سعيد ياسين (القاهرة)

يستلهم الفنان التشكيلي المصري حسين نوح أعماله من البيئة المحلية، بأسلوبه يجمع بين الأصالة والمعاصرة، لا يتوقف عند حدود الخامة، بل يرسم على أي وسيط يعبر عن رؤاه وأفكاره، يرسم على الخشب والسجاد والورق والقماش والزجاج، كما أنه لا يقف عند حدود التشكيل، ومن أوائل التشكيليين الذين رسموا على السجاد.
ويستعد نوح لتنظيم معرض جديد، وقال في تصريح لـ «الاتحاد» إن أسلوبه يشهد تحرراً واضحاً من أسر الأشكال التقليدية للعناصر، إلى آفاق أوسع وأرحب من اللون والمساحات والخطوط المتداخلة، ويستخدم في أكثر من لوحة عنصر الخيول للتعبير عما يعتريه من آمال وأوهام، وهو عنصر بالغ الدلالة والإيحاء، ويمكن للمتلقي أن يعيد قراءته بالشكل الذي يراه، بجانب أنه سيضم لوحات تفيض حباً وتقديراً لبلاده وللمرأة بشكل عام. وأوضح أن لوحاته في معارضه الأخيرة عكست المخاوف التي تنتابه تجاه ما يمر به الوطن والعالم في السنوات الأخيرة، ومن بينها جائحة «كورونا»، والحرب الروسية الأوكرانية وتداعياتها الاقتصادية.

ويعتبر نوح الفنون القاطرة التي تقود التنمية والتقدم في كل المجتمعات، وعلى المبدع الحقيقي أن يعي دوره جيداً في ظل حالة التراجع المنتشرة في كل أنواع الفنون، وأن يعبر عن بيئته ومحيطه الذي يعيش فيه، لأنه مرآة لها، وأن يكون صادقاً في التعبير عنها وإبراز ما فيها من جماليات، وتبني ما يؤرق مجتمعه من قضايا، وإلا كان منفصلاً عن كل ذلك، وحينها سيكون أشبه بالنبتة التي لا تستند إلى جذور قوية في الأرض.
مدارس مختلفة
أوضح نوح أنه يعمل على مدارس مختلفة، منها التجريدي والتكعيبي والسريالي، ويرسم على ثلاثة مستويات، للطبقة المثقفة، والمتوسطة، والجمهور العادي. وعن عالمه التشكيلي، قال إنه عاشق لكل أنواع الفنون، ومنها الموسيقى والشعر والأدب، ويرى أن الريف منبع الثراء في الشكل والصورة والعلاقات، وأنه عاش طفولته وصباه في دمنهور في دلتا مصر، ثم التحق بكلية الفنون الجميلة وتخرج فيها عام 1977، وتأثر بشقيقه الفنان محمد نوح، وصحبه في فرقة «النهار» في مرحلة الإنتاج التلفزيوني والمسرحي، وتأثر بالفنانين راغب عياد ومحمود سعيد والأخوين أدهم وسيف وانلي، وعلى المستوى العالمى بيكاسو وشاجال.
ويعتز حسين نوح بمعارضه الفردية والجماعية التي زادت عن 35 معرضاً داخل وخارج مصر.