محمد عبدالسميع (الشارقة)
أكّد عدد من الكتّاب مقدار الثقة والدعم والتشجيع المعنوي الذي يحققه احتفاء الدولة في 26 مايو بـ«يوم الكاتب الإماراتي»، الموافق لذكرى تأسيس اتحاد كتاب وأدباء الإمارات عام 1984، وهو ما يسهم في تعزيز دور الكاتب واستمراره، وخاصةً أنّ كاتبنا المحلي قد وصل إلى مستويات عربيّة وعالميّة طيّبة وذات حضور مرموق في دور النشر ورفوف المكتبات ولدى المجتمع الذي يعبّر عنه ويروي واقعه في أعمال إبداعيّة وفكريّة وإنسانيّة.
وقالوا، لـ«الاتحاد»، إنّ دعم الدولة والقيادة الرشيدة للكاتب الإماراتي يقابله شعور متزايد بحجم المسؤولية الثقافيّة المنتظرة منه في قضايا وطنه وأمته والعالم، داعين إلى متابعة هذا الزخم المتزايد بالقراءة النقدية التي توازي هذا الحضور، خاصةً أنّه يواكب الطفرة التكنولوجيّة التي يعيشها العالم. كما أكّدوا الدور الكبير الذي تلعبه المؤسسات الثقافية في الإمارات، مثل وزارة الثقافة والشباب، وداوئر الثقافة المحلية، في هذا المجال.
حضور لافت
وفي هذا السياق يقول الكاتب فهد المعمري، رئيس مجلس إدارة جمعيّة الإمارات للمكتبات والمعلومات، إنّ الكاتب الإماراتي أصبح عاملاً مؤثّراً في الساحة الأدبيّة، بما يقدّمه من كتابات وأبحاث ومؤلفات تركت أثراً كبيراً في الساحة المحليّة، وحققت قفزات كبيرة في الساحة العالميّة بفعل الترجمة إلى اللغات الأخرى، فكان لنا حضورنا لدى الكاتب الأجنبي أدبيّاً. وقال المعمري إنّ كلّ ذلك كان بسبب ما وفّرته القيادة الرشيدة في دولة الإمارات للكاتب من مساحة رائعة على مختلف الأصعدة والمجالات، ولذلك فإنّ حضور الكاتب الإماراتي على خريطة الكتاب العالمي هو حضور رائع من خلال العناوين المقروءة والمتداولة على رفوف دور النشر الأجنبيّة، علاوةً على ما حققته هذه المؤلفات من جوائز محليّة وعربيّة وعالميّة.
قيمة مضافة
وترى الكاتبة فاطمة المزروعي أنّ الكاتب الإماراتي، وبفضل المساحة الكبيرة التي أعطيت له من الدولة، استطاع أن يثبت حضوره على كلّ المستويات في الداخل والخارج، وكان صورة مشرّفة على المنابر وحقول المعرفة والإبداع كافة، مؤكّدةً أنّ تخصيص الدولة يوماً للكاتب الإماراتي والاحتفاء به وقراءة مساره على خريطة الإبداع، هو عملٌ ينمّ عن اهتمام وتقدير للقيمة المضافة المتأتية من خلاله، وهو ما يعطي ثماره دائماً ويحفزه على تقديم المزيد من الإنجازات، بما يغرسه ذلك من أثر إيجابي ودور فاعل في التأثير على المجتمع والاعتزاز بالرسالة الحضاريّة المنوطة به، والتي تلقى كلّ التقدير والدعم من الجمهور أيضاً الذي يتابع كلّ أعمالنا الأدبيّة والثقافيّة، ويعتزّ بقراءتها والاطلاع عليها.
ولفتت المزروعي إلى إصدارات الشباب ومواظبتهم على تجويد ومواكبة كلّ أوجه الإبداع تحقيقاً للطموح الذاتي والوطني في مجال التأليف، سواءً في القصّة أو الرواية أو غيرها من صنوف الأعمال الأدبيّة والتاريخيّة والسياسيّة والاجتماعيّة، بل وفي كلّ فروع الكتابة. وأشادت المزروعي بالجهود الوطنيّة التي كانت وراء كلّ ذلك، والمتمثّلة بالمؤسسات الثقافية ذات الدور المشهود، مثل وزارة الثقافة وتنمية المعرفة، ودوائر الثقافة المحلية، وغيرها من المؤسسات التي رافقت المبدعين وأخذت بأيديهم وفتحت لهم الطريق وكلّ التسهيلات لتحقيق الطموحات ومواصلة الطريق. ورأت أنّ هذا الدعم الوطني قد حمّل الكاتب نفسه المزيد من المسؤوليّة عما ينشره من إبداع، معتبرةً تخصيص يوم للكاتب الإماراتي عملاً مهمّاً يسهم في تكريس وتنشيط حركة التأليف والترجمة، وهو ما يشجّع على ظهور المزيد من الأسماء الإماراتيّة بكلّ حبّ وشغف نحو عالم الكتابة، ما يعزز الثقة ويجعل علاقة المجتمع بالكتاب علاقة قويّة، من خلال متابعة أحدث الإصدارات والاطلاع عليها واقتنائها. وقالت المزروعي إنّ الساحة الإماراتيّة اليوم في ظلّ حركة التأليف القويّة بحاجة إلى متابعة نقدية توازيها في ما يصدر من أعمال.
ثقة إبداعيّة
من جهتها، أعربت الكاتبة الشابة نوف الحضرمي عن تقديرها وامتنانها لهذه المبادرة الوطنيّة في الاحتفاء بالكاتب المحليّ، وتسليط الضوء على أعماله، بتخصيص يوم مكرّس لمناقشة إبداعاته في مختلف أجناس الكتابة الأدبيّة والاهتمامات الأخرى، مؤكّدةً الدور الكبير الذي حققه الكاتب الإماراتي والنجاح الذي وصل إليه على المستوى العربي، من خلال الانخراط في القضايا المجتمعيّة وصياغتها أو سردها أدبيّاً وإبداعيّاً بشكل مؤثّر صنع جمهوراً حقيقيّاً في ذلك لكاتبنا، الذي يلقى كلّ الدعم من الدولة والقيادة الرشيدة من خلال المبادرات والورش والندوات المعرفيّة على مدار العام.
محطات ثقافية
ورأت الكاتبة سميرة خليفة أنّ يوم الكاتب الإماراتي الذي يصادف 26 مايو من كلّ عام، هو من أهمّ المحطات الثقافيّة التي تنعكس على الكاتب الإماراتي وتعزز شعوره بأنّ هناك من يدعمه ويحترم جهوده، في اليوم الذي تمّ تخصيصه من قبل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وهو اليوم الذي يصادف يوم تأسيس اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، مؤكّدةً ثمار هذه الثقة لدى مبدعينا بما يثري التنوع الثقافي المحلي والعربي، في مجالات الكتابة الأدبيّة والعلميّة والتراثيّة.
وقالت خليفة إنّ ذلك شكّل رافداً مهمّاً لنقل الوعي البشري نحو مستويات متطوّرة تواكب الطفرة التكنولوجيّة التي يعيشها العالم، من خلال مرونة التفكير والاطلاع واستثمار الكتابة لخدمة البشريّة وتعريف العالم بالتراث الإماراتي، بل والبحث المتزايد عن أفكار جديدة للكتابة تعود بالفائدة على مجتمعنا الإماراتي والعربي والإنساني حين نحمل قيمنا الأصيلة ونباهي بها على مستوى العالم.