هزاع أبوالريش (أبوظبي)
المواهب الإبداعية الإماراتية، خاصة في مجال الرواية والقصة القصيرة، تمثل حضوراً دائماً ومتميزاً، وتساهم الأعمال الأدبية للمبدعين الشباب في إثراء المشهد الإبداعي المحلي، وفي الوقت نفسه ثمة تحديات تتعلق بالنشر والتوزيع، خصوصاً عندما يقدم الشباب على طباعة أعمالهم الأولى، فما هي تلك التحديات؟ وما الحلول البناءة التي تسهم في دعم القدرات الإبداعية للجيل الجديد؟
بداية، تقول الدكتورة فاطمة المعمري: «تُعد المواهب الإبداعية في الإمارات من أبرز المساهمين في تطوير المشهد الأدبي، خاصة في مجالات الرواية والقصة القصيرة، حيث يتميز الكتّاب الإماراتيون بقدرتهم على تجسيد تجاربهم الفريدة وثقافتهم المتنوعة من خلال أعمالهم الأدبية المنشورة، حيث قدّم العديد من الكتّاب الإماراتيين إسهامات مهمة في ميدان الرواية والقصة القصيرة، من خلال استعراض التراث والتحولات الاجتماعية والثقافية في المنطقة بطريقة سردية رائعة».
وتضيف المعمري: «وعلى الرغم من إدراك أهمية دعم المواهب الإبداعية لتعزيز الهوية الثقافية، وتعزيز الفهم العام حول التنوع في المجتمع الإماراتي، والدور الكبير للمؤسسات الثقافية المتنوعة، فإن هناك تحديات في مجال النشر والتوزيع، ويمكن أن نلخص التحديات في قلة الدعم المالي، فبعض الكتّاب قد يواجهون صعوبة في الحصول على تمويل لدعم كتاباتهم ونشر أعمالهم، وأيضاً تحديات التوزيع الدولي، حيث تواجه الأعمال العربية عموماً صعوبات في الوصول إلى القرّاء العالميين، وذلك بسبب التحديات في توزيع الكتب عبر الحدود والترجمة للغات الأخرى».
وتابعت المعمري: «مع هذه التحديات، مطلوب دعمٌ قوي من المؤسسات الثقافية والحكومية لتعزيز وتشجيع المواهب الإبداعية في مجال الكتابة، بالإضافة إلى تعزيز وجود الأدب الإماراتي على الساحة العالمية».
الترويج والتوزيع
من جهتها، تقول الكتابة رحمة حسن: «لدينا مواهب إبداعية تستحق التقدير والتشجيع والاحترام لما تقدمه من جهد وفكر يعد إضافة للأدب الإماراتي والثقافة الوطنية والهوية المجتمعية، ولكن غالباً لا يوجد مردود مالي للأدب بشكل عام في المنطقة العربية، فيظل المبدع في محرقة مع نفسه دون تعويض ذاتي يحفزه على الإنتاجية أكثر». وتؤكد رحمة حسن: «المبدع بحاجة إلى النظر إلى أعماله لتكون ذات أولوية من حيث المردود المادي، ومن حيث الترويج للوصول إلى أكبر قدر ممكن من الجمهور للاطلاع على إنتاجه، فنحن نعاني عنصري الترويج والتوزيع، وعدم معرفة كيفية نقل تجاربنا للآخرين».
الروح والمادة
ويقول الكاتب عايض الأحبابي: «لا نستطيع الجمع ما بين الروح والمادة معاً، إما المادة ونخسر الروح، أو الروح ونخسر المادة، فأغلب دور النشر اليوم أصبحت تبحث عن المادة ولذلك غابت الروح، والروح هنا هو الإبداع نفسه، فلا بد من التركيز على المبدع وإنتاجه وكيفية الترويج عن المنتج بالشكل الصحيح الذي يستحقه، فأغلب الكُتاب اليوم لا يستفيدون من مبيعات إصداراتهم ومؤلفاتهم الأدبية، ولا يستطيعون الدخول في صدام مع دور النشر، لأنهم بحاجة إلى نشر إبداعاتهم في المرات القادمة».
وأكد الأحبابي: «هناك الكثير من المبدعين يعانون دور النشر، وأغلب دور النشر لا تلتزم بالعقود المبرمة مع الكُتاب، ولكن الكاتب يظل في حيرة من أمره. إما أن يطالب بما يستحقه ويكسب المال، ويخسر طباعة مؤلفه القادم، أو يصمت ويخسر المال لأجل طباعة إبداعه القادم من دون أية صعوبات تواجهه من دور النشر، وهذه هي المشكلة».