شعبان بلال (الرياض)
رحلة تتخطى نصف قرن من الفنون التشكيلية قدمها سعود القحطاني أحد رواد الساحة التشكيلية بالسعودية، بمساهمات مؤثرة ثرية بالتنوع بين اللوحات والمجسمات والجداريات، وبجرأة في اقتحام مدارس فنّية والتجديد بها.
منذ انطلاقته في المجال التشكيلي، يشتهر القحطاني بالتركيز في أعماله على مدينته أبها الثرية بالطبيعة الخلابة وثقافتها المميزة، وبعض المعالم التاريخية، لذلك تسود الألوان الزاهية والاهتمام التفاصيل في الكثير من اللوحات.

رحلة سعود، بدأها قبل عقود بصنع أدوات الرسم الخاصة به بنفسه قبل أن يرسم بها نظراً لضعف الإمكانات وقتها، لتظل تلك الأدوات واللوحات التي رُسمت بها على حالتها حتى الآن كذكرى للبدايات الصعبة. 
في مجموعته اللوحية، يسود أسلوب واحد وهو البحث عما وراء السريالية، يسيطر عليها اللون الأزرق بدرجاته تتداخل مع الأبيض وتبدو كعاصفة موجية، وتتكون المجموعة من عدد من الوحات المتفاوتة الحجم بين الكبيرة والصغيرة، لكل منها مغزى ورمز.

يقول القحطاني لـ«الاتحاد»، إن اللوحة الرئيسة بالمجموعة تقوم على التوافق العقلي العضلي العصبي، فنصف اللوحة الأيمن رسم باليد اليمنى وفي نفس الوقت كانت اليد اليسرى ترسم الجانب الأيسر لتظهر وكأن اللوحتين مرآة مع اختلافات فرضتها حركات اليدين في نفس الوقت حتى أن اللوحة عليها توقيعين.
وأشار إلى أن «هناك لوحة أخرى في نفس المجموعة بتوقيعين في الأعلى والأسفل، تقوم فكرتها على قلب اللوحة في كل مرة ليشاهد الزائر معاني وأفكاراً جديدة باللوحة لكن الفكرة الرئيسة لها هي العولمة».

تجربة وتنوع 
سفر ودراسة ومشاهدة لتجارب فنانين عالميين ومدارس فنية من بلدان مختلفة شكلت هوية القحطاني التي زادتها التجربة ثراء، لذلك تتميز لوحاته بالتنوع بين المدارس مثل الرمزية، التجريدية والواقعية.
التنوع الفكري يتجسد في أعمال سعود، من بينها لوحة بعنوان «أجدادنا المهندسون» التي تصف ابتكارات قدماء المهندسين في البناء لتصمد تلك المباني لمئات السنين من دون أن تتأثر، إضافة إلى لوحة أخرى بعنوان «وحدة والهدف واحد» تجسد الحج  باختلاف أشكال وألوان البشر.

أما أقرب اللوحات إلى قلب القحطاني فهي تلك التي تظهر بها مدينة أبها من أعلى جبل وتهبط أشعة شمس بهدوء على المدينة، وتعتبر اللوحة رمزاً للهوية الفريدة وتحمل عناصرها دلالات فنية تعكس صفات حقيقية.