فاطمة عطفة (أبوظبي)

كتاب جديد يحمل عنوان «بين محنة الكورونا ومنحة القراءة» صدر عن «الملتقى الأدبي» والعالم الافتراضي بإشراف أسماء صديق المطوع، مؤسسة الملتقى الأدبي، تحرير وإعداد د. أحمد عمار، د. عزة جلال هاشم، وهو من منشورات «دار الآداب» بيروت.
وتأتي في صدارة الكتاب «لا تشلون هم»: الكلمة التي قالها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، عندما خاطب شعب الإمارات والمقيمين على أرضها بهذه الجملة التي أبعدت الخوف عن قلوب الجميع من خطر الإصابة بوباء كورونا، وقد التزم الجميع بالوقاية والحماية المطلوبة التي عملت دولة الإمارات على توفيرها بأرقى الوسائل وأنجحها. وخلال تلك الجائحة لم تنقطع الناس عن أعمالها، بل حولتها إلى العمل بأساليب البعد واستخدام الوسائل التقنية الحديثة، وهكذا عمل صالون «الملتقى»، حيث واصل جلساته الثقافية المتنوعة عن بعد لتقديم حوالي 100 جلسة شملت الشعر والرواية والنقد والفن، إضافة إلى صور شخصية للأدباء المتحدثين نشرت كلها في هذا المجلد الذي يتضمن خمسة فصول: «على مائدة النقد الأدبي»، و«في دروب الرواية والقصة» و«في بحور الشعر»، و«بين سطور الكتاب والمقال»، و«في رياض الفن»، حيث كان ضيف جلسة النقد المفكر الناقد الراحل د. صلاح فضل الذي تحدث عن تجربته النقدية التي استمرت قرابة نصف قرن، وما آل إليه النقد العربي في زمننا المعاصر. وفي الفصل ذاته، وخلال جلسة افتراضية كانت بعنوان: «لا يوجد شيء اسمه الحقيقة» جرت مناقشة كتاب «قراءة في الأنساق الثقافية العربية» للمفكر والأكاديمي د. عبدالله الغذامي.
وفي فصل «دروب الرواية والقصة»، وعند مناقشة رواية إيزابيل ألليندي «إيفا لونا»، أكدت جلسة الحوار على أن الرواية تبين للقارئ كيف كانت أميركا اللاتينية ملاذاً للمهاجرين من أوروبا وبعض البلاد العربية، والكاتبة ألليندي كاتبة متميزة، وهذا هو سحر الأدب في تلك القارة الذي نلمسه في أعمال بعض مبدعيها مثل ماركيز وأستورياس وأمادو، وكلهم يتقنون فن الرواية وقد صاغوها بالواقعية السحرية على طريقة ماركيز.
كما تحدث الكتاب أيضاً عن رواية «أزقة الذاكرة» للكاتبة والشاعرة البرازيلية كونسيساو إيفاريستو، وهي من أكثر الكتاب تأثيراً في حركة ما بعد الحداثة في البرازيل، وهي تكتب الشعر والقصص القصيرة والمقالات، وهذا العمل الروائي يؤكد العمل على تعلق الإنسان بأرضه، وكأن المكان هو الجسد لروح ساكنه ولأرواح جميع من فيه.
وفي مناقشة رواية «الغجر يحبون أيضاً» للروائي الجزائري واسيني الأعرج، قال: هناك مئات الألوف من الغجر كانوا ضحايا النازية، مشيراً إلى الكوارث والحروب والأوبئة التي يمكن أن نقاربها أيضاً مع رياضة مصارعة الثيران ونتأمل الثنائية ما بين الثور والمصارع في هذه اللعبة الخطرة. وأوضح الكاتب في مداخلته أن رقص الغجر والغناء الدرامي عندهم يشبه هذه المصارعة. ويتضمن الكتاب كذلك عرضاً لمناقشة أعمال أكثر من 70 كاتباً بين مفكر وروائي وشاعر وفنان تشكيلي.