أحمد عاطف (القاهرة)

الهجرة إلى الغرب، وطريقة البحث عن روح جديدة، وذكريات مغايرة، لتلك التي عاشها المهاجر في وطنه الأم، ومن خلال بداية ونهاية صادمتين، تكشف رواية «أيام الشمس المشرقة»، للروائية المصرية ميرال الطحاوي، حقائق مذهلة. 
الأحداث تحث المهاجرين على إيجاد حلول ومحاولة التكيف مع الواقع الجديد بدلاً من التمرد عليه ورفض القيم والمعتقدات وأسلوب الحياة في البلاد الجديدة التي ينتقلون إليها، وتمنحهم صوتاً حقيقياً ينقل آلامهم وآمالهم بصورة تمس قلوبهم وتعبر عنهم بصدق.
إلى ذلك، يقول الناقد الدكتور عادل ضرغام، أستاذ الأدب والنقد بكلية دار العلوم في جامعة الفيوم المصرية لـ«الاتحاد»: إن الكاتبة حاولت في هذه الرواية التخلص من إطلالتها المعتادة في رواياتها السابقة حيث اعتادت الحديث عن الشخصية بشكل مباشر، إلا أنها سلكت طريقاً مختلفاً، واختارت أن يكون الرصد والسرد منفصلين عن الذات، واهتمت أكثر بالموضوع الذي تناقشه، فالنص هذه المرة لا يدور حول النفس البشرية منفصلة عن القضية التي تناقشها، ولهذا يشعر القارئ أنه أمام روح جديدة لميرال الطحاوي.
ويوضح أن الرواية، الواردة على القائمة القصيرة لجائزة البوكر العربية، تتحرك بعيداً عن دوائر محددة للزمان والمكان، حيث يتم الحديث عنها بشكل عام من جانب الشخصيات، ولهذا يعتقد ضرغام أن الحركة السردية داخل النص يتم توجيهها من خلال المعرفة الجزئية ومحاولة رصد الآخر من دون التركيز على رصد الذات وتحولاتها فقط.
ويتابع: رسمت الكاتبة دوائر للماضي والحاضر لكل شخصية من دون التقيد بزمن معين وتتشابك تلك الدوائر مع بعضها بعضاً لتنسج حبكة الرواية في النهاية، وتنتقل الفقرات بسلاسة من خلال بناء المعرفة المسبقة وتنتقل المعلومات من حكاية إلى أخرى، تختلف في الإطار الخارجي وتتفق في النهاية المأساوية لأبطال الرواية في بلاد المهجر.
ويوضح ضرغام: في الرواية تغلق جميع السبل في وجوه الشخصيات قبل أن تقرر الهجرة إلى بلد آخر، وهذا ما حدث في بلدة الشمس المشرقة الواقعة على الحدود الجنوبية الغربية للولايات المتحدة والتي تدور فيها الرواية، فجميع الأبطال خرجوا منها بعد أن أغلقت جميع السبل في وجوههم.