فاطمة عطفة (أبوظبي)
القراءة هي نبع ونسغ الحياة الثقافية، ولا يمكن للإنسان أن يعيش من دون قراءة. هذا ما أكدته الروائية آن الصافي في تقديمها للمحة عن أهمية القراءة في شهر القراءة، الذي احتفلت به مؤسسة «بحر الثقافة» أول أمس في مقرها بأبوظبي، وذلك بحضور ضيوف من وزارة البيئة والمشاركات بالمؤسسة. وتابعت الصافي متسائلة: كيف يمكن للإنسان أن يعيش دون قراءة؟ وأكدت أن القراءة ضرورة يومية وليست فقط هواية، بل هي أيضاً واجب وفرض على الجميع أن يستثمروا عالم القراءة وفرصها، لأن الكاتب والقارئ في تماسٍّ دائم، ولا يمكن أن يكتب الكاتب دون أن يقرأ، مبينة أن القراءة نافذة على عقول الآخرين من خلال ما يكتبون، والأمم التي نهضت وتصدرت المشهد الثقافي العالمي لم يكن لها أن تحقق هذه المكانة لولا أن أبناءها يقرؤون.
وتأتي الفرصة للكاتب لأن يكتب من خلال قراءاته والإيحاءات التي تشكلت في أفكاره، وأول آية في القرآن الكريم هي «اقرأ»، ونهج التعلم هو القراءة، ثم تعلم الكتابة. وأشارت الصافي إلى بداية القراءة عندها وتشجيع الأهل لها في الطفولة من خلال الكتب التي كانوا يزودونها بها، وتابعت أسلوب الحياة في حب القراءة والاطلاع إلى أن بدأت تكتب وتنشر أعمالها الأدبية من روايات وقصص قصيرة.
محفزات القراءة
وبدورها أثرت الروائية إيمان الحمادي جلسة القراءة من خلال مداخلتها، مؤكدة أن القراءة حياة، وهي الطريقة التي بدأت بها حياتها ومسيرتها من خلال الكتابة أيضاً، مشيرة إلى أنها نشأت في بيت فيه مكتبة كبيرة، وبفضل تشجيع الأهل على القراءة بدأت بقراءة القصص القصيرة، ثم انتقلت إلى الرواية التي جعلتها تكتشف عوالم أخرى حافلة بمشاعر وحيوات الآخرين. وأوضحت أن قراءة الشعر كانت المحفز لها للكتابة، وقد وجدت الطريقة المثلى لكتابة الشعر ثم الخواطر، وفي المرحلة الجامعية بدأت بقراءة الكتب العلمية واكتشفت فيها عالماً آخر يختلف عن عالم الرواية. وأوضحت الحمادي قائلة: بعد هذا التحصيل المعرفي، جاءت فكرة أن أكتب رواية لأن كثرة القراءات هي التي تولد الأفكار التي يمكن أن أتفق معها، والأفكار التي يمكن أن تستفزني، وهذه هي الأجواء التي أوصلتني للكتابة.
ومن جانبها، قدمت الكاتبة حفصة الضنحاني لمحة عن تجربتها مع القراءة والكتابة، فأشارت إلى دور والديها في تعزيز محبتها واهتمامها بالقراءة، سواء بزيارتها لمعارض الكتب والمكتبات ومساعدتها في انتقاء الكتب أو تشجيعها للمشاركة في المحافل والندوات الأدبية، إضافة إلى البيئة المدرسية التي رعت هذا الشغف لديها لمشاركتها في المسابقات الأدبية التي تنظم بالدولة. وأوضحت الضنحاني أن الإنسان الذي ينشأ في بيئة قارئة يتابع القراءة ويصبح كاتباً، ولفتت إلى أهمية مشاركتها في مسابقة «تحدي القراءة العربي» الذي أغنى تجربتها وأضاف لها اهتمامات ثقافية أخرى، لأن تحدي القراءة يتطلب أن تتوزع في قراءتها بين 50 كتاباً من مختلف الأنواع، كما يعتمد على مهارات التحدث والإلقاء التي صقلت تجربتها بعد مشاركتها في هذا التحدي. كما أتاح لها التنافس مع طلبة قراء من مختلف دول العالم والفوز بالمركز الأول في تلك المسابقة.
متابعة التحصيل
وجاء في مداخلة الروائية مريم الغفلي أن القراءة حياة بل حيوات، مشيرة إلى أن أمكنة وأزمنة القراءة لا يكفيها عمر واحد بل أعمار، لأننا نتعلم من تلك الحيوات ونفهم الفكر الذي نستقيه من بين الصفحات. وأوضحت الغفلي أنها بدأت تقرأ منذ الطفولة كل ما يقع في يدها، مؤكدة على أهمية المكتبة في البيت والمدرسة، وأشارت إلى كتاب «ألف ليلة وليلة» الذي وقع في يدها بالصدفة، وكان له تأثير كبير عليها، حيث بدأت كطفلة تبحث في عوالم ذلك الكتاب، واستمرت في القراءة وهي التي ساعدتها في متابعة التحصيل العلمي واستكمال الدراسة الجامعية فيما بعد. وأكدت أنها كلما وجدت طاقة مفتوحة للعلم تدخل وتستفيد حتى أصدرت أول رواية، وقالت: كانت علاجاً بالنسبة لي، وحالياً عندي عمل روائي جديد، وأكدت أن كتاباتها تستمد من بيئة الإمارات، لافتة إلى أهمية حكايا كبار السن فهؤلاء الرواة مصدر إلهام وإفادة، وأنها تحمل لهم ذكريات جميلة جداً لأن عالم كبار السن مفيد وغني بالتجارب والخبرات في الحياة.