الشارقة (الاتحاد)
تعرّف جمهور «مؤتمر الشارقة للرسوم المتحركة» على أبرز خطوات تحويل القصص المكتوبة إلى أفلام رسوم متحركة أو أعمال صوتية ومرئية، في جلسة استضافت كلاً من ستيفانو دي لابورتا، المحامي العامل في مؤسسة «غالافوتي برنارديني وشركاه» في إيطاليا، والخبير في مجال الإعلام والأعمال الإبداعية وتوزيع الأفلام، مؤنس الحطاب، مؤسس ومدير دار «ألف باء تاء» لكتب الأطفال.
اختيار النص 
وأكد الضيفان أن الخطوة الأولى في عملية تحويل الكتب المصورة أو المكتوبة إلى أعمال صوتية بصرية وأفلام رسوم متحركة ذات جودة عالية هي اختيار النصوص المكتوبة بحرص وعناية فائقتين، مع مراعاة أن يكون النص بشخوصه مرسوماً بشكل متميز ومعبراً عما هو مكتوب، وأن يلبي النص المكتوب الجوانب الإبداعية والفنية كافة، على مستوى التشويق، وقوة الموضوع، واللغة الجاذبة للأطفال، وفرادة الشخصيات وأبطال الحكاية.
حقوق الملكية الفكرية 
وسلط الضيفان الضوء على الجوانب القانونية التي يجب مراعاتها خلال هذه العملية، مع عدم إهمال حقوق المؤلف الفكرية، حيث استهلّ ستيفانو دي لابورتا الجلسة بالحديث عن أهمية ضمان حقوق جميع الأطراف المشاركة، وأهمها من وجهة نظره، حق المؤلف صاحب العمل الذي لا بد من تعويضه بشكل كامل، مشيراً إلى ضرورة وجود اتفاق واضح بين الكاتب والجهة المسؤولة عن تحويل عمله لفيلم.

وناقش دي لابورتا التحديات التي تواجه العاملين في صناعة الرسوم المتحركة لتكييف الكتاب في شكل صوتي بصري، وأوضح أن أكثرها شيوعاً يتجسد في التحكم التحريري، فقد لا تتسق الرؤية الأصلية للمؤلف مع رؤية المنتج والمخرج. وفي هذه الحالة، لا بد من إيجاد طريقة للتوازن وحل الأمور، مشيراً إلى ضرورة أن يتضمن العقد بنداً يعطي الكاتب حق المشاركة في المعالجة التحريرية للنصوص المراد تحويلها لأفلام. ثم تطرق لسياسات واتفاقات وعقود توزيع المنتج البصري، لضمان توزيع الفيلم في الأسواق، وإعطاء كل شخص حقه القانوني.
قوة الطرح 
وأوضح مؤنس الحطاب أن أبرز عناصر كتابة قصص أطفال متميزة تشمل بالدرجة الأولى قوة الطرح مع مراعاة ما يقدم للطفل، حيث يجب أن تركز دور نشر كتب الأطفال على قوة الطرح فيما تقدمه، مع مراعاة فنيات الكتابة للطفل، إذ لن تصل جودة القصص إلى المستوى المطلوب من دون تحقيق هذا التوازن بين هاتين المسألتين.
وأضاف: «بعد اختيار النص الجيد ذي الفكرة التي تصلح لتحويلها إلى فيلم بناءً على جودة الكتابة ومراعاة فنياتها المختلفة، بدءاً من اللغة إلى الجانب الدرامي وغيرها من العناصر اللازم توافرها في نص جيد، ينبغي التعاون مع رسام موهوب قادر على نقل القصة المكتوبة إلى صور معبرة، لأن الاعتماد على رسام محترف يسهل على صناع الرسوم المتحركة اتخاذ القرار بتحويل المادة المكتوبة لفيلم».
واختتم الحطاب مداخلته بمناقشة تفاصيل الأجور المادية وكيفية احتسابها عند تحويل القصص المكتوبة لأفلام كرتون مرئية، وضرورة أن تحقق الأجور مبدأ العدالة لجميع الأطراف، وأن لا تتفاوت الأجور بين طرف وآخر لضمان حصول كل طرف على استحقاقاته بشكل كامل.
وتتواصل فعاليات المؤتمر الذي تنظمه «هيئة الشارقة للكتاب» حتى 5 مايو بـ «مركز إكسبو الشارقة»، بالتزامن مع الدورة الـ 14 من «مهرجان الشارقة القرائي للطفل»، وتتضمن سلسلة ورش وجلسات حوارية وإبداعية ومشاركة نجوم عالم الرسوم المتحركة، أمثال جون نيفاريز، فنان فيلم «كوكو» الحاصل على جائزة الأوسكار، وساندرو كلويزو، فنان الأنيميشن ومصمم الشخصيات الفائز بجائزة «آني» عن فيلم «عودة ماري بوبينز»، وتاكاهيرو يوشيماتسو، مخرج «دراجون بول» و«دراجون بول زد».