فاطمة عطفة (أبوظبي)
رسالة الثقافة في شتى مجالاتها يؤديها معرض «فن أبوظبي» كل عام، بتنظيم من دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي. وتشارك هذا العام في الدورة الـ15 عشرات صالات العرض، حيث تضم أهم الأعمال التشكيلية من لوحات ومنحوتات إضافة إلى العروض التي تحتفي بفنون التراث من نسيج وسدوٍ. كما يظهر في الصالة الأولى الاهتمام بالبيئة من خلال الأحواض التي تضم أنواعاً من النباتات، تماشياً مع هدف تعزيز ثقافة الاستدامة.
ويشارك فنانو الإمارات في المعرض بأعمال تشكيلية من رسوم ومنحوتات سجلت في هذه الدورة حضوراً متميزاً وأسهمت في إثراء الفضاء الثقافي وتجلياته الفنية والجمالية، وقد التقت «الاتحاد» مع الفنان الكبير عبدالقادر الريس الذي تضيء أعماله «فن أبوظبي» كل عام. وقد تميزت المشاركة هذا العام بمواهب جديدة، حيث شاركت أعمال ابني الفنان سمية ومصعب الريس لتضيء جاليري «اتحاد مودرن» إلى جانب أعمال والدهما.

وفي لقاء مع الفنان مصعب الريس تحدث عن المكاسب التي تعود على الحركة التشكيلية من خلال تأثير معرض «فن أبوظبي» كل عام قائلاً: الجميل في المعرض أنه يستضيف أعمال دول من جميع أنحاء العالم، وهذه إضافة يتطلع إليها كل فنان في الإمارات، ولو لم يكن «فن أبوظبي» موجوداً لما أمكننا أن نرى هذه الأعمال التشكيلية إلا إذا سافرنا إلى تلك البلاد نفسها التي تشارك هنا في المعرض. والآن نحن نشاهد أعمالاً فنية من مختلف دول العالم، وهذا مكسب كبير للحركة التشكيلية في الإمارات حيث نأخذ فكرة عن الفن في تلك الدول. وحول ما استلهم مصعب من أعمال والده الفنية المتميزة، أكد أن لكل منهما أفكاراً مختلفة بالتأكيد حسب اختلاف الأجيال، ولكن التأثير موجود من الوالد وإن كان لكل منا رؤية وخط مختلف، سواء بالألوان أو بفكرة اللوحة نفسها وطريقة رسمها، وهنا دخلت صور الخيول والألوان وبعدها دخل رسم النوق في لوحاتي، فالتراث عندي موجود أيضاً بألوانه المناسبة، وأنا أحب سباق الخيل والنوق.
وبدورها تشير الفنانة سمية عبدالقادر الريس إلى أهمية «فن أبوظبي» قائلة: هنا نطلع من خلال المشاركين على ثقافات غنية مختلفة وفن جديد وأنماط مختلفة من الإبداع، وهذا يعطيني فكرة وخبرة وتنوعاً في الرؤية. وأكدت أنها متأثرة جداً بوالدها، وهو من الرواد المؤسسين للفنون في الإمارات.

وأضافت قائلة: حب التراث مغروس فينا، ليس فقط لأننا رأيناه مع الوالد بل عايشناه في بلادنا الجميلة، وأنا أعتمد على خطين في الفن: التراث والطبيعة، حيث أرسم الورود والمفارش من الأشغال اليدوية «كروشيه» وأقمشة الدانتيل، وأحب التفاصيل وأن أتحدى نفسي، وهذا الخط بعيد جداً عن عمل الوالد، مثلاً ثمة لوحة يظهر فيها رطب بوعاء على مفرش من الدانتيل، وأيضاً المبخرة، وعندي حب للتراث والبناء المعماري القديم.
ويتجلى أيضاً جمال الفن الإماراتي في جاليري الفنانة سلوى زيدان حيث أعمال رائد الفن الفنان حسن شريف، وأدونيس، وأحمد ومحمود الدويحي فريد من مصر، وإيتل عدنان، وتقول الفنانة زيدان: لقد كان لي الشرف أن أشترك في جميع نسخ معرض «فن أبوظبي»، ولكن نسخة هذا العام كانت مذهلة حقاً، وخاصة أن فيها مشاركة 90 جاليري، فقد كان واضحاً أن المعرض قد تطور بشكل كبير وأصبح منصة بارزة في عالم الفن. وفي هذه الدورة للمعرض طريقة مبتكرة وفريدة لأن فيها مشاركة فنية لجميع الجاليات، وهذا يكشف جهود المنظمين في تقديم أعمال جديدة، وفيها تجربة جاذبة للزوار. ‎