الشارقة (وام)
انطلقت اليوم الدورة الثالثة والعشرون لملتقى الشارقة الدولي للراوي تحت شعار «حكايات النباتات» الذي تقام فعالياته بمركز إكسبو الشارقة لمدة 3 أيام، بمشاركة أكثر من 120 خبيراً وباحثاً وحكواتياً من 47 دولة منها: الإمارات والسعودية والبحرين وعُمان والكويت ومصر والمغرب والسودان وموريتانيا وتونس والجزائر وفلسطين وقيرغيزستان وهولندا والصين وكينيا وألمانيا وإيطاليا.
وأوضح الدكتور عبدالعزيز المسلّم، رئيس معهد الشارقة للتراث، الجهة المنظمة للملتقى في تصريح خاص لوكالة أنباء الإمارات (وام)، أن شعار ملتقى هذا العام «حكايات النباتات» جاء انسجاماً مع إطلاق صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، العام الجاري عاماً للاستدامة، وليس هناك أكثر استدامة من النباتات التي تدور حولها الكثير من الحكايات والقصص من أبرزها «بوكربة وليفة» و«سويدة خصف» و«سدرة الصنم» وغيرها الكثير، لافتاً إلى أن الملتقى سيركز على الكثير من النباتات التي تشتهر بها دولة الإمارات بدءاً من النخلة والسدرة واللوزة وشجرة الرولة التي تشتهر بها إمارة الشارقة.
وأشار إلى أن الملتقى كرم العديد من الباحثين في مجال التراث الثقافي من الدولة ومن دول الخليج العربية ومصر والمكسيك، وغيرها من الدول، ممن أثرو الرواية الشفهية.
وقال الباحث الإماراتي عبدالله عبدالرحمن الحمادي، أحد المكرمين بجائزة الشارقة للتراث الشعبي: «إنه لشرف عظيم لي أن أُكرَّم في هذا المَحفل الدولي المشيّدِ برؤيةٍ مباركةٍ من راعيه على أسس من الإخلاص تقديراً للجهود المخلصة في الحفاظ على الإرث الثقافي جمعاً وتوثيقاً وعناية»، موجهاً شكره إلى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ولمعهد الشارقة للتراث، ولجميع أعضاء فريق الجائزة.
وأضاف أن هذا التكريم جاء ليتوج زهاء نصف قرن من العمل الميداني الإعلامي البحثي والتوثيقي، منبعه الشغف والمسؤولية الوطنية والمساهمة لحفظ ما اختزنته ذاكرة الإنسان والمكان في الإمارات من كنوز تحوي معارفَ وخبراتٍ وتجاربَ وقيماً ودروسٍاً لا غنى عنها لجيل الحاضر والمستقبل في سباقنا المستمر نحو الريادة.
وقال الباحث البحريني إبراهيم سند، أحد الفائزين في الجائزة (الشخصية الفخرية): «إن معهد الشارقة للتراث ومعهد التراث العربي كان لهما دور كبير في دخولي سباق الفوز بهذه الجائزة المرموقة التي توجت مسيرة عملي في مجال التراث الشعبي الذي امتد 40 عاماً جمعت خلالها كل ما يتعلق بالعادات والتقاليد والحكايات الشعبية والأغاني والصناعات التقليدية والحرف وما يتعلق بثقافة الطفل الشعبية»، لافتاً إلى أن فوزه بالجائزة يعطيه دفعة كبيرة لمواصلة عمله ونقلها للجيل القادم بشكل جيد.
وأعرب محمد سعيد البلوشي، من دولة قطر، الفائز بجائزة الشخصية الاعتبارية، عن فخره الكبير لنيله هذه الجائزة التي ستضيف الكثير لمسيرة عمله على امتداد 38 عاماً الذي تضمن جمع الحرف والصناعات التقليدية وصناعة الفخار والحكايات الشعبية في منطقة المريجة بالشارقة وفي إمارة رأس الخيمة، منوهاً إلى أن شعار الملتقى هذا العام يعني الاستمرارية في رفد المشاركين والزوار بمختلف المعلومات والمعارف التراثية.
ويشارك الإماراتي جاسم عبيد الزعابي، الشهير بشخصية «الدبدوب» في فترة الثمانينيات من القرن الماضي، في جلسات الملتقى، حيث سيلقي الضوء على انعكاسات هذه الشخصية المحبوبة لدى الأطفال على شخصياتهم من خلال ما قدمه من نصائح توعوية أثرت بدورها من مستوى ثقافتهم ومعارفهم.
ومن زوار الملتقى هذا العام الفتاة الكورية الجنوبية «جين كيم» التي تتقن اللهجة الإماراتية منذ أكثر من 8 أعوام، حيث أوضحت أن حبها للغة العربية قادها لدراستها في إحدى الجامعات الكورية، ومن خلال صديقتها الإماراتية تعلمت اللهجة الإماراتية، مستغرقة 3 أعوام لإتقانها، مشيرة إلى أن زيارتها لدولة الإمارات العربية المتحدة تعد الثانية من نوعها، وتسعى للتعرف على مختلف معالمها.