محمد عبدالسميع (الشارقة)

يتوخّى القراء من الكتّاب دائماً ما ينفعهم ويضعهم برؤية فكريّة للنهوض بالمجتمع وقراءة الواقع، وعلى المبدع أن يصوغ كلّ هذه الثقة في مشروعه الأدبي، في القصص والروايات والخواطر والمذكّرات، كما تقول الكاتبة الإماراتيّة الشابة عائشة الظاهري، التي لامست في أعمالها قضايا تعيشها الفتاة والأسرة ضمن العلاقة مع المحيط الاجتماعي، ما يؤكّد رسالتها الثقافية التي تعتزّ بها على الدوام.
كتبت الظاهري «ذات العشرينيّة»، الذي سلّطت من خلاله الضوء على هذا العمر الحسّاس، والممتع في آن للفتاة، والذي قد يتحوّل إلى متاعب إن لم تحسن العائلة احترام هذا السنّ ومعرفة متطلبات الشخصيّة خلاله، ببساطة لتلافي أيّ عقد نفسيّة قد تنشأ بسبب العلاقة الخاطئة بين الفتاة والبيت.
وتنظر الظاهري إلى أنّ من القضايا المهمّة والتي يجب قراءتها بعين الأديب والكاتب، التحوّلات العمرية في حياة الإنسان، خاصةً ما يتعلّق بالبدايات وإثبات الذات والزواج وغيرها من الأمور.
تتعرّض الكاتبة الظاهري أيضاً لموضوع رؤية الفرد لذاته وثقته بنفسه ومدى استطاعته التعبير عنها بفاعليّة دون الوقوع في فخّ التقليد الأعمى، والقصد من ذلك كما تقول، التوعية وقراءة التحديات. وتطمح الظاهري إلى التأثير في القراء وبلوغ مساحة من هذا التأثير، من خلال مؤلفاتها، لكنّها لا ترى الطريق ورديّاً دائمًا، فالعلاقة بين الكاتب أو الأديب ودور النشر هي علاقة تحتاج وضوحاً ومعرفةً وثقافةً وتوعيةً للوصول إلى ناشر مؤمن برسالته بعيدًا عن الربحيّة والتجارة والتي هي حقّ له، ولكنّ الأساس هو الرسالة الثقافيّة، وكذلك الكاتب الذي يضطر للرضوخ إلى أسعار باهظة في سبيل نشر مؤلفه أو ترويجه، خاصةً في بداية مشواره، وهو ما يملي على الطرفين أن يتفهما دورهما في نهاية الأمر بشفافيّة وموضوعيّة وتشاركيّة لا تبخس أيًّا من الطرفين حقّه في عملية صناعة النشر وترويج الكتاب. وترى الظاهري أنّ معارض الكتب هي حاضنة ثقافيّة مهمّة في شهرة الكاتب وحضوره، كما في المعارض التي شاركت فيها، من مثل معارض: جدّة، الرياض، مسقط، إضافة إلى المعارض المحليّة في أبوظبي والشارقة، وكذلك مشاركة إصداراتها في معارض عالميّة. وتضع الظاهري الكُرَة في ملعب الناقد والكاتب معاً، لتجويد المنتجات الإبداعيّة ووصول تأثيرها في المضمون والشكل والتقنيات، ولهذا فهي تدعو إلى النقد البنّاء وجدّيّة الكُتاب، وعدم تثبيط النقد لجهود الكاتب أو كسر رغبته في المواصلة عبر النقد الاستعلائي أو الهدّام.