أبوظبي (الاتحاد)

كثيرة هي الأقوال التي تربط بين العبقرية والإبداع وبين الجنون، وطالما اعتبر البعض أن ثمة علاقة شرطية تربط بين الإبداع المغاير والمختلف وبين درجات محددة من الاضطرابات النفسية والفصام والاضطراب ثنائي القطب، ولا تزال هذه الافتراضات قائمة، ليس فقط في أذهان القراء أو المبدعين، بل وكذلك في الأوساط العلمية التي حاولت الكشف عن حقيقة هذه العلاقة.
ويقول الشاعر والأديب الأميركي الشهير إدغار ألن بو في مجموعته القصصية «مغامرات وأسرار» التي ترجمتها الناقدة خالدة سعيد، والصادرة عن مكتبة التحرير ببغداد: «سمّاني الناس مجنوناً، غير أن العلم لم يكشف لنا بعد فيما إذا كان الجنون ذروة الذكاء أم لا». 
وعن دار الساقي صدر مؤخراً كتاب «شطحات العقل بين الإبداع والجنون» لمؤلفه رافاييل غايار، عن ترجمة بديعة بوليلة، حيث يتساءل المؤلف: «ترسّخت عبر العصور الصورة النمطية للمبدع المجنون الخارج عن المألوف. فهل الجنون هو أصل الفن والإبداع؟ أم أنه عائق أمام تجلّيه؟ هل من أسسٍ علمية للعلاقة الراسخة في مخيالنا الجمعي بين الاضطرابات النفسية والعبقرية الإبداعية؟ وكيف يساعد الطب النفسي المصابين على تحرير طاقاتهم؟».
 ويمثل الكتاب «قراءة في العلاقة بين الجنون والإبداع من منظار علمي وتاريخي وفلسفي وطبي، يستعين الكاتب فيها بحالات مرضية ودراسات علمية حديثة في محاولة لإعادة تشكيل فهمنا للاضطرابات النفسية وشروط الإبداع الفني والفكري».
والمؤلف هو «رافاييل غايار طبيب نفسي وباحث وخبير قانوني، مدير المركز الجامعي للطب النفسي في مستشفى Sainte Anne وجامعة باريس. نُشرت أعماله حول عمليات الوعي واللاوعي في أكثر مجلات علم الأعصاب والطب النفسي شهرةً. يرأس مؤسّسة Pierre Deniker التي تدعم الأبحاث حول الاضطرابات النفسية، وتعمل على تعزيز المعرفة».