أحمد عاطف (القاهرة)
في روايته «الأصنام» يستخدم الروائي الجزائري أمين الزاوي زلزال مدينة الأصنام المعروفة الآن بـ«الشلف» في عام 1980 كرمز يُظهر التغييرات في الجزائر خلال فترات زمنية معينة.
وتدور الرواية - المرشحة ضمن القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية 2024 - حول مبدأ الأخوة وتروي قصة أخوين، حيث يُغتال الأخ الأكبر في فترة العنف والإرهاب والعشرية السوداء في الجزائر، ما يدفع الأخ الأصغر للدفاع عنه بشكل يُظهر أهمية الدفاع عن أخيه، الذي كان بمثابة دفاع عن الوطن.
يقول الزاوي لـ«الاتحاد» إن تفاصيل الرواية ونهايتها يجب أن يكتشفها القارئ بنفسه، لكن القصة تستند إلى فلسفة، وهي عكس قصة قابيل وهابيل، ففي روايتي لا يقتل الأخ أخاه بل يحب «حميميد» الأخ الأصغر أخاه الأكبر «مهدي»، ويبحث عمّن قتله، فالرواية تفكك القصة القديمة بمفهوم مختلف.
ويظهر التشبيه في الرواية بين تأثير الزلزال على مدينة الأصنام «الشلف» وبين تأثير وفاة شخصية مهدي على أسرته، فالزلزال وقع في لحظات تسببت في ألم وخوف وشتات لسكان المدينة، وكذلك وفاة الأخ التي وقعت كنكبة على أفراد أسرته، وتسببت في كثير من الألم والهلع والضياع، ووصف الكاتب عمق ذلك التأثير في نفوسهم.
واهتم الزاوي، خلال أحداث الرواية، بإظهار تراث الثقافة الشعبية في الجزائر، فتتعرض الرواية لتقاليد وممارسات تراثية، ومن المأكولات جاء البركوكس الحار والكسكسي والخبز التقليدي والحلويات المحلية وزيت الزيتون المعصور يدويًا. كما لفت المؤلف نظر القراء بطريقة غير المباشرة إلى جوانب تراثية وفلكلورية أخرى كمهنة صناعة الفخار وفن الراي البدوي، وإظهار بعض المصطلحات اليومية، وكذلك الأساطير الشعبية.