هويدا الحسن (العين)
ضمن فعاليات شهر القراءة الوطني لهذا العام، ناقش مجلس شما بنت محمد للفكر والمعرفة كتاب «روح غنية أم عبد فقير»، بحضور رئيسة المجلس الشيخة د. شما بنت محمد بن خالد آل نهيان، والكاتبة رولا جردي مطر عبر منشط «ندوة الكتاب»
استهلت الشيخة الدكتورة شما الندوة بقولها: «كتاب «روح غنية أم عبد فقير» يأخذنا لرحلة استكشافية تتنقل بين أعماق الروحانيات وأسرار الوجود، مقدماً مقالات تشع بالحكمة، وتدعو القارئ لإعادة التفكير بمفاهيم الحرية، الرضا، الارتقاء الروحي وغيرها».
وأضافت: «الكتاب يحمل المفاهيم الروحية التي تتعلق بخروج الإنسان من حالة اللاوعي للإدراك والوعي، وهو النقطة الأولى بانطلاقة الإنسان للتحرر من رصيد متراكم من المفاهيم التي جعلت الإنسان يعيش في ظلمة النفس بعيداً عن شفافية الروح».
وأوضحت أن الكتاب يلفت الانتباه لأهمية التحرر من قيود الأنا المتضخمة والسعي نحو الحرية الروحية، لندرك من خلاله أهمية البحث عن الحقيقة داخل الذات، بعيداً عن التعليمات والأفكار المسبقة.
وأشارت الشيخة د. شما بنت محمد بن خالد آل نهيان إلى أنها تتفق مع طرح الكاتبة حول الأهمية الكبيرة للتوازن العاطفي والفكري بحياة الإنسان؛ لأن الإنسان المتوازن يعرف كيف يسامح دون أن ينسى الدروس المستفادة، ويخزن التجربة بالذاكرة، دون أن يترك المجال للنفس أن تخزن انطباعات سلبية تجاه الأشخاص، فالروح الحقيقية للتسامح تعكس القوة الداخلية للإنسان، والتي مردها الحقيقي للعقل والروح.
فيما عرضت الكاتبة رولا ملخصاً لكتابها المتضمن الدعوة للعودة للذات وإلى حقيقتها المحبّة الخيّرة ودعوة للحب والنور والسلام والتوحّد والتسامح بدل الانقسام والتعصب والكره، ودعوة للصلة والاتصال بالخالق عبر صلاة اليقين وحسن الظن.
وقامت الكاتبة بالرد على التساؤلات التي طرحتها الشيخة د. شما خلال النقاش ومنها:
كيف يمكننا التحرر من سجن الذات، وإيجاد التوازن بين الحاجات المادية والروحانية؟ وما هي الطرق التي يمكن من خلالها تطوير قدرتنا على البحث الداخلي بعيداً عن التأثيرات الخارجية؟ كيف يمكن للتوازن العاطفي والفكري أن يؤدي لحياة أكثر إشباعاً ورضاً؟ وفي ظل تحديات الحياة المعاصرة، كيف يمكن للإنسان أن يحافظ على قوته الداخلية وصلته بالروحانيات؟ وما هي الآليات التي يمكن أن تساعدنا على تعزيز مبدأ المساواة وتقدير الروح الإنسانية بغض النظر عن الاختلافات الخارجية؟
اختتمت الندوة بدعوة من الشيخة الدكتورة شما للتأمل، وإعادة النظر بمفاهيم الحرية والتوازن الروحي، والوصول لجوهر الحكمة والعمق بفهم الحياة والإنسانية، مستشهدة باقتباس من الكتاب «إذا أردت أن تعرف مدى رقي حضارة ابحث أولاً عن مستوى الأخلاق فيها، وعن مدى ارتقاء الإنسان بعقله وروحه ونفسه وصفاته ليستطيع إدراك نور العلم والحكمة الحقيقية في الوجود».