الشارقة (وام)
شهدت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير «شروق»، إنجاز هيئة الشارقة للآثار للدراسة التخصصية الثالثة لحصر وتوثيق النقوش الصخرية بالإمارة، والتي شملت تنظيم دورة تدريبية حول «تقنيات توثيق الفن الصخري من التقليدية إلى الرقمية»، بهدف رفع كفاءة كادر «الهيئة» المختص بدراسة النقوش الصخرية وتشكيل فريق محلي متعاون للتوثيق.
ونظمت «الهيئة» حفلاً ختامياً مميزاً للدورة التدريبية، بحضور عيسى يوسف، مدير عام هيئة الشارقة للآثار، وسالم عمر سالم، المدير الإقليمي لـ«الإيسيسكو» بالشارقة، وذلك في إطار نشر الوعي بتراث إمارة الشارقة الثقافي والمادي والحضاري على الصعيدين المحلي والعالمي.
وكرّمت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير «شروق»، كافة الخبراء للدورة التدريبية المنظمة والمتدربين وأعضاء اللجنة التنظيمية، وتجولت في أرجاء مبنى هيئة الشارقة للآثار مطلعةً على المكتشفات الأثرية المهمة لـ«الهيئة»، وزيارة مختبر ترميم وصيانة القطع الأثرية المكتشفة، تعريفاً بدور «الهيئة» في إثراء النشاط الأثري لإمارة الشارقة، والحفاظ عليه وتعزيز الهوية الأثرية لإمارة الشارقة.
إبراز التُراث الثقافي
وعقد البرنامج التدريبي بالتعاون مع منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) والمركز الإقليمي العربي بالبحرين للتراث العالمي على مدار خمسة أيام، في الفترة من 17 إلى 21 ديسمبر الجاري، حيث حاضر في البرنامج مجموعة من الأكاديميين من جمعية خطى الإنسان الأثرية في إيطاليا عضو في IFRAO، وهو الاتحاد الدولي لمنظمات الفنون الصخرية.
وقال الدكتور أنجيلو فوساتي، خبير النقوش الصخرية بجامعة القلب المقدس بميلانو، رئيس الاتحاد الدولي لمنظمات الفنون الصخرية، حول نتائج دراسات النقوش الصخرية في إمارة الشارقة، إن النقوش الصخرية في إمارة الشارقة تعتبر أول موقع فن صخري يُكتشف في منطقة جبال الحجر في مطلع القرن الماضي، حيث توثق الدراسة مجموعات فنون صخرية تقدر بمئات النقوش المكتشفة والمحفورة على صخور الجابرو في موقع خطم الملاحة بكلباء ومواقع المديفي واللؤلؤية ووادي شي بخورفكان.
وأكد عيسى يوسف، أن «الهيئة» تولي أهمية كبيرة لدراسات النقوش الصخرية تحقيقاً لتوجيهات ورؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، ولما يوفره الفن الصخري من أساس مهم لفهمنا للمجتمعات السابقة في شبه الجزيرة العربية، وأرشيف تصويري هائل يمكن استخدامه لفهم الأحداث التاريخية والاقتصادية والتقاليد والمعتقدات الدينية بشكل أفضل من بين العديد من الجوانب الأخرى للمجتمعات السابقة، بالإضافة إلى أن النقوش الصخرية تلعب دوراً مُهماً في إبراز تُراثنا الثقافي المادي وحضارتنا العريقة عبر العصور، تعريفاً لأجيال المستقبل بتاريخ إمارتنا الباسمة ونشره عبر الأساليب العلمية والتقنية.
مبادرة مهمة
وقال الشيخ إبراهيم آل خليفة، مدير المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي بالبحرين: تعتبر الدورة الدولية التدريبية حول تقنيات توثيق الفن الصخري من الطرق التقليدية إلى الرقمية إحدى المبادرات المهمة على مستوى الوطن العربي لتنمية الكوادر العربية، وتطوير منظومة العمل في مجال توثيق الفن الصخري، والتعرف على التقنيات الحديثة في هذا المجال، وسُعدنا في المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي بالشراكة مع الجهة المنظمة هيئة الشارقة للآثار في تنظيم هذه الدورة التي تؤكد الدور البارز الذي تقوم به «الهيئة» في تنمية الكوادر ليس فقط على المستوى المحلي، بل على الصعيد الإقليمي أيضاً.
مبادرات وبرامج
أشار سالم عمر سالم، إلى أن «الإيسيسكو» تنفذ عدداً من المبادرات والبرامج، وتعقد دورات تدريبية لبناء قدرات الشباب، سعياً إلى تمكين أدوارهم في تحقيق التنمية المستدامة ورفع كفاءة العاملين في المجال الثقافي، بالإضافة إلى أنه يأتي ضمن استراتيجية المنظمة، تعزيزاً لأهمية بناء علاقات التعاون المتبادل والشراكة الهادفة بين الجانبين لتبني وتنفيذ المزيد من المبادرات والمشاريع الفاعلة على صعيد التراث الثقافي والمعارف والمهارات المرتبطة بهما، كونه أول برنامج تعاون مشترك بين «الإيسيسكو» وهيئة الشارقة للآثار، وستلحقه برامج أخرى، تأكيداً على دعم التراث الثقافي وحمايته عن طريق بناء القدرات.