أبوظبي (وام)

تعد جائزة «كنز الجيل» التي استمدت اسمها وأهدافها من إحدى قصائد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيّان، طيب الله ثراه، رافداً مهماً للموروث الشعري العربي والنبطي. وأكد مرشّحون للقائمة القصيرة لجائزة «كنز الجيل» في تصريحات لـ«وام» أهمية الجائزة التي أطلقها مركز أبوظبي للغة العربية بهدف تكريم المبدعين والأعمال الفنية المتميزة التي تُعنى بالشعر النبطي وتُسهم في إثراء هذا الموروث العربي الأصيل.
ونوهوا بدور الجائزة في إثراء الواقع الثقافي المحلي والعربي بالكثير من المشاريع الجديدة والملهمة... مثمنين جهود مركز أبوظبي للغة العربية في إثراء الواقع الثقافي المحلي والعربي، وتحفيز الأدباء والمبدعين على مواصلة العطاء. واستطاعت الأسماء المرشّحة في هذه القائمة عن فئة «الإصدارات الشعرية» التي تُمنح جائزتها لديوان شعري نبطي يتمتع بالأصالة شكلاً ومضموناً ويشكّل إضافة نوعية لهذا المجال الشعري.. أن تلفت الأنظار لجزالة المشاريع المقدّمة ولاسيما أنها تضمّ أسماء لامعة في مجال الأدب الشعري والنبطي، ولهم حضورهم على الساحتين الإماراتية والعربية، فقد وصل إلى هذه القائمة كل من: معالي الدكتور عبدالله بلحيف النعيمي، والدكتور عبد العزيز المسلّم، والشاعر علي الخوّار، والشاعر والإعلامي محمد المرزوقي.

موروث حضاري
وأكد معالي الدكتور عبدالله بلحيف النعيمي أن كنز الجيل تلعب دوراً كبيراً في الحفاظ على الموروث الشعري النبطي و«يمثّل هذا النوع من الأدب أهمّ أدوات الديمومة والرقيّ، فمن يمتلك موروثاً حضارياً قادر على البقاء ويستطيع أن يذهب أبعد في صناعة المستقبل، وأهم أدوات الديمومة هي التحفيز والتوثيق وهذا ما تضطلع به الجائزة من خلال دورها الريادي الذي ترسم من خلاله مساراً صحيحاً للحفاظ على هذا الموروث والأدب بشكل عام».
وعما تستمدّه الجائزة من قيمة كونها استلهمت عنوانها وأهدافها من أشعار الشيخ زايد، طيّب الله ثراه، قال معاليه: «عندما يكون القائد قدوة فذاك طرف خيط الإلهام، وعندما يكون هذا القائد نموذجاً يقتدى به فذاك هو الإلهام القادر على صناعة الجيل، فالشيخ زايد، طيّب الله ثراه، قدوة ونموذج ليس لأهله في الإمارات فقط، بل للأمة بأكملها، وفي زايد قدّمت ديواناً أسميته زايد والوطن دوّنت فيه كل الإلهامات الشعرية التي جالت في خاطري لمواقف مختلفة في ذلك الزمن». 
وقد تقلد معالي الدكتور عبدالله بلحيف النعيمي مناصب وزارية في الدولة واستطاع أن يمزج ما بين المسؤولية الحكومية وواحات الشعر والإبداع الأدبي.. فيما اشتهر معاليه بحضوره الشعري في العديد من المناسبات الثقافية وله مؤلفات ودواوين من أشهرها: ديوان «زئير في جزيرة العرب»، ‏الملحمة الوطنية «درة الأزمان» وملحمة «أسطورة أب» وديوان «زايد والوطن»، التي مزج فيها بين الشعر النبطي والفصيح. 

