أبوظبي (وام)
تمكنت المرأة الإماراتية المبدعة في أن ترسخ مكانتها بين نساء المجتمعات العربية ومشاركتها في إثراء المشهد الثقافي في الوطن العربي والعالمي، حيث حققت الكثير من الإنجازات في استدامة الموروث الثقافي والفني.
وأشاد عدد من القيادات النسائية الإماراتية الرائدات في المجال الثقافي، في تصريح لوكالة أنباء الإمارات «وام»، بجهود ودعم «أم الإمارات» سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية في تمكين المرأة.
ونوهت الدكتورة عائشة الشامسي، أكاديمية وناقدة وشاعرة إماراتية وعضو في اللجنة العلمية لجائزة كنز الجيل، إلى دعم القيادة الرشيدة الرائد في دعم قضايا المرأة الإماراتية، وحضورها في الساحة الأدبية والثقافية المحلية والعالمية، لافتة إلى أن المرأة الإماراتية ساهمت بشكل كبير في تعزيز المشهد الثقافي في الوطن العربي بكل كفاءة وتقدير.
وذكرت أنها كونها عضوا في أمانة «جائزة كنز الجيل» فهي تعد من المبادرات المهمة التي ينظمها مركز أبوظبي للغة العربية، والتي تصب في الاهتمام بالاستدامة الثقافية، وبناء جسور تواصل بين تراثنا الثقافي وحاضرنا ومستقبلنا، مشيرة إلى أن الجائزة التي تقام هذا العام بدورتها الثانية تكرم الباحثين والمبدعين ممن ألّفوا أعمالاً ترتبط بإرث الشعر النبطي، حيث تُروج لهذا اللون الشعري الممّيز، وتعرف بمبدعيه وذلك في إطار سعيها لتعزيز حس الهوية الوطنية بين الأجيال بخلق رابطة تجمعهم بالشعر والثقافة والفنون ذات الصلة الوثيقة بالشعر النبطي.
ولفتت إلى أن الجائزة استطاعت في نسختها الأولى أن تخلق حراكا ثقافيا مميزا تمثل في الأعمال المميزة التي تلقتها إدارة الجائزة بمختلف فروعها والتي كشفت عن الترابط الكبير بين المبدعين في عالمنا العربي وفن الشعر النبطي.
جهود استثنائية
بدورها أكدت الدكتورة عائشة بالخير، مستشار البحوث في الأرشيف والمكتبة الوطنية، أن المرأة الإماراتية تبذل جهوداً استثنائية تسهم في توثيق تاريخ نشأة الدولة واستدامة الموروث، مشيرة إلى أن عملها في الأرشيف يأتي من خلال توثيق مكتسبات دولة الاتحاد ومراحل تطورها المختلفة ووضعت مستهدفات غايتها غزل نسيج المجتمع وتعزيز اللحمة والانسجام بين الأجيال والأطياف ونشر المعرفة وتبادل الخبرات وزرع حب الوطن في قلوب الأبناء ليكونوا من شهود العصر وبناة المستقبل.
وقالت إنها تسعى دائماً لبناء جسور تقرّب الثقافات وتفعل الحوار مع الآخر وتقرب وجهات النظر وتقلص المسافات وتحفز العمل الجماعي، وكذلك من أهم الإنجازات التي تفتخر بها في عملها تأسيس قسم التاريخ الشفاهي في الأرشيف والمكتبة الوطنية وماحققه من مخرجات تجسدها مجلدات «ذاكرتهم تاريخنا» بها بحوث لمرويات من ذاكرة الكنوز البشرية وذكرياتهم، وهي مجلدات يصدر الأرشيف والمكتبة الوطنية أجزاء منها تحتوي بحوثاً يعمل عليها فريق من الباحثين المتمرسين في هذا المجال ثم التحقت بالعمل في إدارة البحوث والخدمات المعرفية.
ولفتت إلى أنها وجدت شغفها في هذا القسم وتبنته فوهبته كل الجهد والمحبة والعمل الدؤوب، وقالت من الإنجازات الأخرى انضمامها للفريق الذي أسس «اللجنة العلمية» وجائزة «المؤرخ الشاب» وهما من أهم اللجان إذ تطلب العمل فيهما جهداً لا يستهان به في إبداء الرأي والتحكيم وتقديم المقترحات التحسينية باستمرار.
