بالأمس انطلقت احتفالية «أيام العربية»، تحت شعار «اللغة العربية لغة الشعر والفنون»، واستمعنا بكل تقدير وامتنان إلى كلمة الدكتور علي بن تميم رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، ومداخلات أهل الفكر والثقافة والفنون وعشاق اللغة بمحاور أساسية استراتيجية من لحن الحروف العربية والشعر العربي والفنون وتحديات التلقي وآفاق الترجمة إلى شعرية اللغة وفنية القصيدة سعياً لبحث التحديات التي تواجهها لغتنا واستشراف مستقبلها.
أكتب لكم لا لكوني كاتبة أو أديبة بل لكوني ابنة هذه اللغة، أمسها ويومها وغدها، وكما يقول جبران خليل جبران: «لي من لغتي قيثارة أتناولها فأستخرج منها أغنية تحلم بها روحي».
مع ما تتفرد به لغتنا من إعجاز وقدسية وجمال أتوقف عند أمر آخر، وهو قدرتها على توحيدنا بتنوعنا وتعددنا واختلاف لهجاتنا، توحدنا كأمة عربية من 456 مليوناً في 22 دولة، وما يقارب الملياري مسلم في 57 دولة إسلامية.
تقع على عاتقنا مسؤولية الحفاظ على لغتنا وهويتنا في زمن متسارع وتقنيات متغيرة، وأن نكون الأمناء على تحقيق أهداف ثلاثة تعليم العربية بحداثة جاذبة، ومحتوى أخاذ، ونشرها وترجمتها إلى اللغات العالمية الحية وترسيخ مكانتها العالمية لغير الناطقين بها.
وفي ظل ريادة الإمارات لصناعة نهضة عربية شهدنا مبادرات طموحة وحراكاً وإنجازات من جائزة الشيخ زايد للكتاب، وشهادة الكفاءة الدولية في اللغة العربية – «سمة»، وتقرير حالة اللغة العربية وقمتها، ومجمع اللغة العربية في الشارقة، إلى محرك البحث باللغة العربية الإماراتي الهوية «جيس». وما زال أمامنا الكثير من العمل في التعليم بأسلوب حديث ومعاصر بروائع وكنوز العربية نعلق قلوب أبنائنا بها من جديد ونعيد حلة الفخر لها.

النشر والترجمة
وفي نشر اللغة العربية وترجمتها من خلال حفظ حقوق مؤلفينا وملكياتهم الفكرية، ودعم التفرغ الأدبي والإقامات الإبداعية، كمسؤولية وطنية للمؤسسات والأفراد، تعزيزاً للاقتصاد الإبداعي، وقد كان لنا شرف المساهمة في دعم النشر والكتاب والناشرين، كمحرك أساسي لنهضة المعارف واستثماراً في المواهب والقدرات لبناء الحضارة، سئلت «ما العائد الذي تجنونه من دعمكم للنشر؟، قلت لهم إن خدمة الكاتب ونشر الكتاب لا تقدران بثمن. وفي ترسيخ مكانة اللغة العربية لغير الناطقين بها، أو ليس قدر الإمارات أن تحمل رسالة العربية إلى العالم في المسرح والسينما والموسيقى والحروفية والتشكيل والخط، أو ليس من حق لغتنا علينا أن يكون لها أكاديميتها العالمية أسوة بالأكاديمية الفرنسية، والمجلس الثقافي البريطاني ومعهد غوته وغيرها.
مع الشعار الذي يعليه ملتقانا «اللغة العربية لغة الشعر والفنون»، تحضرني مقولة الفيلسوف الألماني هيدجر «اللغة مسكن الوجود، في حماها يسكن الإنسان والمفكرون والشعراء»، هم الذين يصونون هذا الحمى بترنيمة أم وحكاية جدة ووصية أب، ومع العربية كلمة الحق والخلود أُعلي رسالة الأمل، لأن اللغة العربية لغة الشعر والفنون.. لغة الحياة.
مؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون