محمد عبدالسميع (الشارقة)

وصف أحمد ركاض العامري الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للكتاب، الحراك الثقافي والمعرفي في معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الحالية الثانية والأربعين، بأنه يحمل قوة الكلمة والثقافة والحوار، حيث ينضوي المشاركون تحت لواء المعرض في الشارقة، بغضّ النظر عن ثقافاتهم وهوياتهم وأعراقهم، انطلاقاً من أنّ الثقافة لغة خطاب مشتركة للدول والشعوب. وعزز العامري قوله بمؤشرات تواقيع الكتب والندوات والنسب الكبيرة للمشاركات من نصف دول العالم، لافتاً إلى حضور 109 دول، و2000 دار نشر، و1057 وكيلاً أدبياً وناشراً في مؤتمر المكتبات، و500 مكتبي.
جاء ذلك، خلال لقاء مع الإعلاميين على هامش معرض الشارقة الدولي للكتاب، وأضاف أحمد ركاض العامري أنّ ميزة الثقافة في أنها لغة التقاء وتفاهم فكري للبشريّة، وليست مجالاً للصراعات، مشيراً إلى أنّ انسحاب الشارقة من معرض فرانكفورت مؤخراً على هامش الحرب على غزة، جاء بسبب هذه الرؤية التي لا تدعو إلى إقحام السياسة على الثقافة. وعبّر العامري عن الأثر الثقافي الكبير، والذي كان نتيجةً للتنظيم والاستعدادات المسبقة، وفق رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وتوجيهات سموه بتوسيع الأعمال والمؤتمرات، وزيادة التسهيلات على الضيوف وحركه النشر المصاحبة.
بوابة للثقافة العربية
ولفتَ العامري، إلى المشاركة الهندية الواسعة في المعرض، وكذلك الحضور الكبير للقارتين الأميركيتين، لتظلّ الشارقة بوابةً للثقافة العربية والحوار في الشرق والغرب. وقال إنّ معرض الشارقة الدولي للكتاب أصبح قدوةً ونموذجاً لكثير من المعارض العربية وبوصلة للتطوير المستمر، مؤكداً أنّ المردود المالي ليس هدفاً بحد ذاته للمعرض الذي يأخذ على عاتقه نشر المشروع الثقافي لإمارة الشارقة، باعتبار الثقافة فعلاً تراكمياً ينمو ويستمر.
ولفت العامري، إلى ثراء البرنامج الثقافي والورش المقامة والمواضيع المطروحة على أجندة الدورة الثانية والأربعين، مبيناً أنه روعي في الاستضافات أن تكون على تماس بالكتاب وذات علاقة به، كما في ندوات رواد الفضاء وموضوع الذكاء الاصطناعي، إضافةً إلى حفلات تواقيع الكتب لشخصيات مشهورة.
وقال إنّ سمعة المعرض عربياً ودولياً جعلت ثلاث دول من ثلاث قارات تتنافس على أن تكون ضيف شرف على دورته في الأعوام القادمة. وأشار العامري إلى اختيار الشارقة ضيف شرف معرض اليونان الدولي للكتاب، كاستحقاق ثقافي وأثر كبير للإمارة في الثقافة العالمية، لافتاً إلى بيع جميع عناوين الشارقة في معرض كوريا الدولي للكتاب، وبيع أكثر من 85% من عناوين جناحها في المكسيك والبرازيل. وتحدث عن معايير اختيار ضيوف المعرض وشخصيّاته، مثل الأديب الليبي إبراهيم الكوني لهذا العام وغيره من الكتاب ذوي التأثير الثقافي والأدبي، كما لفت إلى ميزة «المنطقة الحرة» في النشر، وفق توجيهات صاحب السمو حاكم الشارقة، تسهيلاً على الناشرين العرب في أعمال الطباعة وتوفيراً لكافة الخدمات ذات العلاقة، وبجودة عالية.
وذكر أنّ المعرض مهتم بعمل لقاءات بين الشخصيات ذات التأثير والمشهورين والكتاب وأصحاب الحضور النخبوي، مع جمهورهم، مشيراً إلى حصول بعض هذه الشخصيات على جوائز عالمية، مثل جائزه نوبل، نحو تلبية جميع الأذواق والاهتمامات.
وأكد العامري، أنّ معرض الشارقة الدولي للكتاب يسرّهُ أن يقدّم خبرته لكل المعارض الهادفة إلى إثراء الثقافة والإعلاء من شأنها، كمعرض نموذجي يحرص دائماً على العلاقة الوثيقة التي حققها مع جمهوره ودور النشر المشاركة، العربية منها والعالمية.