محمد عبدالسميع (الشارقة)

تعود بنا رواية «الحبّ الأفلاطوني» للإعلامي المصري المقيم في الإمارات أحمد الشناوي، إلى فترات رائقة من الرومانسيّة العربيّة التي عاشها بعض الكتّاب والمثقفين وجمهور القراء، من خلال اللحظات الشفيفة التي يتوخّاها الكاتب، في فهمه للحبّ الصادق البعيد عن أيّ رتوش أو منافع، وفي ذلك عمل الشناوي على توشية روايته الأولى بعبارات حملت رؤيته في معنى السعادة بين طرفين، كأجمل ما في الحياة من لحظات.
ومن صفات رومانسيّة ذلك الزمن أنّ كلّ شيء له طقوس عذبة، حتى في حالات الفراق والقطيعة بعد الحبّ، من خلال سيادة الاحترام والحنين من دون أن يسبب أحدٌ من المحبين الأذى للطرف الآخر، وفي ذلك يتعجب الكاتب الشناوي:«يقولون إنّ من الحبّ ما قتل، ظنّاً أنّ ذلك أصعب ما قد يلقاه المرء في الحبّ، ولكنّ الأصعب من ذلك أن يعيش العاشق بعيداً عمّن يحبّ.. ويكون اللقاء مستحيلاً!».
تقع رواية الشناوي في 110 صفحات من القطع المتوسط، حاملةً معها هبوب العواطف في فترة الثمانينيات، وهي فترة كانت حاضنةً لشعور جمعي رائع عبّر عنه الكاتب بعنوان الرواية «الحبّ الأفلاطوني»، كعتبة تعكس صفاء الإحساس والبحث في ذلك العصر عن لحظات ربّما لا تتأثّر بكلّ تفاصيلنا اليوميّة التي قد تخضع لاعتبارات يكون الحبّ متأخراً فيها، وليس خياراً رئيساً، في حين أنّه كان من أولى أولويات همسات وأحاسيس ووجدان ذلك الزمن الأصيل.