محمد نجيم (الاتحاد)
تقول الباحثة والأكاديمية التونسية جليلة الطريطر، التي وصل كتابها «مرائي النساء، دراسات في كتابات الذّات النسائية العربية» إلى القائمة القصيرة لجائزة الشيخ زايد، في نسختها الـ17 ضمن فرع الفنون والدراسات النقدية: «كتابي ليس منجزاً عرضيّاً أو مفرداً في مسيرتي الأكاديميّة البحثيّة، بل محطّة مفصليّة من مسار علميّ وبحثيّ مؤسّس منذ لحظاته الأولى لاختصاص نقديّ حديث جداً نسبيّاً في النقد العالميّ ظهر في سبعينيات القرن الماضي».
ويعتني الكتاب للمرة الأوّلى في تاريخ الثّقافة العربيّة الحديثة بكتابة تاريخ موثّق ومتكامل للذاكرة النّسائيّة العربيّة انطلاقاً من وثائقها الذاتيّة المهملة متمثّلة بإماطة اللّثام عن مدرسة نسائيّة عربيّة عالمة كانت تتأهلّ لاقتحام مجال الثّقافة والتمَوقع في الحياة الاجتماعيّة العامّة بداية من أواخر القرن التاسع عشر إلى اليوم. وكانت تملك رؤية واستراتيجيّات واضحة وموصوفة لنيل حرّيتها والخروج إلى طور الحداثة خارج إطار الوصاية الذكوريّة التنويريّة الّتي كانت تتبنّى هذا المشروع بالوصاية!
إلى ذلك، تقول الطريطر: «يعتمد الكتاب وثائق ذاتيّة، ويعمل على ابتكار منهجيّات تستنطقها من أجل تفعيل مرجعيّات هذا الأدب التّاريخيّة ولذلك فهو يقدّم إضافات نقديّة منهجيّة في باب كتابات الذّات الّتي ما زالت سرديّاتها محلّ استكشاف على صعيد النقد العالميّ».
وحول جائزة الشيخ زايد للكتاب، تقول الطريطر لـ«الاتحاد»: «تُمكّن الجائزة من فرز ضروري لمجالات النقد الثّقافيّة يتمّ خلاله تثمين ما هو إضافة حقيقيّة في بابه وبالتّالي فأهميتها في القيمة الاعتباريّة التّي تحدّد ما هو جدير ومن هو جدير بأن يحظى بالتثمين الاعتباري، كما أن الجائزة تحدّد إلى حدّ كبير خريطة الإبداع العربيّة وترسم كلّ سنة تضاريس التجديد».
وترى أن دولة الإمارات تمثّل اليوم مرجعيّة عربيّة متقدّمة وآخذة بأسباب التطوّر والرقيّ وتعدّ مشروعاتها الثّقافيّة شاهداً على تأصيل هذا التقدّم في مجالات المعرفة والفنون والآداب وما جائزة الشيخ زايد للكتاب إلاّ دليل على الدور الريادي الّذي يرصد لتشجيع المبدعين العرب والتعريف بإنتاجهم الجيّد. وتضيف «نرى مشهداً ثقافيّاً متعدّداً ومتنوّعاً يحقق تراكمات نوعيّة في شتى المجالات، المسرح، الرسم، المهرجانات الدوريّة، المسابقات المتنوّعة، فضلاً عن الندوات والدوريّات الجادّة والمتابعات الصحفيّة الّتي تنقل أصداء حيّة عن كلّ هذا الحراك الثقافي والفكري الثريّ».