سعد عبد الراضي (الشارقة)

شهد معرض الشارقة الدولي للكتاب عدداً كبيراً من الفعاليات الثقافية المتنوعة، كان من أبرزها أربع أمسيات تنوعت ما بين الشعر والتراث والنقد المسرحي. 
وضمن البرنامج الثقافي المصاحب لمشاركة معهد الشارقة للتراث في معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الثانية والأربعين، أقيمت جلسة ثقافية بعنوان: «البرامج التلفزيونية، ودورها في توثيق التراث الإماراتي»، بمشاركة كل من الدكتور عبدالعزيز المسلّم، رئيس معهد الشارقة للتراث، والدكتور راشد المزروعي، مدير عام دار التراث الشعبي، وأدارها الدكتور منّي بونعامة، مدير إدارة المحتوى والنشر في المعهد. واستهل المزروعي بالحديث عن برنامجه «بقعة» الذي تقدمه قناة الوسطى، مبرزا دوره في التعريف بالمعالم والمواضع والأماكن في المنطقة الوسطى من الشارقة، حيث قدّم البرنامج مئات المواضع من طوى ومواضع وسهول وأشجار ونباتات وغيرها. وتحدث المسلّم عن البرامج التي قدّمها منذ تسعينيات القرن الماضي ودورها في تعريف المشاهدين على تراث الإمارات، حيث اشتملت على الحكايات والأمثال والأشعار وغيرها. وتوقف المسلّم عند نماذج مهمة من تلك البرامج من «خراريف» و«شدو الحروف» في موسميه الأول والثاني، مبرزاً دوره في استعراض السير الشعرية والقصائد النبطية في الإمارات والخليج العربي.
 صالون الشارقة الثقافي 
وضمن فعاليات المعرض أقيمت أيضاً جلسة لصالون الشارقة الثقافي عن المسرحيات الفائزة بجائزة الشارقة لإبداعات المرأة الخليجية في دورتها الـ22، حيث أدار الدكتور سعيد العمودي جلسة حوارية مع الدكتورة وفاء الشامسي عن بحثها الذي تناول سيمياء الشخصيات الموجودة في المسرحيات الأربع الفائزة، من خلال تحليلها والوقوف على سماتها بدراسة أنماط الشخصية المسرحية، وأكدت الشامسي خلال الجلسة أنها صنفت الشخصيات إلى شخصية البطل والشخصية النامية والشخصية الثابتة والشخصية الرمزية. وأشارت إلى أن المسرحيات المتعلقة بالطفل تتميز بمواصفات واحتياجات عقلية ووجدانية والفعاليات ومدارك خاصة.
وتحدثت الشامسي عن المسرحيات الفائزة في جو تفاعلي بينها وبين مقدم الجلسة وفق النظرة الأكاديمية التي شكلتها في دراستها، وأكدت أن مسرحية «البطيخة المسحورة» زاخرة بالشخصيات الرمزية، حيث استند كاتبها إلى الأنسنة، وفي ذات الوقت أضفى تعبيرات رمزية عليها، وخاصة أن المسرحية تحتوي على عدد كبير من الشخصيات المتنوعة، وأكدت المعنى نفسه في مسرحية «حلم مريم»، حيث استعانت الكاتبة بالأنسنة، وأسقطت على الشخصيات ما يمكن أن يعانيه الشخص في حياته عندما يحاول أن يبحث عن حلول لمشكلته، أو يواجه مواقف يتعامل معها بنـيّـة حسنة.
وتحدثت على الملامح العامة لسيميائية الشخصيات في المسرحيات الفائزة، وأثر نوع كل شخصية على الأحداث وتوضيح علاقة الشخصيات ببعضها بعضاً والمساحات المخصصة لهذه العلاقة ومدى التداخل فيما بينها. 

أمسيتان شعريتان
وأقيمت في اليوم الثالث من معرض الشارقة الدولي للكتاب أمسيتان شعريتان، واحدة شارك فيها الشاعر محمد عبدالله البريكي، مدير بيت الشعر بالشارقة، والشاعر طلال حيدر، وأخرى للشاعرين الدكتور طلال الجنيبي ومنيار عيسى، وشهدت الأمسيتان حضوراً جماهيرياً لافتاً.
وقدم الشاعر الإماراتي الدكتور طلال الحنيبي في مشاركته نصوصاً وطنية ووجدانية. أما الأمسية الأخرى فقرأ فيها الشاعر محمد البريكي عدداً من قصائده المحلقة في فضاءات الأرض والإنسان والحياة.