أبوظبي (وام)
يشكل معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2023 حاضنة معرفية تعزز الوعي الثقافي لدى الأجيال الناشئة، وتقدم لهم فرص التعلم المستمر الذي يسهم في تنمية مهاراتهم وصقل قدراتهم، وتأهيلهم بالشكل الأمثل للمستقبل.
ووفر المعرض منصة متميزة لمختلف المؤسسات التعليمية في الدولة ما أسهم في مساعدتهم على طرح مبادرات متنوعة للطلبة، تركز بالدرجة الأولى على تعزيز ارتباطهم بالقراءة وترسيخ الهوية الوطنية وتوسيع مداركهم ومساعدتهم على استكشاف مستقبلهم.
وأكد مسؤولون ومشاركون في المعرض لوكالة أنباء الإمارات «وام» على أهمية هذا الحدث الثقافي العالمي في توفير قنوات تواصل بين المثقفين والأدباء والناشرين من جهة والطلبة والشباب من جهة أخرى، بالإضافة إلى توفير وعاء معرفي ثري تنهل منه أجيال المستقبل.
قنوات تواصل
قال الدكتور أحمد السعيد، المدير التنفيذي لبيت الحكمة للثقافة الصيني، إن معرض أبوظبي الدولي للكتاب يشكل منصة ثقافية وتعليمية مهمة للطلبة والأجيال الناشئة من أجل زيادة شغفهم بالقراءة، إضافة إلى توفير قنوات تواصل بينهم وبين النخب الثقافية والأدبية، ليس على الصعيد المحلي وحسب، وإنما على الصعيد الإقليمي والعالمي خاصة مع استقطاب المعرض لمشاركات دولية واسعة.
وأضاف أنه "من خلال مشاركتنا في معرض أبوظبي الدولي للكتاب، نسلط الضوء على 700 كتاب مترجم من اللغة الصينية إلى اللغة العربية، بالإضافة إلى 300 كتاب لتعليم اللغة الصينية يستفيد منه الطلبة زوار المعرض، خاصة أن دولة الإمارات تضم مدارس تدرس اللغة الصينية لطلابها".
من جانبها، أكدت عائشة عيد المزروعي، مدير إدارة معرض الكتاب والفعاليات في مركز أبوظبي للغة العربية، أن معرض أبوظبي الدولي للكتاب يتضمن برنامجا تعليميا ثرياً لطلبة المدارس والجامعات يشمل مجموعة متنوعة من الجلسات والفعاليات التعليمية والتثقيفية يشارك فيها العديد من الأدباء والمؤلفين بهدف الإثراء المعرفي للطلبة وتوفير قنوات تواصل تربطهم بالأدباء والمثقفين.
تعزيز المعارف
من ناحيته، أكد عبدالله خليفة الحفيتي، نائب مساعد الرئيس لشؤون المكتبات في جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا، "حرصنا من خلال مبادرتنا بتوزيع نحو 4000 كتاب مجاني على الطلبة زوار المعرض على تعزيز معارفهم وتنمية الوعي الثقافي لديهم، وكذلك إطلاعهم بشكل أكبر على برامج الجامعة وخططها".
وقال إن "معرض أبوظبي الدولي للكتاب يعد واحداً من أضخم معارض الكتاب على مستوى العالم، ويشكل منارة معرفية فريدة نحرص على الاستفادة منها بالشكل الأمثل لتوسيع المعرفة لدى الأجيال الناشئة".
وذكر أن توزيع الكتب المجانية على الطلبة سيستمر على مدار أيام المعرض، مشيرا إلى أن هناك العديد من الكتب النادرة التي يضمها جناح الجامعة وتقدم إطلالة متميزة على تاريخ الدولة وتراثها.
إثراء المناهج التعليمية
كانت وزارة التربية والتعليم وضمن فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب، قد أبرمت اتفاقية تعاون مع لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي، بهدف توطيد أواصر الشراكة الاستراتيجية بين الطرفين، وتعزيز العمل المشترك لإثراء المناهج التعليمية بالمصادر الثقافية والتراثية وتوفير الدعم للأنشطة والبرامج التي تكفل تكامل الحضور التعليمي والثقافي والتراثي للدولة.
وحددت الاتفاقية خمسة مجالات للتعاون، أولها العمل المشترك لإثراء المناهج التعليمية بمكونات الثقافة والتراث الشعبي والشعر النبطي، وثاني هذه المجالات يركز على التعاون في تنظيم الفعاليات الثقافية والتعليمية بما في ذلك الرحلات التعليمية الثقافية، ومعارض الكتب، والمهرجانات التعليمية والثقافية. أما المجال الثالث، فيُعنى بالتعاون في مجال نشر وإدراج الإصدارات والمنشورات الثقافية والشعرية كجزء من مصادر التعليم والمصادر الإثرائية للمناهج التعليمية.
ويشمل المجال الرابع التعاون والتنسيق في تنفيذ مسابقات طلابية ومبادرات لاستكشاف ورعاية المواهب الإبداعية في مجالات الشعر والتراث الشعبي، في حين يركز خامسها على دعم المؤسسات التعليمية المحلية والاتحادية لتطبيق الإطار الوطني للثقافة في المدارس من مرحلة رياض الأطفال حتى الحلقة الثالثة.