دبي (الاتحاد)
انطلاقاً من رؤية القيادة الرشيدة، نجحت دولة الإمارات العربية المتحدة بجميع قطاعاتها ومؤسساتها، خلال فترة قياسية، في إطلاق العديد من المبادرات والمشاريع وتوفير جميع الإمكانات لتمكين وصناعة مستقبل الأجيال القادمة على المستويات كافة، لتثمر هذه الرؤية عن الاحتفاء بالطفل الإماراتي في 15 مارس من كل عام، عاكسة دور وإنجازات الدولة في إطار رعايته ومنحه حقوقه الأساسية بما يتماشى مع الأعراف والقوانين الدولية.

تحفيز الشغف
عملت مكتبة محمد بن راشد، منذ افتتاحها في يونيو 2022، وانطلاقاً من مسؤوليتها المجتمعية، على المساهمة في تحفيز الشغف لدى الأطفال من خلال توفير مكتبة الطفل المتخصصة، والمصممة وفق أعلى وأحدث التقنيات والمعايير العالمية، والتي تقدم على مدار العام العديد من الفعاليات الثقافية والتعليمية والترفيهية، مساهمةً على مدار فترة وجيزة بدور حيوي في تعزيز التعليم والتعلم لدى الأطفال، وتوفر لهم فرصًا لتوسيع معرفتهم وتحسين مهارات القراءة والكتابة، والاستكشاف، والتفكير النقدي، والابتكار، من خلال مجموعة واسعة من الكتب المميزة الموجهة لهم، التي تشجعهم على القراءة وتحفز اهتماماتهم وتنمي مهارات القراءة لديهم. 

كما تحظى المكتبة بزيارات مستمرة، من بينها زيارات لطلبة المدارس ودور التعليم العربية والأجنبية على مدار العام، فقد شهدت حتى الآن قرابة الـ 40000 زيارة من مختلف الجهات والمؤسسات التعليمية والمحلية والدولية.
 
دعم احتياجات الأطفال
تهدف مكتبة الطفل التي تمتد على مساحة 1.370 قدماً مربعة، إلى دعم احتياجات الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و11 عاماً، حيث تحتوي على مجموعة تتضمن أكثر من 25000 عنوان، تشمل القصص والكتب المرجعية والموسوعات وكتب التعلم المبكر وكتب الألواح لأصغر قرّائنا ومجموعة من الكتب ثلاثية الأبعاد، بالإضافة إلى ذلك، تفتخر مكتبة محمد بن راشد بتقديم مجموعة متنوعة من المجموعات للأطفال ذوي الهمم مثل الكتب الناطقة، وكتب برايل للمكفوفين، والكتب الحسيّة.
تحرص مكتبة الطفل على خلق بيئة مريحة تجمع بين التعلم والمتعة، والتنقل بين الكتب والتفاعل مع التكنولوجيا التي يمكن أن تساعد الأطفال على تعلّم المفاهيم بطريقة تفاعلية وممتعة، إلى جانب تشجيع الابتكار والاستكشاف المستمر، والتواصل بين الأطفال الآخرين من مختلف الأعمار والخلفيات الثقافية المختلفة، حيث وفّرت مساحة جميلة للألعاب، لتعزيز النشاط البدني لدى الأطفال، والشاشة التفاعلية التي يتم من خلالها اختيار القصة والجلوس والاستماع لها ومشاهدتها في آن واحد، وكذلك الروبوت الذي يروي القصص للزوّار الأطفال، بالإضافة إلى توفيرها الأجهزة اللوحية التي يمكن للطفل استعارتها لمدة ساعة، حيث تحتوي على الألعاب تعليمية وألعاب تسلية ومنصة نهلة وناهل ويوتيوب للأطفال.

