محمد نجيم (الرباط)

تزامناً مع تنظيم موسم طانطان الدولي في دورته الـ 16، نظمت جمعية أصدقاء متحف طانطان، المعرض التشكيلي السنوي الرابع تحت شعار «جماليات الصحراء». وشارك في هذا المعرض فنانون مغاربة هم: عبدالكريم الأزهر، وسليمان الدريسي، وعبدالهادي مريد، ومحمد فرقشي، ومحمد فرح، إلى جانب فنانين من المناطق الجنوبية، ويتعلق الأمر بالراكب الحيْسن، وإبراهيم الحيْسن، وعبدالباقي راجي، وفاطمة عيجو، وجميلة العماري، ونضيف الطيب، ومحمد صابون.
وفي هذا المعرض، تجانس العديد من التعبيرات والأساليب الصباغية والتشكيلية غير المؤتلفة، وبرز فنانون شباب يعجُّون بالأمل والحماس، فكانت للألوان والرموز والعلامات الأيقونية والأشكال والكتل والتراكيب والمواد إيقاعات متنوِّعة مشخَّصة في بعض اللوحات والقطع التشكيلية.. وتجريدية في أخرى ناطقة بأصوات متعدِّدة.. صارخة ومتوترة، إلى جانب بروز تعبيرات تشكيلية جديدة تستنبت جذورها من الإبداعات الوافدة المسمَّاة بـ«فنون ما بعد الحداثة». وتقارب الأعمال المختارة لهذا المعرض، كما يقول الفنان والناقد الجمالي إبراهيم الحيْسن، جوانب من جماليات بدو الصحراء وإبراز أهميتها بصيغ تعبيرية متنوِّعة، تشخيصية وتجريدية، يتجانس فيها العديد من الأساليب والتقنيات الصباغية والتشكيلية.
وفي كتيب المعرض نقرأ هذا السؤال: إلى أي حَدٍّ نجحت التجربة التشكيلية في الصحراء في مقاربة التنوُّع الثقافي الذي تزخر به المنطقة على رغم حداثة الممارسة الفنية؟ وكيف يتفاعل الفنانون مع هذا التنوُّع جماليّاً وإبداعيّاً؟ وكيف يبدعون ويشتغلون؟ نعتقد أن الفنانين المشاركين في النسخة الرَّابعة لهذا المعرض كانوا على درجة ملحوظة من الوعي البصري بأهمية هذا السؤال، إذ يعبِّرون عن الرَّغبة في تعميق الفعل الجمالي، الفردي والجماعي، وتطوير أساليب التجريب والانخراط في ممارسة إبداعية جريئة تنسجم مع الخصوصيات الثقافية المميِّزة لذاكرتهم التراثية المشتركة، مع استعمال مختلف الأسناد والمواد والخامات التي تنتجها بيئتهم المحلية.