وأضافت: لانستطيع الحديث عن المرأة الإماراتية إلا بذكر «أم الإمارات» سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، فهي من مهدت الطريق للمرأة حتى أدت دورها وأصبحت امرأة يعتمد عليها في الحاضر وتتحمل مسؤولياتها كعضو يسهم في نصف مسؤوليات وواجبات المجتمع بفضل الله وجهود «أم الإمارات».
المشهد الإبداعي
وأعربت خلود الجابري، فنانة تشكيلية إماراتية وعضو مجلس إدارة جمعية الإمارات للفنون التشكيلية، عن فخرها واعتزازها كونها إحدى الفنانات الإماراتيات اللاتي شاركن منذ البدايات في تأسيس المشهد الإبداعي في الدولة، مشيرة إلى أنها جزء لا يتجزأ من هذا الإنجاز التاريخي الهام فالمرأة الإماراتية أثبتت جدارتها وعززت حضورها في المشهد الإبداعي والثقافي عبر تمثيلها لدولة الإمارات فعليا محليا وإقليميا وعالميا في ظل دعم ورعاية القيادة الرشيدة.وقالت خلود: كان لدعم سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات» في بدايتي الفنية عبر مشاركتي الأولى في معرض المرأة للفنون التشكيلي عام 1986م بالمجمع الثقافي في أبوظبي بالغ الأثر في مسيرتي الفنية، مؤكدة حرص سموها على دعم المرأة الإماراتية والنهوض بها خاصة في ما يتعلق بمشاريع الفنون التشكيلية الإبداعية والثقافية بهدف تعزيز دور المرأة وتمكينها في التنمية الإبداعية الفنية والثقافية، وهو ما تجسد في النجاحات الكبيرة التي حققتها حركة الإبداع التشكيلي من خلال تواجد الفنانات الإماراتيات في الملتقيات الدولية وعلى المستوى الإقليمي والعالمي، وتميزها بأسلوب إبداعي متميز مستلهم من تراث دولة الإمارات مرتبط بالتاريخ والأصالة والحداثة. وأضافت أنها عملت في المجمع الثقافي مدرسة فنون ومسؤولة المرسم الحر ومسؤولة قسم المعارض، وعملت أيضا كأول إماراتية مصممة مطبوعات في المجمع الثقافي، كما تم ترشيحها محكما في المسابقات الفنية والتصوير الفوتوغرافي، وترشحت كأول خبير في الدولة في مجال الفنون التشكيلية والتصوير الفوتوغرافي في وزارة العدل، وساهمت وتعاونت مع العديد من المؤسسات والسفارات في تنظيم المعارض الفنية والورش الفنية والمشاريع الفنية والتصميم.
ولفتت الجابري إلى اهتمام الدولة بتنشيط الحراك الثقافي والابداعي من خلال إنشاء مؤسسات تعنى بالفنان وبالحركة التشكيلية في الإمارات وتوفير قاعات العرض الفنية والثقافية التي تعنى بنشر الفن والإبداع من متاحف متخصصة ومؤسسات وجامعات وكليات للفنون والجرافيك والنحت والتي كان لها أثر كبير في ظهور جيل جديد من الشباب من الفنانات المتخصصات في الفنون التشكيلية.
الوسم الغالي
بدورها، رأت الروائية الدكتورة عائشة عبدالله العليلي - التي أصدرت «أرجوحة حديدية» الفائزة بالمركز الأول فئة الرواية القصيرة لجائزة الإمارات للرواية للعام 2016 بجانب كتابتها للعديد من المقالات والسيناريوهات والأعمال الأدبية،وشاركت في العديد من المبادرات المعنية بنشر ثقافة القراءة - أن تخصيص يوم للمرأة الإماراتية ماهو إلا فخر لها وتكريم لتقف في كل عام في هذا اليوم وترى ما أنجزت ومايجب عليها إنجازه، مؤكدة أن هذا اليوم بالنسبة لها كالوسم الغالي على قلبها تتقوى به وتثابر لأجله ولتثبت للعالم أنها جديرة بهذه الثقة.