التكامل والتدريب
في موازاة اهتمام المكتبة بمحتوى الكتب، تهتم بالعاملين فيها، لذلك فإن كل أمناء مكتبة الطفل لديهم خبرة في التعامل مع الأطفال ومتخصصين في علم النفس وبالمجالات المتعلقة بالطفولة، كما تحرص على إشراك أمناء المكتبة وموظفيها في عملية التطوير، وجلب كل ما هو قيّم ومبتكر واطلاعهم على آخر المستجدات، بالإضافة إلى تبادل الخبرات والمعرفة من خلال المشاركة في معارض ومؤتمرات محلية ودولية تهتم بالطفل، وتركز على آخر المستجدات في عالم القصص والقراءة، ومن أبرزها مشاركتهم في معرض كتاب بولونيا للأطفال، وهو الحدث الاحترافي الرائد في العالم والمكرّس لصناعة نشر كتب الأطفال حيث يستقطب أكثر من 1.4 مليون عارض وأكثر من 30 مليون زائر حول العالم.

فعاليات مستدامة
على مدار الفترة القليلة الماضية، نظّمت مكتبة محمد بن راشد، العديد من الفعاليات المخصصة للأطفال، التي شهدت مشاركات واسعة وإشادة كبيرة من جميع أولياء الأمور، مؤكدين على دور ورش العمل والفعاليات الترفيهية في توسيع مدارك الأطفال وتشجيعهم على زيارة المكتبات العامة.
وتنظّم المكتبة بالتزامن مع يوم الطفل الإماراتي، سلسلة متميزة من الفعاليات الثقافية وورش العمل، للأطفال في مكتبة الطفل، خلال شهر القراءة 2023، الذي انطلق تحت شعار «الإمارات تقرأ»، حيث تعتزم إطلاق مبادرة ثقافية، تعد الأولى من نوعها تحت عنوان «عالم يقرأ»، والتي تهدف إلى دعم وإثراء المكتبات المدرسية، بالإضافة إلى مكتبات المراكز والدوائر الحكومية والمحلية والخاصة والجامعات والكليات بمجموعة قيّمة من الكتب المتنوعة، بما يدعم رؤية القيادة الرشيدة الرامية إلى إرساء دعائم متينة لبناء مشهد ثقافي مبدع في إمارة دبي.
وبدأت الفعاليات مع «لعبتي المفضلة»، التي تضمنت محاور اللعبة، مكوناتها، والتعريف بها، وإتاحة الفرصة للأطفال للتعبير عن بطاقات اللعبة وصندوق الألعاب بشكل كامل، ورؤيتهم للعبة، بهدف تعليمهم كيف يبدعون، كما جاءت فعالية نهاية الأسبوع الثاني، «سلوكي في المكتبة»، لتعريف الأطفال بما تحتوي المكتبة عليه، وكيف يكون سلوكهم داخل المكتبة وعملية البحث عن الكتب، الموجودة على الأرفف، وذلك من خلال أوراق نشاط وأقلام رصاص وأقلام تلوين.
وتأتي فعالية الأسبوع الثالث تحت اسم «نصمم ونصنع فاصل كتاب»، والمليئة بالمعلومات عن التصميم والتلوين، حيث تتيح للأطفال استخدام أقلام تلوين، وملصقات، وورق أبيض مصنوع من الورق المقوى، لتعريفهم بعملية التصميم والأدوات التي تستخدم فيها.
وبعنوان «أخبرنا عن كتابك المفصل»، تنطلق الفعالية، التي يستخدم فيها الأطفال ورقة نشاط وقلم لكتابة اسم الكتاب المفضل لديهم، ثم يطلب منهم رسم غلاف هذا الكتاب، فيما ستكون فعالية الأسبوع الخامس بعنوان «ورشة تركيب الصور والكلمات»، عن كيفية تنفيذ عملية التشكيل والجمع بين الصور، سعياً للتوصل إلى كلمات تقرأ، ولها معنى تربوي، ويمكن للأطفال تنفيذها في نهاية الورشة.