محمد عبدالسميع (الشارقة)

سلط المقهى الثقافي ضمن جلساته الفكرية الضوء على الظواهر الإبداعية في الثقافة الإسلامية، حيث استضاف صالح اللهيبي، الأستاذ المساعد بقسم التاريخ والحضارة الإسلامية في جامعة الشارقة، والكاتب الدكتور أحمد صبيحي، وذلك في جلسة حملت عنوان «مظاهر الإبداع في الحضارة الإسلامية» أدارها الدكتور منّي بونعامة، مدير إدارة المحتوى والنشر في معهد الشارقة للتراث.
وعرّف الدكتور أحمد صبيحي الابتكار بأنه وسيلة لإيجاد حلول جديدة للتحديات التي نواجهها، وأنه أيضاً ملاحظة وتوليد أفكار جديدة من خلال توافر وجهات نظر متباينة، وتنسيق الأفعال الضرورية لتنفيذ هذه الأفكار وترجمتها إلى ابتكارات، وعن تجلياته في الحضارة الإسلامية، قال صبيحي: إن الحضارة الإسلامية وبوصفها حضارة تحث على العلم والمعرفة، كانت مهتمة بالابتكار ودعمه، فشهدت حركة تعليمية وبحثية في علوم وثقافات الأمم من أجل خلق فضاء معرفي خصب، يؤسس لمادة علمية ومعرفية جديدة، وأشار إلى أن هذا الابتكار لم يخلق قطيعة مع المعارف السابقة، والنظريات العلمية للعلماء السابقين من حضارات أخرى، وإنما كان استكمالاً لتلك البحوث العلمية وتصحيحاً لمساراتها المعرفية، وهو ما أسس لذات إسلامية عالمة، تستفيد من العلوم السابقة وتطورها لتبتكر معرفة جديدة.
وركز صالح اللهيبي في مداخلته على مظاهر الإبداع في التطور التاريخي لصناعة المخطوط، وعرّج على النواحي والمسارب التي مرت بها الحركة الإبداعية في الحضارة الإسلامية، وحصرها في ثلاثة محركات أساسية، توجت مسيرة الإبداع الإسلامي، وهي: محرك النقد، وتحويل القيم إلى إجراءات، واحتضان الإبداع، وهو المرحلة الأخيرة التي كان من نتائجها ظهور الورق، أو المخطوط في عاصمة الخلافة الإسلامية بغداد. وعن الجوانب الإبداعية في المخطوطات، قال اللهيبي إنها شهدت تحولات جمالية مهمة منها: التنميق والتلوين والتزيين، والتذهيب، في لمسة إبداعية اختصت بها الحضارة الإسلامية.
واختتمت الجلسة النقاشية بتوقيع كتاب «الابتكار والإبداع ومستقبل الإنسانية» للدكتور أحمد صبيحي، وهو من إصدارات معهد الشارقة للتراث، ويبيّن الكتاب الفروق بين: الابتكار، الموهبة، الإبداع، الاختراع، ويربط الموضوعات بعضها ببعض من أجل تبسيط وتقريب الفكرة للقارئ الشغوف بمواضيع الإبداع.