سعد عبد الراضي (أبوظبي)
ترتبط فرحة العيد لدى مثقفين وتشكيليين وكتاب بذكريات خاصة، منها ما يخرج في عمل فني أو أدبي، ومنها ما يبقى في الذاكرة لكنه يظل دافعا لكل ما هو جميل في الحياة، إنها لوحة مرسومة بمشاعر فياضة، لوحة تسكن القلب والذاكرة معاً.
إلى ذلك، يقول الخطاط والتشكيلي علي الأميري إن عيدي الأضحى والفطر من أهم المناسبات الدينية والاجتماعية، إذ تعود معهما البهجة والفرحة إلى قلوبنا، ويأتي عيد الفطر كل عام عام بعد نهاية شهر رمضان المبارك، الذي يصوم فيه المسلمون من مطلع الفجر حتى غروب الشمس، حيث نبدأ يومه بلبس جديد، ونذهب إلى المصلى لأداء صلاته، لنقوم بعدها بزيارة الأرحام والأصدقاء.
وأضاف: هناك، بعد ذلك نخرج في رحلة عائلية حسب الأجواء المتاحة في الدولة.
وتابع: أنا بدوري كخطاط وفنان تشكيلي ورسام كاريكاتيري أشارك بلوحات فنية وبطاقات التهنئة في هذه المناسبات.
رسائل رمزية
أما الأديب سعيد البادي فيقول: يعود العيد علينا كل عام بالخير والبركات، كأنه يأتي حاملاً رسائل من زمن آخر، يأتي بكلّ تجلّياته وبكل بما يحمله من رمزيّة وقدسيّة، ليذكرنا بأنه لا يزال هناك فسحة للفرح، يأتي ليضيء الذكريات في قلوبنا، وليذكرنا بكينونتنا، وليروي عطشنا لتلك اللحظات الجميلة، ولينعش تلك الألفة التي فقدناها مع التقدم في العمر، وليزيح تلك الضبابية التي تطغى على ذكريات الطفولة المبكرة، الذاكرة المسكونة بالحب الأول لكل الأشياء الجديدة.
ويضيف: «يأتي العيد بالبهجة، محملاً بأجمل الذكريات، فيجعل الذاكرة تتألق، فتتداعى الذكريات منسابة كتلك الصباحات الندية العذبة، صلاة العيد في المصلى الكبير، ودوي قذائف مدفع العيد، الابتسامات والعيون التي تتلون ببهاء صبيحة العيد، رائحة القهوة، وبخور أمي الذي يعبق المكان، وضحكاتها وهي توزع البهجة في الأرجاء لتشيع الفرحة في الأجواء التي تحتضن العائلة، وصوت أبي رحمه الله وهو يستقبل الأهل والجيران والأصدقاء والمهنئين الذين لا ينقطعون، صوت الفرح، وضحكات الأطفال، ودهشتهم وفرحتهم بملابسهم الجديدة التي تتحول لابتسامات جديدة جميلة، والعيدية التي ينتظرونها بأعينهم الصغيرة، وتلك الأطعمة الشهية التي تبقى في مخيلة الطفولة في صباحات العيد الزاخرة بكل ما هو جميل وجديد، وتلك المباهج التي تربطنا حين كنا صغاراً، وكأنها أهازيج تملأ النفس فرحاً، فنشعر بأن العيد هو تلك النافذة التي ننظر من خلالها لتصوراتنا للحياة وعلاقتنا بالآخرين ومحبتنا لهذا الوطن الغالي وقادتنا العظماء وما ينطوي عليه العيد من محبّة وإحساس بالآخر».
حدث في الأمس
أما الفنانة التشكيلية عبير العيداني فتتساءل: هل فرحه العيد للكبار أم للصغار؟ وتتابع: من المؤكد أن العيد للكل لكن ذكرياته تُبنى لدى الصغار لتصبح شيئاً جميلاً في ذاكرة الكبار.
وتضيف: كلما اقترب العيد تعود ذكرياته، وكأنها حدثت بالأمس، أتذكر ترقبنا ونحن صغار لقدومه والتحضيرات له من شراء ملابس ومساعدة والدتي بتحضير الحلوى التي تُقدم في الأعياد، أحياناً يتم خبزها بالبيت وأخرى نقوم بإرسالها إلى فرن السوق للشواء، وكذلك ترقبنا أنا وإخوتي للعيدية.
وترى العيداني كفنانة تشكيلية أن «العيد ألوان متمازجة مع بعضها بعضاً ترسم لوحة جميلة من السعادة من خلال منظر الملابس الملونة الزاهية، التي يرتديها الأطفال، والمراجيح التي تُنصب قبل العيد والتي تكون ألوانها متنوعة جميلة، وبمختلف العصائر والحلويات التي تُقدم للضيوف، ذكريات تتسارع لتترك بصمتها في حياتنا وتجعلنا نظن بأننا ما زلنا أطفالاً».