الشارقة (الاتحاد)
تزامناً مع الاحتفال بـ«يوم المرأة الإماراتية»، ترشح «مكتبات الشارقة العامة» لمرتاديها ومشتركيها من جمهور القراء، مجموعة من الأعمال الأدبية التي تمثل نماذج من الإسهامات الرائدة للمبدعات الإماراتيات في مجالات التأليف والكتابة، تقديراً لمشاركتهنّ الفعالة في بناء جسور ثقافية وتعزيز الحراك الفكري والفني في الإمارات، عبر نتاجاتهنّ الإبداعية الملهمة.

دور رائد
وفي هذا السياق، قالت إيمان بوشليبي، مدير إدارة «مكتبات الشارقة العامة»: «نحتفي بإصدارات المبدعة الإماراتية في يوم المرأة الإماراتية، تأكيداً على دورها الرائد في إثراء المكتبة الإماراتية والعربية بمؤلَّفات غنيّة في مختلف مجالات المعرفة والعلم، حيث تُعدّ المرأة شريكاً استراتيجياً في التقدم المجتمعي، وكل هذا ما كان له أن يتحقق لولا الدعم الكبير الذي تلقته من القيادة الرشيدة، فبرزت المرأة الإماراتية كاتبة ومؤرخة وأكاديمية تسهم في رسم ملامح المستقبل بقوة قلمها وتأثير كلماتها».
وأضافت: «تعمل مكتبات الشارقة العامة على توحيد جهودها وتسخير جميع إمكاناتها للتأكيد على مكانة المرأة وإنجازاتها في تعزيز المعارف الإنسانية، حيث تستضيف مكتباتنا نخبة من النساء اللواتي تركن بصمة واضحة في مختلف المجالات المعرفية والمهنية عبر مجموعة من الفعاليات والأنشطة التفاعلية، انطلاقاً من حرصنا على أن تكون المكتبة منصة رائدة للتوعية بأهمية دور المرأة في استكمال مسيرة الإنجاز وإثراء المشهد المعرفي والثقافي».

أعمال تلهم الأجيال
وتضم «مكتبات الشارقة العامة» في فروعها الستة، مجموعة متنوعة من الأعمال التي خطّتها أقلام نساء إماراتيات مبدعات، ويمكن للزوار الاطلاع على هذه المؤلَّفات التي تتناول موضوعات وأشكالاً أدبية متنوعة، تشمل التراث والتاريخ والقصص القصيرة والروايات والشعر والموسوعات والدراسات والأبحاث، وتحفز الخيال وتلهم الأجيال الجديدة من القراء والكتاب، وتعكس التميز الأدبي الفريد الذي تتمتع به المبدعات الإماراتيات في مختلف مجالات الكتابة والتأليف.

احتفاء بالتاريخ والتراث
وتحتفي رواية «عيناك يا حمدة» للكاتبة آمنة المنصوري، بالجانب الشعبي للمجتمع الإماراتي وتراثه الغني من خلال الزينة والأزياء والأشعار، بينما يسلط «عادات الزواج وتقاليده» للدكتورة بدرية محمد الحولة الشامسي، الضوء على الملامح الثقافية والعادات والتقاليد الخاصة بالمجتمع الإماراتي في الفترة من منتصف القرن الماضي وحتى قيام دولة الإمارات عام 1971.
وفي «موسوعة المرأة الإماراتية» التي نُشرت في 2018، توثّق كل من الدكتورة رفيعة عبيد غباش والدكتورة مريم سلطان لوتاه، حضور المرأة في المجتمع الإماراتي من خلال استعراض 990 قصة ملهمة من سير الشخصيات النسائية الرائدة في تاريخ الإمارات عبر مختلف المجالات التعليمية والأدبية والطبية والفنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وتؤرخ الكاتبة الإعلامية والباحثة عائشة سلطان من خلال كتابها «في مديح الذاكرة» لأدب الرحلات ووصف المدن، مسلطةً الضوء على الهوية الوطنية والذاكرة الشفوية والأماكن، كما تلامس الذات البشرية بأسئلة مهمة عن العلاقات والصداقات والتأملات والتطلعات، وتفتح باب التأويلات للمسلّمات والموضوعات الرتيبة.

تعزيز الذائقة الفنية
ولمحبي الفنون السردية والشعرية، تستعرض المكتبة باقة مميزة من الروايات والمجموعات القصصية ودواوين الشعر التي ترتقي بذائقة قرائها وتلامس مشاعرهم وتغرس حب القراءة في نفوسهم، منها «زهايمر» بقلم صالحة عبيد حسن، التي نُشرت في 2010 وترجمت إلى الألمانية، حيث تأخذنا الكاتبة إلى عالم يمزج بين الواقع والخيال، وسط مشاعر المرارة والقلق التي ترافق موت الذاكرة وضياعها.
ولعشاق الخيال العلمي، ترشّح مكتبات الشارقة العامة للقراء، رواية «أجوان» للكاتبة نورة النومان، وهي أول رواية إماراتية في الخيال العلمي باللغة العربية، حيث تجمع بين الخيال العلمي والأسلوب الأدبي الجذاب، بينما جمعت الكاتبة صالحة غابش في مجموعتها الشعرية بعنوان «في انتظار الشمس» بين قصيدة التفعيلة والقصيدة الخليلية، بروح أدبية كلاسيكية مرتبطة جمالياً وفنياً بالحداثة مع الحفاظ على مفردات بيئتها الاجتماعية والثقافية.
يُشار إلى أن «مكتبات الشارقة العامة»، تبذل جهوداً متواصلة لرفع الوعي بأهمية التعليم والمعرفة من خلال توفير الخدمات ومصادر المعرفة بجميع أشكالها، كما تسعى إلى بناء مجتمع متعلم ومثقف، عبر تسهيل الوصول إلى أكثر من ستة ملايين كتاب بما يزيد على واحد وثلاثين لغة.