أبوظبي (وام)
نظّمت مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون بالتعاون مع مركز أبوظبي للغة العربية التابع لدائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، احتفالية اليوم العالمي للغة الأم، وذلك تحت رعاية معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش.
ويأتي تنظيم الاحتفالية ترجمةً لشعار الفعالية الدولية لعام 2024 «التعليم متعدد الألسن بوصفه إحدى ركائز التعليم والتعلُّم بين الأجيال».
وقالت هدى إبراهيم الخميس، مؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، المؤسس والمدير الفني لمهرجان أبوظبي، إن مما تتميز به اللغة العربية بلاغتها ومكانتها، فهي «لغة حية تعيش في الوحي الخالد في القرآن الكريم، في قصصنا، وترنيماتنا وأبيات شعرنا بموسيقاها وإيقاعها، تجري في دمائنا وعروقنا، إنّها جوهر ثقافتنا بهويّتها وإرثها وأثرها».
ومن جانبه، قال الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، إنّ اللّغة الأم هي اللغة التي انتقلت للإنسان من بواكير علاقته بأمه وهو ما يبيّن أهمية الاعتناء بها، مضيفاً: «إن الحضارة العربية من أوائل الحضارات الإنسانية التي أولت عناية فائقة وتقديراً واحتراماً كبيرين لتعددية الألسن والأفكار والمعتقدات والثقافات، ما أسهم في جعلها حضارة إنسانية عالمية امتدت ظلالُها، وتغلغلت ثمارُ علومِها وفلسفاتِها ومنجزاتِها إلى أرجاء العالم كافة». وأوضح أن مركز أبوظبي للغة العربية، يولي فكرة التعددية أهمية كبرى، ويعكس ذلك في عدد من المبادرات والمشاريع، منها جائزة «سرد الذهب» التي تهدف إلى دعم مسيرة السرد العربي المعاصر بذخائر الذاكرة الشعبية والتقاليد العريقة في سرد القصص باللغة العربية، وجائزة «كنز الجيل» التي تهدف إلى تكريم الدارسين والمبدعين المهتمين بتناول الموروث المتصل بالشعر الشعبي وقيمه الأصيلة.
وتضمنت الاحتفالية ندوةً حواريةً تناولت واقع اللغة العربية كلغة أم، شارك فيها مسؤولون من جهات حكومية وأكاديمية ومؤسسات فاعلة في الحفاظ على التراث واللغة العربية.
وشارك في الندوة الدكتور عبدالعزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، والدكتورة هنادا طه، رئيسة مركز «زاي» لبحوث اللغة العربية في جامعة زايد، والدكتورة عائشة الشامسي، رئيسة قسم اللغة العربية وآدابها، بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، وأدارها الكاتب والناقد علي العبدان.
وأجمع المتحدثون في الندوة على الدور المحوري الذي تلعبه دولة الإمارات في تعزيز مكانة اللغة العربية وخاصة لدى الشباب والأجيال الجديدة.
وتضمنت الاحتفالية كذلك أمسية شعرية بمشاركة كل من الشاعرتين الإماراتيتين شيخة الجابري، عضو مجلس إدارة اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات، وميرة القاسم، والشاعر وليد علاء الدين من جمهورية مصر العربية، الذين ألقوا مجموعة من القصائد التي تميزت بجماليات العربية ومعانيها الجزلة وأصالة معمارها اللغوي والمعجمي بشقيه الفصيح والنبطي، واختزلت جوانب مشرقة من تجاربهم الشعرية.