فاطمة عطفة (أبوظبي)
شهد المجمع الثقافي، افتتاح معرض للفنان حسين شريف بعنوان: «إعادة صياغة الواقع»، إضافة إلى معرض جماعي يكشف عن النباتات الملحية في الإمارات، وكذلك معرض ثالث لأعمال مؤلف كتب الأطفال الرسام إريك كارل، وتستمر هذه المعارض الثلاثة لغاية 1 سبتمبر 2024.
وتُظهر الأعمال المعروضة للفنان حسين شريف نظرة مسيرته الإبداعية متعددة التخصصات من الرسم والكولاج والنحت والأعمال التركيبية، حيث يكشف من خلال هذه عن الأعمال التغيرات التي طرأت على المشهد الثقافي والاجتماعي والاقتصادي الحضري في الدولة، وفق رؤى فنية استعادها الفنان، ووظفها ليمنحها هويات جديدة مدروسة، معتمداً على مختلف الوسائط، بما يستجيب للبيئة المتغيرة. ومن خلال هذه المعروضات، تحيل مسيرة الفنان شريف على حركة ما بعد الحداثة، وهو أحد أعضاء «مجموعة الخمسة» التي تأسست في الثمانينيات، وأسهمت في إرساء مفهوم الفن المعاصر في الإمارات.
ويضم المعرض أربعة أقسام رئيسية، حيث يقدم القسم الأول بعنوان: «اللقاءات والتكرار» منصات مسرحية لاستكشافاته عبر أعمال الوسائط المختلفة، وهناك قسم فرعي يظهر منحوتات ثنائية الأبعاد. أما القسم الثاني بعنوان: «التقاطعات»، فيضم مجموعة مختارة من لوحاته، وهي توضح تأثر الفنان بروح الصناعة والهندسة المعمارية. ويتضمن القسم الثالث، وهو «البنيوية والهزلية»، ظهور الحميمية لفن الكولاج الذي يعبر عن روح الفنان الفكاهية واستخدامه للتصوير الفوتوغرافي، بالإضافة إلى مجموعة مختارة من الرسومات المرتكزة على استخدام التكرار والبنيوية. ويأتي القسم الأخير داخل المبنى، وهو عبارة عن قاعة أرشيفية مستوحاة من استوديو الفنان، فيها استعراض لرسومات ومنشورات، كما يضم المعرض أعمالاً تركيبية خاصة للمعرض حول المجمع الثقافي.
وفي لقاء لـ «الاتحاد» مع الفنان حسين شريف، أكد أن المعرض تجميع لأعمال مختلفة منذ الثمانينيات لغاية اليوم، حيث يظهر تجربته بشكل عام، ففيه التشكيل والنحت والأعمال الفراغية والتلوين. ولفت الفنان إلى تأثره بالمرحوم أخيه حسن شريف، كما تأثر بتجربته العديد من الفنانين، وهذا واضح حيث إن الفنان الراحل قدم الكثير للحركة الفنية في الإمارات.
وفي لقاء مع المقيمة للمعرض عائشة الحميري، أشارت إلى أن المعرض يستحضر أربعين سنة من أعمال الفنان الذي كانت بداياته بالفن التشكيلي من السبعينيات، وتطورت هذه الفنون بعد أن ذهب لدراسة التصميم المسرحي في دولة الكويت، إضافة إلى متابعته لتجربة أخيه حسن الشريف الفنية، ودراسته في لندن واستحضار تجربة فنية جديدة هي «ما بعد الحداثة». وهذه الفكرة تعني أن للفن معنى، وأن للفنان الحرية في أن يغير في الأشياء من حيث شكلها أو لونها لتصبح عملاً فنياً، أو إذا أخذ شيئاً من إطاره الأصلي، وأعطى هوية جديدة فهو عمل فني.
وأوضحت الحميري أن هذا المعرض يضم أعمال الفنان شريف كافة التي تعكس هذه النظرية، فهناك الأعمال التطبيقية التي تعكس نظرته التي استوحاها من الأشياء الموجودة عنده في البيت، وهناك عمل «وجوه»، وهي عبارة عن علب معدنية فارغة، إضافة إلى عمل «شخوص» وهو منحوتات من الأسلاك المعدنية، فالفنان يعد أعماله بأشكال متنوعة، والمعرض يضم أكثر من 150 عملاً فنياً.