محفّزة للشعراء
وما بين دوره كأحد أبرز الأسماء في مجالات البحث والمعرفة بمجالات التراث وخبرته الطويلة في قيادة معهد الشارقة للتراث، وانخراطه في العمل الأدبي والثقافي المحلي والعربي قدّم الدكتور عبدالعزيز المسلّم خلاصة خبراته للمكتبة الإماراتية والعربية حيث أثرى من خلال مجموعة كبيرة من المؤلفات قريحة القارئ، وعبّر بمجملها عن ثقِل معرفيّ كبير، وكشف عن آفاق تاريخية لفتت الأنظار لمكانة وعراقة الدولة والمنطقة على حدّ سواء. 
وذكر أن من أعماله الشعرية «صوغة» و«مدائن الريح» و«غاية والحنيش» و«هل تعلم» الذي وصل به إلى القائمة القصيرة للجائزة.. مشيراً إلى أن جائزة «كنز الجيل» لها دورٌ كبيرٌ في المحافظة والتعريف بالشعر النبطي وخصوصيته.. لافتاً إلى أهميتها كمحفّز للشعراء المبدعين على التميز والعطاء والالتزام بسيرة واضحة المعالم والسمات. وتابع المسلّم: «أن تصل إلى القائمة القصيرة لجائزة بهذا الحجم مدعاة للفخر وخاصة أنها تمتلك قيمة ثقافية ومعرفية كبيرة لارتباطها باسم الشيخ زايد، طيّب الله ثراه، القائد الملهم، والشخصية الفذّة الذي ساهمت مسيرته الخلّاقة وإنتاجه الشعري الوفير وتميّزه بمدرسة شعرية خاصة في جعله الملهم والمؤثر دائماً».

رافدٌ ثقافي مهم
ومن جانبه أكد علي الخوار الذي تغنّى بشعره كبار المغنين الخليجيين والعرب على أهمية الجائزة ودورها الكبير في الحفاظ على الموروث الأدبي والثقافي، فهي رافدٌ ثقافيّ مهمّ تحفز الأدباء والكتاب والمثقفين لمزيد من العطاء. ولفت الخوار إلى أن الجهود التي يقوم بها مركز أبوظبي للغة العربية كبيرة ومهمة على صعيد التذكير بهذا النوع من الفنون الشعرية وتكريس حضورها في أذهان الأجيال الجديدة. وأكد علي الخوّار، الذي أمضى على أكثر من 120 قصيدة كان أشهرها «في القلب حبّك ترسّخ يا بلادي»، أن شعر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيّان، طيّب الله ثراه، مدرسة ألهمت جميع الشعراء: «تتلمذنا على قصائد الوالد المؤسس الشيخ زايد، طيّب الله ثراه، وعشقنا الشعر والأدب من خلالها، ونهلنا من قصائده كل عذب حتى استطعنا أن ندخل هذا العالم الجميل».

إثراء الأدب
وبدوره أشار الشاعر والإعلامي فارس المرزوقي صاحب ديوان «نبض» الذي يضمّ 190 نصّاً شعرياً إلى أن «كنز الجيل» أحد الأعمدة الوطنية للحفاظ على الموروث الشعري،: «لقد تجاوزت الجائزة دورها في تكريم الشخصيات المبدعة، لتركز على توثيق وتحفيز الأجيال للمشاركة في إثراء الأدب العربي، ويتضح لنا ذلك من خلال فروعها المتعددة والمتنوعة انطلاقاً من جائزة المجاراة الشعرية والإصدارات الشعرية وتخطي المألوف بتخصيص جائزة الترجمة لنشر الموروث الشعري على أوسع نطاق ومن ثم البحوث والدراسات». وقال: «يسعى الإنسان لتقليد أو للتعلم من الرموز التي يصادفها في حياته، والتي بلاشك تضع لمستها وبصمتها في شخصيته، فعندما يكون والدك شاعراً فإنك تكتسب منه الشعر لأنك تحبه أولاً ومن ثم لكونك معجباً بإبداعه، ومن هنا أجد نفسي متأثراً بشعر زايد القدوة والمعلم والأب، حيث يعتبر الراحل الكبير أساساً أدبياً لمعظم الأعمال الأدبية والشعرية الوطنية، كونه المؤسس الذي ندين له بفضل الاتحاد بعد الله عز وجل».وأكد المرزوقي أن وصوله إلى القائمة القصيرة لهذه الجائزة فخر بالنسبة له، وأثنى على جهود مركز أبوظبي للغة العربية والدور الذي يضطلع به في رفد الواقع الثقافي المحلي والعربي بالمشاريع الجديدة والنوعية، واستمرارية عطائه في تكريس حضور اللغة العربية والتعريف بالهويتين العربية والإماراتية للمجاميع الثقافية في العالم بأسره.
يُذكر أن هذه الدورة من الجائزة شهدت تنوّعاً كبيراً وثراءً في المشاركات، حيث تلقت 264 ترشيحاً في فروعها الستة من 27 دولة، من بينها 17 دولة عربية، بنسبة نموّ قدرها 13% مقارنة بالدورة الأولى التي استقبلت 234 مشاركة، كما شهدت دورة 2023 مشاركة دول جديدة من حول العالم منها الصين، وجزر القمر، والفلبين، وتركيا، والمملكة المتحدة.