دبي (الاتحاد)
نظمت ندوة الثقافة والعلوم جلسة حوارية بعنوان «خواطر وذكريات» مع الدكتور أحمد سيف بالحصا، رجل الأعمال ورئيس مجلس إدارة مجموعة بالحصا، بحضور بلال البدور رئيس مجلس الإدارة، ونخبة من المهتمين والحضور.
وأدار الجلسة علي عبيد الهاملي، نائب رئيس مجلس إدارة الندوة، الذي أكد أن د. أحمد سيف بالحصا شخصية استثنائية، جمعت بين الاقتصاد والعلم والثقافة والرياضة والعمل الوطني والاجتماعي بشكل متوازن. وأشار الهاملي إلى أن د. بالحصا من الشخصيات العصامية الفريدة في عالم الأعمال منذ الطفولة المبكرة، وقد عمل في مجالات عدة، وكانت انطلاقته عام 1968 مع تأسيس شركة بالحصا.
وتساءل الهاملي عن قرار د. بالحصا استكمال دراسته بعد استقرار أعماله، كما تطرق الحوار إلى مختلف الوظائف الرسمية التي شغلها بالحصا، وعضويته في المجلس الوطني الاتحادي والمجلس البلدي لإمارة دبي في ثمانينيات القرن الماضي.
وكان للرياضة التي شغف بها بالحصا نصيب من الحوار حيث ساهم بالحصا في تأسيس نادي الشباب وترأس مجلس إدارته، وتطرق إلى حاضر ومستقبل الرياضة في دولة الإمارات في الوقت الحالي.
وتحدث بالحصا في بداية الجلسة عن مسيرته المهنية التي بدأت منذ طفولته في منطقة ند محمد في ديرة بدبي التي ولد فيها، وكيف اضطرته الظروف وقتها للعمل في سن العاشرة بعد وفاة والده واضطراره لترك الدراسة، حيث عمل في مجالات عدة.
وأشار بالحصا إلى الصعوبات التي قابلها في البدايات، سواء في مجال النقل واستئجار السيارات لنقل الركاب إلى سلطنة عمان، وكيف كانت الطرق، وقال إنه رغم الصعوبات فإن على الإنسان تحمل المسؤولية. وذكر أنه أطلق على إحدى شركاته الأولى شركة الاتحاد التجارية عام 1968 وذلك لرسوخ الحس الوطني لديه والرغبة الحقيقية والتوقع بوجود اتحاد لإمارات المنطقة، وهو ما حدث في عام 1971 عندما أعلن اتحاد دولة الإمارات ونجاحه بفعل تفاهم القيادات المؤسسة.
واستعرض مسيرته مع العمل الحكومي عام 1972 حيث عمل مديراً لإدارة المشتريات المركزية بوزارة المالية والصناعة، واستمر في العمل حتى عام 1977، وبعدها تفرغ للعمل الحر. وأكد بالحصا أن العمل الحكومي يتيح علاقات إنسانية واجتماعية بشكل أكبر، ولكن العمل الحر أيضاً يتيح مساحة أكبر من الإبداع والسعي للتطوير، وكلاهما يؤسسان معارف وعلاقات وتجارب ثرية.
وأشار بالحصا إلى أن الدراسة وخاصة الدراسات العليات أفادته بشكل أكبر في مسيرته المهنية وساعدته على اختيار أعماله بمنهجية علمية ودراسات جدوى تؤصل للعمل الذي يسعى لتأسيسه.
وعن تجربته في المجلس البلدي في عام 1980، والمجلس الوطني الاتحادي عام 1981، ذكر أنها تجربة ثرية، والحس الوطني كان الشغل الشاغل للأعضاء، وكان لهذه المجالس دور وطني حقيقي تناقش وتتناول المشكلات وتقترح الحلول، فلا يتحدث شخص عن مشكلة دون أن يطرح الحل لها، وأشار إلى أنه طرح موضوع عمل مختبرات في جامعة الإمارات لطلاب الكليات العملية وتمت الاستجابة لهذا الطرح.
وتذكر تركه للدراسة مجبراً نتيجة للحاجة إلى العمل، وعودته للدراسة بعد استقراره العملي وزواجه، واستطاع أن يجمع بين الدراسة والعمل، حيث بدأ مع أبنائه مسيرة الدراسة من جديد وأنهى البكالوريوس مع أحد أبنائه في الوقت نفسه، وأكمل دراسته العليا في الماجستير ونال شهادتي دكتوراه من مصر وبريطانيا.
وتحدث بالحصا عن الأعمال العامة التي شغلها، ومنها رئاسة المنظمة العالمية لمسؤولي البناء التابعة للأمم المتحدة (الووبو)، واتحاد الاتحادات الدولية للمقاولين (السيكا)، واتحاد المقاولين العربي، وجمعية المقاولين في الإمارات.
وعن التجربة العميقة والممتدة في المجال الرياضي تذكر شغفه بكرة القدم وبداية اللعب في ملاعب ترابية، وكانت هناك كرة واحدة يلعب بها كل الفريج، وتحدث عن تجربته مع تأسيس نادي الشباب مع غانم غباش وجمعة غريب وأحمد الخطيبي وعبدالرحمن بن فارس ومجموعة من الرعيل الأول، ولكنه ابتعد عن الرياضة فترة للانشغال بالأعمال وعند عودته كان قد تم دمج نادي الشباب مع الوحدة وأصبح النادي الأهلي، ولم تكن هناك وزارة للرياضة بعد ولكن كان هناك اتحاد كرة القدم.
وأشار إلى أنه في الوقت الحالي ترك أعماله لأبنائه لإكمال مسيرة العمل والنجاح وأنهم يستشيرونه ويلجؤون إليه باستمرار ويناقشهم ويطرح عليهم الحلول.
وأكد أن دولة الإمارات تعد دولة نموذجاً من حيث التطور والبناء والتقدم العلمي وسبقت ما حولها، وأنه اتخذ هذا النجاح نموذجاً لمسيرته العملية.
وختم بالحصا بقوله إن الأزمات والانعطافات تقوي الشخص وتثري تجربته وتحفزه للنجاح وتحقيق ما يريده.
وفي مداخلات الحضور عبر محمد الجوكر عن مدى حاجة المجتمع للتعرف على تجارب النماذج المشرفة من أمثال د. أحمد سيف بالحصا، تلك التجربة الغنية التي تفيد أجيالاً من الشباب الطامحين.
وذكر بلال البدور الدور الذي لعبه د. أحمد بالحصا في مسيرته الثقافية حيث أشار عليه أن يكون ملحقاً ثقافياً في سفارة الإمارات في جمهورية مصر العربية في بداية عمله. وفي نهاية الجلسة قدم مجلس إدارة الندوة درعاً تذكارية وشهادة تقدير للدكتور أحمد سيف بالحصا.