أحمد شعبان (القاهرة)
تعتبر الروائية والكاتبة المصرية مي عبدالهادي الكتابة للأطفال رسالة وشغفاً وحلماً، وقالت ليس هناك أمتع منها وأصعب في الوقت ذاته، فعقول الأطفال النقية الصادقة التأثير عليها صعب، ومداعبة خيالاتها ممتعة. وأكدت الروائية المصرية لـ«الاتحاد» أن تجربة اهتمام دولة الإمارات العربية المتحدة بالطفولة وأدب الأطفال، مُلهمة، وأرى أنها صاحبة الريادة في الاهتمام بالطفولة في المنطقة.
وأضافت «من خلال مشاركتي في معارض الكتاب في أبوظبي والشارقة، لمست الاهتمام العميق والمخطط بشكل دقيق بأدب وقصص الأطفال، فهي رؤية سعت لها الإمارات وحققتها من خلال مهرجان الشارقة القرائي للطفل»، مؤكدة أن تلك التظاهرة الثقافية محببة إلى قلبها.
وشاركت مي عبدالهادي بمؤلفاتها في المعارض الدولية، وحصلت على المركز الأول من «أبلكيشن سوا»، وقالت: «اتجهت للكتابة في أدب الأطفال منذ 6 سنوات بشكل عفوي تماماً بسبب أطفالي، وحبي لهم جعلني أركز في الكتابة لهم وللصغار، ولم أتخيل الحفاوة ورد الفعل الإيجابي منهم الذي شجعني كثيراً وحملني مسؤولية كبيرة.
ولي إصدارات عدة لقيت رواجاً كبيراً في صفوف هذه الفئة المهمة في المجتمع، منها كتاب (حواديت ماما مي) الذي صدر مؤخراً، و(في بيتنا ديسليكسيا)». وأضافت: «لدي مشروع أدبي أتمنى أن يخرج إلى النور في الوقت المناسب».
وحذرت عبدالهادي عند للكتابة للأطفال، من الوقوع في فخ النصائح المباشرة، فالطفل ذكي جداً وملُول وسريع الضجر، ولديه مُغريات كثيرة مع تقدم التكنولوجيا، فإذا لم تكن «الحدوتة» مثيرة لفضوله سيمل منها سريعاً.
وتستهدف مي في كتاباتها علاج سلوك الأطفال عن طريق الحكايات التربوية، مؤكدة أن التجديد والوقوف على اهتماماتهم، والتفريق بين الخيال والتخيل، عناصر مهمة لا بد أن يضعها الكاتب في الاعتبار، كما أن الاطلاع على الإصدارات العالمية يساعد على التجديد.
وحول كتابها «حواديت ماما مي»، أشارت إلى أنه يحتوي على عدد من الحكايات التربوية والقصص للطفل العربي وموسوعة علمية للأطفال تحمل اسم سلسلة «الخال مُلهم»، وقد أثبتت الأبحاث أن الدقائق التي تسبق النوم مهمة للغاية ويتذكرها العقل ويخزنها بشكل جيد، والهدف من الحكايات زرع قيّم حميدة نحن في أشد الحاجة إليها، كما تعزز الشخصية وبناءها بشكل سوي، وتثري الخيال، وتجعل الطفل يكتسب الكثير من المفردات التي تجعله يستطيع التعبير عن نفسه ومشاعره بشكل جيد.
أما كتاب «في بيتنا ديسليكسيا»، فأوضحت عبدالهادي أنه يتناول تجربة ذاتية عن صعوبات القراءة، وهي إحدى صعوبات التّعلم التي يعانيها عدد كبير من الأطفال، وتؤّثر على مستوياهم التعليمية وراحتهم النفسية، وقد تجعلهم عُرضة للتنمر، ويساعد الاكتشاف المبكر للمشكلة في التعامل بشكل صحيح معها.