث العربي القائمة على احترام الآخر والتفاعل معه».
وأضاف: «معكم اليوم، للعام الثالث على التوالي، لنتشارك الأفكار، ونتبادلَ الرؤى، ونستقطبَ العقولَ المبتكرة والطاقات الخلاقةَ، ونُشرك الشبابَ والأجيالَ الجديدةَ، لنجسد مكتسبات الماضي العريق، في منتجاتٍ تخدم الحاضر، وتقود نحو المستقبل، في ديمومة تليق بمفهوم الاستدامة، الذي تؤكد عليه دوماً رؤية القيادة الحكيمة».
وتتضمن المسارات أيضاً جانب الترويج عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والاستراتيجيات التي تتيح للمؤلفين والناشرين الترويج لأعمالهم بفعالية، والتفاعل مع جمهورهم. وشهد المؤتمر أيضاً عقد جلسات التبادل المهني مع وكلاء الأعمال الأدبية والأفلام بهدف دعم بيع حقوق النشر والترجمة وشرائها، وتوفير فرص لتحويل النصوص إلى إبداعات مرئية. واحتضن المؤتمر مسابقة لعرض أفضل الأفكار في مسابقة تتحدّى المشاركين لاستخدام التكنولوجيا والابتكار لتعزيز تعلم اللغة العربية وتمكين المواهب الإبداعية الشابة في دولة الإمارات، بالشراكة مع جهات من القطاع الخاص. واستضاف «معرض ومسرح العروض» في المؤتمر، تجارب تفاعلية عرضت أحدث ما توصلت إليه تقنيات النشر والمحتوى.
موضوعات حيوية
تناولت جلسات المؤتمر، موضوعات حيوية في قطاعات النشر والصناعات الإبداعية، أبرزها «دور الصناعات الثقافية والإبداعية في دعم الاقتصاد»، و«اقتصاد الصناعات الإبداعية وتعاون القطاعين العام والخاص»، إلى جانب «أسرار صناعة السينما: العلاقة الديناميكية بين الأدب والتطويع السينمائي»، و«تطويع الألعاب الرقمية لسرد قصصي عالمي يتعدّى الحدود الثقافية». وسلّط المؤتمر.. الضوء على محاور «تطوّر أذواق المستهلكين في عصر إنشاء المحتوى عبر المنصّات المتعدّدة»، و«توجّهات جديدة في أنماط القراءة: نحو تعزيز حبّ القراءة في الجيل القادم»، بالإضافة إلى موضوع «ما بعد البيانات: تأثير الذكاء الاصطناعي التوليدي على البشريّة». وتضمن المؤتمر برنامجاً لدعم المواهب الشابّة من خلال مجموعة مسارات تتضمّن الواقع الممتد عبر نظرة على عالم رواية القصص وصناعة المحتوى التفاعلي، وتقنيات كتابة السيناريو لصياغة قصص مؤثّرة لعرضها على الشاشة.
«مسابقة الابتكار للشباب»
أطلقت النسخة الثالثة من المؤتمر الدولي للنشر العربي والصناعات الإبداعية مبادرة «جائزة مسابقة الابتكار للشباب» الجديدة، والتي تهدف إلى الاستفادة من التكنولوجيا لإثراء تعلّم اللغة العربية ورعاية المواهب الإبداعية في مجالات الفنون والإعلام والشعر. واستحدث المؤتمر الذي ينظمه مركز أبوظبي للغة العربية تحت شعار «التحولات التكنولوجية في صناعة النشر ومحركات البحث»، أول منصة لريادة الأعمال وريادة الأعمال الداخلية للشباب في دولة الإمارات، وتهدف إلى توفير منصة للشباب للتعلم المبتكر والإبداع بمجالي اللغة العربية والصناعات الإبداعية. ويعدُّ المؤتمر انطلاقة لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب 2024، الذي يقام خلال الفترة من 29 أبريل إلى 5 مايو في مركز أبوظبي الوطني للمعارض «أدنيك»، برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله.
تمكين الشباب
في هذا السياق، قال الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية: «انطلاقاً من رسالة مركز أبوظبي للغة العربية الرامية إلى الارتقاء بحضور اللغة العربية وتعزيز انتشارها، ولا سيما بين الأجيال الجديدة، تأتي جائزة مسابقة الابتكار للشباب التي تهدف إلى تمكين الشباب وتنمية قدراتهم في ابتكار حلول غير تقليدية للتعامل مع لغتهم والتعامل بها. وتسعى الجائزة إلى تشجيع الطلبة على القراءة باللغة العربية بشكل أكبر، مما يعزز من كفاءتهم اللغوية ويثري معارفهم باللغة، وهو ما سيسهم في الحفاظ على موروثنا الثقافي، ويُرسخ الشعور بالفخر والانتماء للغة والثقافة العربية».
وأضاف: «الجائزة مصممة لتسهم في صنع أثر على المدى الطويل على صعيد تمكين الشباب، وتوفير البيئة المناسبة لتعزيز تقديرهم للغة والثقافة، وإرساء معايير نظامٍ أكاديميٍّ مترابط يُسهّل تبادل الأفكار والخبرات».
وتدعو الجائزة الشباب العرب، الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و39 عاماً إلى مشاركة أفكارهم النيّرة. وتشمل الفئات المستهدفة الطلبة الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و21 عاماً، والمبدعين ورواد الأعمال الذين تتراوح أعمارهم بين 21 و30، والطلبة الناطقين باللغة العربية الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و21، والمبدعين ورواد الأعمال الناطقين باللغة العربية الذين تتراوح أعمارهم بين 21 و39.
وتتنافس الأفكار المطروحة ليتم اختيار أفضل 10 أفكار منها، وفقاً لمعايير لجنة تحكيم منصة «يونيبرونور»، والتي تشمل الإبداع والابتكار التكنولوجي، وتأثير المحتوى، وجدوى وقابلية التوسع في الفكرة. وسيحظى كل من المتأهلين للتصفيات النهائية للجائزة بفرصة ذهبية لعرض أفكارهم المبتكرة على المسرح الرئيس في المؤتمر الدولي للنشر العربي والصناعات الإبداعية لمدة 3 إلى 4 دقائق، ثمّ ستناقش اللجنة الأفكار المعروضة لاختيار ثلاثة فائزين. وتم إرسال نماذج التسجيل لجائزة مسابقة الابتكار للشباب إلى مجموعة من الجامعات والمعاهد المرموقة في جميع أنحاء دولة الإمارات، بما في ذلك مركز الشارقة لريادة الأعمال، وجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، وجامعة خليفة، وجامعة نيويورك أبوظبي، وجامعة أبوظبي، وجامعة الإمارات العربية المتحدة، وجامعة الشارقة، وجيمس مودرن أكاديمي، وجامعة ميدلسكس دبي، ومنصة Hub 71، وجامعة هيريوت وات دبي، وجامعة بيرمنجهام دبي، وجامعة أميتي الشارقة، وجامعة العلوم والتكنولوجيا، وجامعة عجمان، وجامعة ولونغونغ في دبي.