محمد نجيم ( الرباط)

في كتابها الجديد «تواشجات الشعري والفني في الشعر العربي الحديث، شربل داغر نموذجاً»، تواصل الناقدة والأكاديمية المغربية الدكتورة حورية الخمليشي رفد المكتبة المغربية والعربية بأعمالها النقدية الرصينة. وتسعى في هذا الكتاب إلى تقديم مشروع مقاربة جديدة لتلقي النص الشعري بشكل جديد ومختلف لإنتاج قراءة معرفية جديدة، لموضوع تواشجات الشعري والفني في الشعر العربي الحديث. وهي ترى أن الحداثة تحمل معنى جديداً في تجديد الشعر وتطوره وانفتاحه على الفنون وعلى شعريات العالم، زمن الانفتاح والتلاقح الثقافي بين الحضارات العالمية، عبر ثقافة شعرية وفنية متفاعلة مع الشعر العالمي. وهذه الدراسة مغامرة وقراءة جديدة موسعة للشعر العربي الحديث. مُغامرةٌ في المجهول لاكتشاف العوالم المتشابكة بين الشعر والفن، بين فنّين مختلفين متجاورين. فالشعر العربي الحديث نبع الفنون التشكيلية، والمسرحيّة، والموسيقيّة، والسينمائية وغيرها.
وتقترح الباحثة أنموذجاً لقراءة شعريّة موسعة لا تقدّم الأجوبة ولكنها تثير العديد الأسئلة والتساؤلات، بل وتُؤسّس لنوع من ثقافة التساؤل في الشعر العربي الحديث. فالتساؤل مفتاح لفتح آفاق جديدة في المعرفة.  
دراسة تواشجات الشعري والفني أوّل دراسة موسعة في الشعر العربي الحديث، تدعو الأدباء والفنانين للجلوس حول طاولة واحدة جنباً إلى جنب، في لقاء يجمع بين الشعر، والكلمة، والتصوير، واللون لتتبع القصيدة في رحلاتها الشعريّة والفنّيّة عبر العالم، من خلال حوارات مع شعراء وأدباء، وفنانين على مستوى التشكيل، والمسرح والسينما، والموسيقى من مختلف الأقطار والبلدان، للنظر في مدى قدرة كلّ من الشعر والفن على التلاقي والتفاعل والحوار.  
ترى المؤلفة في توطئة كتابها أن هناك علاقة جدليّة تجاوريّة بين الشعر والفن. إنّ القراءة سفر مع القصيدة إلى عوالمها اللانهائية. سفر بين المبدع والقارئ الذي يتفاعل مع النص.