الشارقة (الاتحاد)

أكد عدد من الروائيين العرب أنه لا يمكن اختزال تاريخ الواقعية السحرية بما قدمه الروائي غابرييل غارسيا ماركيز، موضحين أنه مفهوم حاضر في آداب وثقافات الشعوب تاريخياً، ومتجذر بصورة واضحة في التراث الحكائي العربي، لكن إعادة تصديره من أميركا اللاتينية لفتت أنظار العالم إليه وكأنه تيار مستحدث وجديد.
جاء ذلك خلال جلسة حوارية ضمن فعاليات الدورة الـ42 من معرض الشارقة الدولي للكتاب.

جذور المصطلح
واستهلت الدكتورة عائشة الدرمكي من عُمان حديثها بالوقوف عند جذور مصطلح الواقعية السحرية، وبدايته في مانهايم بألمانيا، على يد مجموعة من الفنانين التشكيليين، ثم وصول المصطلح لأميركا اللاتينية واشتغال الأدباء عليه في أعمالهم السردية، إلى أن صدرت رواية غابرييل جارسيا ماركيز «مئة عام من العزلة»، مشيرة إلى أنه منذ ذلك التاريخ أصبحت الواقعية السحرية إحدى تقنيات الإبداع السردي البارزة في العالم وامتد حضورها حتى وصلت إلى المنطقة العربية. ومن جهته، أوضح الروائي المصري طارق إمام، المرشح في القائمة القصيرة في جائزة البوكر العربية عن روايته «ماكيت القاهرة»، أن مصطلح الواقعية السحرية ليس لأحدٍ أسبقية صكه، لأنه مصطلح مغروس في الذات الإنسانية منذ أن وجدت، قائلاً: «لو أردنا الدقة، لقلنا إن الواقعية السحرية موجودة في ألف ليلة وليلة».

التمويه عمداً 
ولخصت الروائية والأكاديمية التونسية د. أميرة غنيم لجمهور الجلسة مصطلح الواقعية السحرية في سطر واحد، قائلةً: «الواقعية السحرية هي تمويه الكاتب عمداً الحدود الفاصلة بين ما هو عقلاني وغير عقلاني» ولكنها ترى أن الرواية الناجحة هي التي يستطيع كاتبها أن يجعل القارئ يقبل الغرائبي وغير الواقعي حين يصطدم به أثناء قراءته للواقعي.