العين (الاتحاد)

في جلسة حوارية عن التراث غير المادي بمناسبة مرور 20 عاماً على توقيع الإمارات اتفاقية تخصه مع اليونسكو استضاف بيت محمد بن خليفة كلاً من الدكتور عبدالعزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، والأكاديمي والمستشار الثقافي الدكتور عوض علي صالح، والدكتورة عائشة بالخير، مستشارة الأبحاث في الأرشيف والمكتبة الوطنية، وقدمهم الدكتور أمين كساسبة، رئيس قسم الدراسات العربية - معهد التكنولوجيا التطبيقية، حيث تناولوا تجاربهم وإنجازاتهم والتحديات التي واجهتهم في مجال توثيق التراث غير المادي، وسلّطوا الضوء على دور دولة الإمارات في التعاون الدولي والمساهمة في تطوير الاتفاقية وتطبيقها.
وأكد الضيوف خلال الجلسة على أهمية الحفاظ على التراث غير المادي، الذي يعبّر عن هوية وتاريخ مجتمع الإمارات، في إطار الاحتفال بمرور 20 عاماً على توقيع دولة الإمارات اتفاقية اليونسكو للتراث غير المادي عام 2003.

مكاسب متعددة 
واستهلّ الدكتور عبدالعزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، حديثه بالتأكيد على أن الإمارات حققت مكاسب متعددة من التوقيع على اتفاقية اليونسكو للتراث غير المادي، من بينها اعتماد إمارة الشارقة لتكون مركزاً دولياً لبناء القدرات في مجال دراسة التراث غير المادي، في خطوة تؤكد الحضور الفاعل لدولة الإمارات في منظمة اليونسكو نتيجة لجهود الدولة في تيسير قدوم الباحثين، ودعم المشاريع المتعلقة بالتراث في دول المنطقة العربية.
وأشار المسلّم إلى أن معهد الشارقة للتراث، الذي يحظى بالدعم الكبير من قبل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، يسعى لزيادة إصداراته السنوية التي بلغت أكثر من 700 عنوان، ويكثف تعاونه مع عدد من الشركاء، ويعمل بالتعاون مع مكتبة الإسكندرية على نشر التراث العربي وإتاحته للباحثين والمهتمين بدراسة التراث.

حضور إماراتي متميز 
ومن جانبه، أشار الأكاديمي والمستشار الثقافي الدكتور عوض علي صالح، إلى أن مساهمة مركز أبوظبي للغة العربية في الحفاظ على اللغة ينسجم مع كونها أداة حفظ التراث، مؤكداً أن تنوع المبادرات الوطنية المهتمّة بالجانب الثقافي والحفاظ على توثيق التراث الإماراتي، أسهم في تحقيق حضور إيجابي متميز للدولة في مختلف المنظمات الدولية ومن ضمنها اليونسكو.
وعن انضمام الإمارات لاتفاقية اليونسكو للتراث غير المادي، أوضح أن هذه الخطوة ساعدت في زيادة حماية التراث غير المادي الذي يتصل بحياة المجتمع وهويته، انطلاقاً من استيعاب أهمية استدامة التراث من خلال ممارسي الحرف وفنون الأداء وسرد الحكايات الشعبية والحفاظ على العادات والتقاليد، والاستفادة من التعاون الدولي والخبرات التي تكونت لدى فرق البحث والتوثيق في الإمارات.

حفظ ذاكرة الوطن
وبدورها، قالت الدكتورة عائشة بالخير، مستشارة الأبحاث في الأرشيف والمكتبة الوطنية، إن التاريخ الشفاهي يرفد الدراسات التاريخية ويمكّن الباحثين من العثور على ما يؤكد عراقة المجتمع الإماراتي، وتحدثت عن تجربتها في جمع وتوثيق وتحليل شهادات الشهود الأحياء عن الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في الإمارات قبل وبعد قيام الاتحاد، وقالت بالخير: إن مجتمع الإمارات يتميز بقوة الموروث والتسامح والتفاصيل الغنية عن العادات والتقاليد التي تحفظ ذاكرة الوطن، وذلك يتطلب توثيق ما لدى كبار السن من معلومات، وإن ضمان استمرار جمع التراث والحفاظ عليه مسؤولية مجتمعية تشترك فيها الجمعيات الأهلية وكل المعنيين بمختلف أشكال وفنون التراث.