سعد عبد الراضي (أبوظبي)
نظم مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية ضمن سلسلة «حوارات استراتيجية»، التي يقدمها في برنامجه بمعرض أبوظبي الدولي للكتاب، ندوة بعنوان «دور الإعلام في دعم استضافة الإمارات مؤتمر الأطراف cop28»، حيث استضافت ثلاثة إعلاميين بارزين هم عبدالله عبدالكريم الريسي، المدير التنفيذي لقطاع المحتوى الإخباري بالإنابة في وكالة أنباء الإمارات (وام)، ومحمد الحمادي رئيس مجلس إدارة جمعية الصحفيين الإماراتية، وحمد الكعبي رئيس تحرير صحيفة «الاتحاد». وجاءت الندوة استناداً إلى الأهمية العالمية لمؤتمر الأطراف cop28 الذي ستستضيفه الإمارات نوفمبر المقبل 2023، حيث ناقشت الدور الحيوي الذي يقوم به الإعلام للتأكيد على جهود الدولة في هذا المجال، إلى جانب مساعي أبوظبي لتحفيز الجهود الدولية للتعاطي مع تبعات التغيرات المناخية، وانطلاقاً من رؤية المركز في مواكبة أجندة الدولة في هذا الصدد، إذ إن نجاح الدولة في استضافة هذا الحدث العالمي الكبير يعد إضافة نوعية تضاف لجملة الإسهامات التي تؤكد على مكانتها المتميزة في الساحة الدولية، بالإضافة إلى أدوارها الرائدة المرتبطة بموضوعات البيئة وتغير المناخ، ولذلك كله فإن إبراز هذا النجاح يتطلب وجود وسائل إعلامية، تعبر عن الإسهامات الحضارية والإنسانية لدولة الإمارات.
تعزيز الوعي
في البداية أكد عبدالله الريسي أن الرسائل التي يقوم الإعلام بإيصالها كثيرة جداً، على الصعيدين المحلي والعالمي، مشيراً إلى أن الرسالة الأهم في هذا الصدد تتعلق بإبراز الإرث الكبير للدولة في هذا المجال، بالإضافة إلى أن cop28 يعد فرصة قوية للتعرف إلى الأساليب والطرق الجديدة التي تساهم في تحسين حياة المجتمعات لمواجهة التغير المناخي، مضيفاً أن وكالة أنباء الإمارات سعت وتسعى دائماً إلى إبراز تلك الجهود من خلال التقارير الموسعة التي تقوم بها، وكان من ضمنها التقرير الاستثنائي لمحطات الطاقة النظيفة في أذربيجان التي تبناها صندوق أبوظبي للتنمية، مؤكداً أن الأشهر القامة ستشهد تفعيلاً لأجندة التغطية المتعلقة بمشاريع الدولة في مجال الطاقة النظيفة خارج أراضيها وتقديمها بلغات مختلفة. وأضاف أن الفترة القادمة ستشهد كذلك زيارات للشركاء الإعلاميين من مختلف وسائل الإعلام ووكالات الأنباء، بالإضافة إلى الاستعانة بالأرشيف المناخي المرتبط بالاستدامة البيئية، لإبراز الإنجازات التي قدمتها الدولة خلال عقود، وذلك لربط الماضي بالحاضر. كما أشاد الريسي بالدور الذي قامت به المكاتب الإعلامية وإدارات الاتصال خلال الفترة الماضية، وقد أسهم في إيصال صوت الإمارات. وكذلك التصدي لبعض الأفكار المغلوطة عن البيئة والطاقة وتحويلها إلى أفكار إيجابية لتعزيز الوعي بالموضوعات المرتبطة بالتغير المناخي، مشيراً إلى أن الفترة القادمة ستشهد العديد من الأنشطة والفعاليات التي سيواكبها زخم إعلامي سيكون له تأثير إيجابي في زيادة هذا الوعي.
رسالة للعالم
ومن جانبه أكد حمد الكعبي أنه على رغم أن الإعلام يقوم بدوره في مواكبة كل ما يتعلق بالتغير المناخي، إلا أن cop28 يتطلب تقديم محتوى رصين والعمل على صناعة مضامين قوية تواكب هذه الفعالية الدولية المهمة، مشيراً إلى أن صحيفة «الاتحاد» لديها تاريخ طويل في هذا الصدد، حيث قدمت وتقدم الكثير فيما يتعلق بالحفاظ على التوازن البيئي والتغير المناخي، من خلال وسائلها الإعلامية الورقية، ومنصاتها الرقمية التي تضم أكثر من 26 حساباً، والتي تسهم في إيصال رسالة الإمارات الإنسانية وتعزيز الصورة الحضارية للدولة، مؤكداً أن الدولة وهي تُكرس 2023 عاماً للاستدامة، تحت شعار «اليوم للغد»، من خلال المبادرات والفعاليات والأنشطة المتنوّعة التي تسلط الضوء على تراث دولة الإمارات الغني في الممارسات المستدامة، فإن للإعلام دوراً كبيراً في نشر الوعي حول قضايا الاستدامة البيئية، وتشجيع المشاركة المجتمعية في تحقيق استدامة التنمية، ودعم الاستراتيجيات الوطنية في هذا المجال، مشيراً إلى أن لدى الإمارات كوادر بارزة ومتخصصة في مجال التوازن البيئي. كما أنها تمتلك رصيداً من التجارب المحلية والدولية يعكس الرصيد الحضاري، الذي يرتكز عليه الإعلام في صناعة المحتوى.
