الشارقة (الاتحاد)

أعلنت هيئة الشارقة للكتاب اختيار الكاتب والروائي الليبي إبراهيم الكوني شخصية العام الثقافية لفعاليات الدورة الـ42 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، وذلك تقديراً لإسهاماته الكبيرة في تطوير وإثراء المشهد الثقافي والأدبي العربي والعالمي، وجهوده الجليلة في تصدير صوت الأديب العربي إلى العالم، حيث ترجمت أعماله الأدبية إلى أكثر من 40 لغة، ويدرس عدد من مؤلفاته في مناهج جامعات أوروبية وأميركية ويابانية، وغيرها من جامعات العالم.
ويأتي اختيار الكاتب إبراهيم الكوني في إطار رؤية المعرض الرامية إلى تكريم أعلام الفكر والأدب والتاريخ والعقول المبدعة التي أسهمت في إثراء التراث الثقافي الإنساني، وأضافت إلى المكتبة العربية أعمالاً أثرت المشهد العربي والعالمي في مختلف القطاعات الأدبية والمعرفية.
وفي تعليقه على تكريم إبراهيم الكوني شخصية العام الثقافية، قال أحمد بن ركاض العامري، الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للكتاب: «تؤمن هيئة الشارقة للكتاب بأن تكريم رواد الثقافة والأدب خطوة مهمة في بناء الهوية الثقافية لأي حضارة وأمة، فبفضل رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أصبحت الإمارة منصة لتكريم أعلام الفكر والأدب العرب، الذين شكلت إبداعاتهم إضافة لمكتبة الآداب والمعارف الإنسانية، من أمثال الكاتب والروائي الليبي إبراهيم الكوني، الذي يمثل تكريمه اليوم اعترافاً بقوة الأدب والثقافة والمعرفة في تجسيد الهوية العربية أمام ثقافات العالم».
وأضاف: «يسهم هذا التكريم في تعريف الأجيال العربية الجديدة على قامة عربية لها حضورها الكبير والمؤثر في المشهد الثقافي العربي والعالمي، فأعمال الروائي إبراهيم الكوني، التي تتجاوز الـ 80 كتاباً في الرواية والدراسات الأدبية والنقدية واللغوية والتاريخ والسياسة، تمثل مصدر إلهام وفخر للعرب، وتشهد على قوة هذه الشخصية العربية ومقدرتها على المنافسة المعرفية والثقافية، بما حقّق له القبول والاعتراف ليكون أحد أبرز المؤثرين في المشهد الثقافي العربي، وواحداً من أكثر الكتّاب العرب حضوراً في العالم».
يشار إلى أن الكاتب والروائي إبراهيم الكوني، المولود في غدامس في ليبيا عام 1948، من أبرز الروائيين العرب المعاصرين، وأحد المرشحين عدة مرات لجائزة نوبل للأدب. وقد حصل على الليسانس ثم الماجستير في العلوم الأدبية والنقدية عام 1977 من معهد غوركي للآداب بموسكو، وعمل في وظائف صحفية ودبلوماسية عديدة حول العالم، كان آخرها مستشاراً دبلوماسياً في السفارة الليبية في سويسرا. ويتقن الكوني ثماني لغات، هي: العربية، والطارقية، والروسية، والإنجليزية، والبولندية، والألمانية، والإسبانية، واللاتينية.
وألف إبراهيم الكوني 81 كتاباً في مختلف المجالات، وتُرجمَتْ أعماله إلى أكثر من 40 لغة حية، واختارته مجلة «لير» الفرنسية أحد أبرز خمسين روائياً عالمياً معاصراً، وأشادت به الأوساط الثقافية والنقدية والأكاديمية والرسمية في أوروبا وأميركا واليابان، وقد أصبحت أعماله تدرس في المناهج في جامعات عديدة مثل السوربون، وجامعة طوكيو، وجامعة جورج تاون، وتعتمد مادة مرجعية للدراسات البحثية لنيل الدرجات العلمية. وحصل إبراهيم الكوني على جوائز عديدة على المستوى الإقليمي والدولي، من بينها جائزة الشارقة للإبداع العربي عام 2008.