القاهرة (الاتحاد)

صدر مؤخراً عن دار «ريشة» للنشر والتوزيع، كتاب «سهرة مع آل باتشينو» للكاتب عبدالوهاب داود، يقدم فيه سرداً مدهشاً يمزج بين الأحداث المتخيلة والوقائع الحقيقية، ويتناول من خلاله السيرة الذاتية للنجم آل باتشينو، والمحطات التي أثرت في مشواره الفني في السينما والمسرح والتلفزيون، ويتوقف عند عدد من أفلامه المهمة التي تركت آثارها على كثير من التفاصيل الخاصة في حياته، فيتناولها بالنقد والتحليل، ويرصد مراحل إنتاجها، وما شهدته من مصاعب ومعوقات ومواقف طريفة، إلى جانب حوار طويل متخيل يجمعهما في ليل القاهرة.
العطر والكيت كات
يطرح داود من خلال كتابه تساؤلاً حول احتمالية اقتباس المخرج المصري داود عبدالسيد لسيناريو فيلم «عطر امرأة» لتقديم فيلمه «الكيت كات»، رغم أسبقية عرض «الكيت كات» الذي بدأ في 1991، لكن ما ذهب إليه عبدالوهاب يخص النسخة الإيطالية التي عرضت في 1974، حيث يقول ما نصه: «ربما لا يعرف كثيرون أن «عطر امرأة» هو إعادة إنتاج لفيلم إيطالي بذات الاسم، سبقه بثماني عشرة سنة، وأن الاثنين «الأميركي والإيطالي» مأخوذان عن رواية جيوفاني أربينو التي نشرت عام 1969، بعنوان «Il buio e il miele»، وترجمتها الإنجليزية «the darkness and the honey»، أي «الظلام والعسل» بالعربية، وضمت «تترات» الفيلمين الإشارة إلى الرواية كمصدر للقصة، وربما لم يلتفت كثيرون، أيضاً، إلى أن فيلم «الكيت كات» للمخرج داود عبدالسيد، والنجم محمود عبدالعزيز، هو في الأصل عملية تمصير متقنة للفيلم الإيطالي الذي أخرجه الإيطالي دينو ريسي عام 1974، وقام ببطولته فيتوريو جاسمان، لا فيلم مارتن بريست وآل باتشينو، لأن «الكيت كات» سبق النسخة الهوليوودية في العرض بعام، أو عدة أشهر، بينما سبقهما الفيلم الإيطالي بسنوات كثيرة.
يضيف داود: والحقيقة أنني حتى هذه اللحظة لا أعرف لماذا وضع داود عبدالسيد عنوان رواية الكاتب الراحل إبراهيم أصلان «مالك الحزين» كمصدر وحيد لفيلمه، فأغلب الظن أن المخرج الكبير، وهو كاتب السيناريو والحوار، يعرف تمام المعرفة مساحات التشابه بين قصة فيلمه، وبين قصة فيلم «عطر امرأة» الإيطالي، وهو تشابه يكاد يصل إلى درجة التطابق في بعض المشاهد الرئيسية، مع تغييرات بسيطة، اعتماداً على طبيعة البيئة التي تدور فيها أحداث «القصة» الأصلية، ولم يكن ليقلل من عمله شيئاً إذا تضمنت التترات إشارة إلى الأصل الإيطالي بجانب «مالك الحزين».
وقائع وتفاصيل 
يتوزع الكتاب على ثلاثة أجزاء يحمل كل منها عنواناً لأحد أشهر أفلام آل باتشينو، منها «عطر امرأة» ويتضمن عشرة فصول، ترصد الأجواء التي أحاطت باللقاء غير المتوقع بين داود وآل باتشينو، وما حدث في تلك الليلة القاهرية من وقائع وتفاصيل مدهشة، كما يتعرض لكواليس تصوير فيلم «عطر امرأة»، كذلك يتحدث آل باتشينو في فصول أخرى عن علاقته بوالده، وانعكاسها على مسيرته الفنية، وحياته الخاصة، وعلاقته بأبنائه الأربعة، وأمهاتهم.
وفي الجزء الثاني «الأب الروحي»، يتناول الكتاب رحلة المؤلف مع أفلام آل باتشينو، وتفاصيل قصة حب جانبية كانت أفلام نجم هوليود الأشهر هي القاسم المشترك في غالبية تفاصيلها، ممزوجة مع كواليس تصوير الثلاثية الأكثر شهرة حول العالم، كما يتناول الجزء الثاني أيضاً فصولًا عن علاقات الصداقة الأبرز في حياة آل باتشينو، إلى جانب ثلاثة حوارات مهمة أجراها معه ثلاثة من المخرجين الذين عمل معهم.
أما الجزء الثالث، والذي يحمل عنوان «البحث عن ريتشارد»، فيتضمن رصداً تفصيلياً لرحلة آل باتشينو مع المسرح، إلى جانب عرض نقدي وتحليلي لعدد من أهم الأفلام التي صنعت نجوميته، وألبوم لصور نادرة تستعرض أهم مراحل حياته منذ ولادته وحتى وقتنا هذا.
عبدالوهاب داود، شاعر وروائي يعمل بالصحافة، صدرت له مؤلفات شعرية وروائية عديدة منها: «ليس سواكما»، شعر 1995، «بيانات هامشية»، شعر 2000، «ظهورات»، رواية 2005، «رواية المهزوم» رواية 2016، «اسمي غالباً مصطفى.. متاهة العاشق»، رواية 2021.. وغيرها من الأعمال الأدبية.