الشارقة (الاتحاد)

ناقشت جلسة ثقافية بعنوان «المكتبات كمصدر للإبداع، مكتبة إثراء نموذجاً» قدمها مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي «إثراء»، ضمن مشاركته في معرض الشارقة الدولي للكتاب، أنظمة المكتبات المطورة والتقنيات الحديثة المواكبة والمتغيرات المستجدة في علوم المكتبات الرقمية. وتضمنت الجلسة التي شارك فيها طارق الخواجي، المستشار الثقافي في مركز «إثراء»، وعلي السعدي، متخصص في أنظمة المكتبات والخدمات الفنية في المركز، ونادين الأشقر، المدير الإقليمي الثاني لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا (قسم المكتبات العالمية والتعليم في أوفر درايف) بالولايات المتحدة، قصة تأسيس المركز وجميع ما يتضمنه من مرافق ومسارات مختلفة، وما تتميز به مكتبة «إثراء»، وذلك أمام نخبة من أمناء المكتبات حول العالم، حيث تجمعوا في مكان واحد لعرض ومناقشة جميع ما يخص عوالم المكتبات ونشر المعرفة وتبادل الخبرات حولها رقمياً.

نموذج عالمي
واستهل الجلسة التي قدمها مركز «إثراء» باعتباره الراعي الماسي للمؤتمر، علي السعدي، منوهاً إلى المراحل التطويرية لمكتبة «إثراء» إلى أن باتت نموذجاً مميزاً يضاهي المكتبات العالمية من حيث التصميم وتوظيف التقنيات، وترشحت لجائزة المكتبة العامة لعام 2022 وفقاً للاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات «إفلا».
واستعرض ما تتميز به مكتبة «إثراء» من حيث استقطاب عدد الزوّار الذي يبلغ منذ مطلع العام الحالي أكثر من 600 ألف زائر، و37 ألف قارئ، فضلاً عن استضافة 88 نادياً للقراءة مع تقديم أكثر من 80 برنامجاً ونحو 600 جلسة نقاشية مثرية. هذا في الوقت الذي توسعت فيه مبادرات مكتبة «إثراء» من المملكة العربية السعودية لتشمل سبع مدن عربية وعالمية، إلى جانب ترجمة العديد من إصداراته بلغات عالمية مختلفة.

تكامل تقني
وكشف السعدي عن العديد من التقنيات العالمية التي وظفتها مكتبة إثراء كتقنية RFID سواءً في عملية الإعارة أو أجهزة الخدمة الذاتية أو إرجاع الكتب، إضافة إلى الشاشات الذكية التي تتيح للزوار مسح الكتاب على قارئ RFID ليعطيه معلومات تفصيلية عن الكتاب، إلى جانب الشاشات التي تساعد الزوّار في تحديد مواقع الكتب.
وبين الممارسات البيئية التي تقدمها مكتبة إثراء، قائلاً: «تطبق المكتبة الممارسات البيئية، سواءً في إدارة النفايات وبرامج إعادة التدوير، حيث توجد لدينا أنظمة لفرز النفايات وحاويات مخصصة للبلاستيك والطعام والورق في أروقة المكتبة كافة».

طاقات شبابية
ومن جانبه، أوضح طارق الخواجي، دور المكتبات في صناعة فكر ثقافي وطاقة جديدة وهي طاقة الشباب الإبداعية، حيث تطرح مكتبة «إثراء» فعاليات عديدة عبر سلسلة برامج وأنشطة تستوعب من خلالها الاحتياج المعرفي للفئات العمرية كافة، منوهاً بأن المركز يعمل على تصميم البرامج المختلفة لتلبية هذه المتطلبات.
وضمن طليعة البرامج الذي يقدمها إثراء، «برنامج أقرأ» الذي بدأ قبل عشرة أعوام، لتُصبح نسخته الأخيرة مصدراً للإلهام لكل شباب وشابات الوطن العربي، ناشراً ومشجعاً لحب القراءة والاطلاع. وبحسب الخواجي، فإن المسابقة كانت مقتصرة على المنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية، ثم شملت بقية مناطق المملكة، إلى أن أصبحت اليوم متاحة لأبناء وبنات الوطن العربي كافة بأكمله، مشيراً إلى أن المسابقة لم تعد برنامجاً واحداً بل أصبحت مساراً من بين مسارات أخرى تحت برنامج إثراء القراءة «أقرأ»، كماراثون «أقرأ» الذي يتكئ على فكرة التشجير لتحفيز القراءة، و«أسفار أقرأ».
الجدير بالذكر أن مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي «إثراء» يشارك في معرض الشارقة الدولي للكتاب لأول مرة عام 2023، فهو الراعي الماسي لمؤتمر الشارقة الدولي للمكتبات في المعرض، ومشارك في البرنامج الثقافي المصاحب للمعرض الذي يضيء من خلاله على أهم مبادراته وبرامجه الثقافية كمسابقة أقرأ ومبادرة إثراء المحتوى وأكاديمية إثراء.