محمد عبدالسميع (الشارقة)
نظم صالون الشارقة الثقافي في المكتب الثقافي والإعلامي بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، وضمن برنامج حفل تكريم الفائزات بجائزة الشارقة لإبداعات المرأة الخليجية في دورتها الخامسة، وبمناسبة شهرالقراءة «مارس»، جلسة حوارية بعنوان «الاتجاهات القرائية.. واختيارات المتلقي» في بيت الحكمة في الشارقة، وأدارتها الشاعرة والأديبة الإماراتية شيخة الجابري، وشارك فيها الشاعرة فاطمة محسن مهدي من مملكة البحرين، والأديبة د.أروى بنت داوود خميس من المملكة العربية السعودية، والأديبة د.وفاء بنت سالم الشامسية من سلطنة عمان، والشاعرة الإماراتية سليمة عبدالله المزروعي، والفائزتان بجائزة الشارقة لإبداعات المرأة الخليجية.
وشملت الجلسة عدة محاور تتعلق بالقراءة ومعايير النشر، والاختلافات حول أنواع الشعر وأدب الطفل وغيرها.
الشاعرة فاطمة مهدي أكدت أن القراءة بالنسبة لها بمثابة التحليق في عوالم جديدة، وبخصوص الشعر وتضارب الآراء حول أنواعه قالت: قبلنا كل تغيرات الحياة طوال السنوات السابقة.. ولازلنا نرفض أي تغيير في شكل القصيدة.. على رغم أن الشعر جزء من حياتنا.. ويمكننا أن نتلمس جمالية الكلمة ونحلق مع النصوص سواء كانت نثرية أو الشعر العمودي أو الشعر الشعبي.. المناوشات داخل البيت الشعري تضعف القصيدة عموماً، فلا القصيدة العمودية قديمة ولا القصيدة النثرية ضعيفة كما يظن البعض، بل يمكننا تذوق جمال الشعر في مختلف أنواعه.
وتحدثت الشاعرة سليمة المزروعي حول الشعر الشعبي قائلة: عندما نشارك في أي أمسية شعرية.. نشارك كي نضيف للشعر الشعبي الذي يحتاج منا الكثير.. هناك تقصير من دور النشر في إصدار كتب مخصصة للشعر الشعبي، وشبه غياب للدراسات النقدية المخصصة له، على رغم أنه لا يقل أهمية وجمالية عن الأنواع الأدبية الأخرى، وأكدت أن القراءة هي ماء الروح التي ستبقى ظمأى ما دامت لا تقرأ.
وعن القراءة ومعايير النشر قالت د.أروى خميس: القراءة هي مفتاح النجاح في مختلف مجالات الحياة، وليس في المجال الأكاديمي والأدبي فحسب. وانضممت قبل سنوات لمجموعة أمهات تحت عنوان «اقرئي له مبكراً.. لينمو مميزاً».. فالطفل يجب أن يكبر ويكبر معه حب القراءة.. وحب الكتاب، فمن الضروري أن يعتاد الطفل على وجود الكتاب في حياته، والمكتبة يجب أن تكون في الصالة بجانب التلفاز، بحيث يصبح الكتاب جزءاً من يوميات الطفل، وهنا علينا الاهتمام بالمعايير، فالكثير من دور النشر تهتم بالأرباح فحسب، ولذا نجدها تتجاوز عن معايير نجاح الكتاب، بينما الكتابة للطفل تعتبر من أصعب أنواع الكتابة وليس من أسهلها كما يظن البعض.
وعن أهمية القراءة قالت: يأتيني الكثير من طلبات النشر لدار النشر الخاصة بي، ولكني أنصدم من كمية الأخطاء اللغوية فيها.. لأكتشف أن من كتبتها لا تقرأ.. ولا نجاح لكاتب لا يقرأ.
وتحدثت د.وفاء الشامسية من واقع تجربتها في الكتابة للطفل، حيث قالت: قد تحتاج الكتابة للطفل إلى تدريب، لكن القراءة تحتاج منا إلى تحبيب، أي وضع وسائل وطرق تحبب الطفل بالقراءة، فهناك قراءة للاستمتاع وقراءة أخرى لكسب المعرفة وكلتاهما تعززان ثقافة الطفل». وأكدت أنها قررت الكتابة للطفل بعد أن أصبحت معلمة وأماً، ورأت مدى حاجة الأطفال إلى كتب تدهشهم وتدخل المتعة والفرح إلى قلوبهم، وليس الاكتفاء بالكتب التعليمية الموجودة في المدرسة، فلكي يحب الطفل الكتاب عليه أن يستمتع برحلته معه. وأكدت أن القراءة تأخذنا لعوالم أخرى وتسهم في صنع ذاتنا، وأن التعويد عليها منذ الصغر يجعلها جزءاً من يومياتنا.
واختتمت الجلسة بقراءات شعرية شعبية للشاعرات فاطمة محسن وسليمة المزروعي وشيخة الجابري.