ونوه حمد الكعبي إلى أن الوعي الذي أحدثه الإعلام المحلي من خلال المضامين الكثيرة المتعلقة بالاستدامة، والذي يتماشى مع استثمار الدولة في الطاقات الشبابية يسهم في تعظيم الأفكار الشبابية الواعدة التي تدعم إيصال الرسالة المتعلقة بالوعي المجتمعي، فيما يخص الحفاظ على التوازن البيئي، مشيراً إلى أن الاهتمام بأفكار الشباب يمنح الاستمرارية لمشروع الاستدامة. وأكد الكعبي أن إرث ورصيد دولة الإمارات كبير في هذا المجال، ويعكس دورها الحقيقي في إدارة الفعاليات الدولية في إطار مفهومها الإنساني، ومن ضمن ذلك تأسيسها لمدينة «مصدر» عام 2006 كمنصة للاستدامة والابتكار وغيرها، بالإضافة إلى أن الإمارات وضعت استراتيجية وطنية لزيادة الاعتماد على الطاقة المتجددة ولديها أكبر محطات للطاقة الشمسية والإنجازات كبيرة في هذا المجال. واختتم قائلاً: إن هذا المؤتمر يعد تجمعاً مهماً لإنقاذ حياة البشرية من خلال وضع حلول واستراتيجيات تتعلق بالاستدامة، وتدعم الحفاظ على البيئة لنقول للعالم: نحن قادرون على إنقاذ حياة البشرية.
عمل تكاملي
من جهته قال محمد الحمادي: إن القيادة الرشيدة أكدت أن التزام دولة الإمارات بكل ما يخص البيئة ثابت ومستمر، مما يؤكد بدوره أن الاهتمام بـcop28 ليس طارئاً ولا مستحدثاً، وأن الطاقة النظيفة لها أولوية في مسيرة الدولة باعتبارها ركناً رئيساً في خدمة الإنسان ليس فقط في الإمارات ولكن في كل مكان في العالم، وبالتالي فإن الإمارات قادرة على قيادة هذا المشروع بحرفية ومهنية، وتقديم نموذج للعالم في أن الدولة تشترك معه في جميع التحديات المناخية.
وأشار الحمادي إلى الدور الكبير المنوط بالمؤسسات الإعلامية بكافة وسائلها وأشكالها، باعتبارها جزءاً رئيساً من المنظومة التي تقوم بإيصال الرسائل، ونوه إلى أن الإشكاليات كبيرة في مجال المناخ، ومن أهمها تعزيز وعي الجمهور فيما يخص الموضوعات المتعلقة بالبيئة، ولذلك فإن العمل التكاملي مطلوب لإبراز الأرقام التي تعكس جهود الدولة المستمرة في مجال البيئة والمشروعات.
وأكد الحمادي أن للجمعية دورها المهم في ذلك، حيث تسهم في تعزيز المشهد من خلال تقديم الدورات والمحاضرات وورش العمل، وتأهيل الصحفيين ليواكبوا هذا الحدث وجميع الأحداث المهمة الأخرى، مشيراً إلى أن الإعلام المحلي لديه فرصة كبيرة لتعظيم هذا الدور، وخاصة في ظل الجهود التي تبذلها اللجنة الدائمة للمشروع، حيث ستمكن هذه الفرصة المؤسسات من العمل جنباً إلى جنب، ليس فقط للمساهمة في إنجاح وإبراز الصورة الحضارية والجهود الوطنية والإنجازات المشهودة على أرض الواقع في هذا المؤتمر، ولكن للعمل البيئي بصورة عامة في المستقبل.
وأكد محمد الحمادي أن الفترة القادمة ستشهد جهوداً مشتركة بين الجمعية والمؤسسات والمكتب الوطني للإعلام، حتى يتعرف العالم على الجهود التي تقدمها الإمارات، منوهاً إلى أن هذا هو التحدي الأكبر الذي يواجه المنظومة الإعلامية خلال الأشهر القادمة.