نوف الموسى (دبي)
انطلق مهرجان طيران الإمارات للآداب لعام 2023، صباح أمس، في مكتبة محمد بن راشد، بمنطقة الجداف في مدينة دبي، مبرزاً العديد من النقاشات الأدبية والبرامج التعليمية التي تتناول موضوعي «الاستدامة» و«الفضاء»، وغيرهما من المحاور الرئيسية التي تدعم التوجهات الوطنية لدولة الإمارات، نحو المساهمة العالمية في بناء مُدن أكثر ارتباطاً وفهماً للبيئة الطبيعية وأثرها في تشكيل الحياة البشرية.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي، أكدت خلاله إيزابيل أبو الهول، الرئيسة التنفيذية، عضو مجلس أمناء مؤسسة الإمارات للآداب، أن مهرجان طيران الإمارات للآداب، يحتفي بالمجتمعات الإبداعية والبحثية والعلمية والابتكارية، في مختلف التخصصات، عبر دعم مشاريعها الثقافية، ذات الارتباط الحيّ مع الإنتاجات المعرفية والأدبية، معتبرة أن المهرجان منصة تهدف إلى تعزيز حضور النقاشات والبرامج التعليمية، لإحداث استمرارية تفاعلية بين الجمهور عموماً، من مختلف الفئات والأعمار، خاصةً اليافعين والأطفال، وبين المشهد الثقافي المحلي والعالمي، فلا يُمكن التغافل عن فكرة سرد القصص، كالتي ستقام لأشهر مثل الكاتبين المعروفين بن ميلر، وديفيد واليامز، وبين الموقع الإلكتروني الذي دشنه المهرجان، ليتيح أكبر فرصة ممكنة للطلبة والجمهور لمشاهدة المهمة الفضائية لدولة الإمارات، ففي كلتا المنصتين، هناك تمازج لفعل القصة والحكاية المكتوبة والمرئية، وجميعها مساهمة مستمرة لإثراء الوعي المجتمعي، وتمكين فعل التواصل المستمر، عبر القراءة والكتب.
300 جلسة
ويحتضن المهرجان الذي تقام فعالياته هذا العام في فندق إنتركونتيننتال دبي فستيفال سيتي، ومكتبة محمد بن راشد، في الفترة من 1 إلى 6 فبراير 2023، أكثر من 300 جلسة، حيث اعتبر محمد المر، رئيس مجلس إدارة «مؤسسة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم»، عضو مجلس أمناء مؤسسة الإمارات للآداب، أنها تمثل نموذجاً تفاعلياً للحدث الثقافي والتعليمي والمعرفي بالمنطقة، وطوال عملهم على إنجاز مشروع مكتبة محمد بن راشد، كان التأكيد منصباً على أن تكون المكتبة جزءاً رئيسياً من الحدث، من خلال فضائها النوعي المفتوح على عوالم الكتب، بمختلف مجالاتها وتخصصاتها. ولنا أن نتخيل كيف يمكن لمكتبة محمد بن راشد أن تحدث اتصالاً بصرياً مباشراً، كون الكتب تحيط جمهور المهرجان من كل جهة، فالزائر للحدث سيكون مغموراً في المكون البصري والفكري للمهرجان.
من جهته، قال بطرس بطرس، نائب رئيس أول «طيران الإمارات» لدائرة الاتصالات المشتركة والتسويق والعلامة التجارية، إن المهرجان بمثابة شراكة ثقافية طويلة الأمد، شهدت تراكماً لتبادل ثقافي وحضاري على مدى 15 سنة، منذ انطلاقة الحدث، حيث تطورت تلك النقاشات واللقاءات باتصالها العميق بالكتب، عبر إيمان راسخ بقدرة مجتمع مهرجان طيران الإمارات للآداب، على إحداث تأثير نوعي نحو تمكين المجتمع المحلي من الاطلاع على وجهات النظر والتجارب الجديدة والفريدة من نوعها، إضافة إلى جمع هواة الآداب مع المؤلفين، المستمرين في الإلهام وإثراء التجارب اليومية.
وجهة للمبدعين
وأوضح سعيد خرباش، المدير التنفيذي لقطاع الفنون والآداب في هيئة دبي للثقافة والفنون، أن التحول الاستراتيجي لمنهجية مهرجان طيران الإمارات للآداب، إلى منصة لدعم المواهب وتبادل الأفكار، واستشراف مستقبل القطاع الثقافي والأدبي محلياً وعربياً وعالمياً، حفز مخرجات القطاع التي تشكل جزءاً مهماً من الحراك الثقافي لدبي ودولة الإمارات، في كونها وجهة جاذبة للمبدعين والمفكرين، وإطلاق العديد من المبادرات والمشاريع النوعية للمنطقة، تجسيداً لرؤية دبي الثقافية الرامية إلى ترسيخ مكانة الإمارة مركزاً عالمياً للثقافة، وحاضنة للإبداع، وملتقى للمواهب. وبهذه المناسبة النوعية، أعلن سعيد خرباش إطلاق هيئة دبي للثقافة والفنون، مبادرة «أبجد» الهادفة إلى إثراء المعاجم العربية، عبر تحفيز أبناء المجتمعات العربية على ابتكار مفردات جديدة تكون بديلة للمصطلحات الأجنبية الأكثر شيوعاً واستخداماً في المنطقة العربية.
وجاء التعاون الاستثنائي بين مهرجان طيران الإمارات للآداب، ومركز محمد بن راشد للفضاء، محط العديد من التطلعات المجتمعية، خاصةً بعد الإعلان عن إطلاق موقع إلكتروني يوثق أسبوعياً بفيديوهات من شأنها أن تتيح فرص المشاركة المجتمعية للمؤسسات التعليمية، أشار إليها المهندس سالم حميد المري، المدير العام لمركز محمد بن راشد للفضاء، باعتبارها مساحة إبداعية، قابلة للتفاعل بين المجتمع العلمي المتخصص في علوم الفضاء، وبين الطلبة بمختلف الأعمار وأولياء أمورهم، مبيناً الأهمية الثقافية لحضور المشهد العلمي في الحياة اليومية للمجتمع المحلي، مؤكداً أن مركز محمد بن راشد للفضاء، يعمل بشكل مستمر على دعم المسارات التفاعلية المجتمعية من خلال مشاريع عدة، من بينها إنتاج كتب معرفية، وإقامة جلسات ونقاشات مع رواد الفضاء والطلبة، إلى جانب التعاون الاستراتيجي مع الجامعات والمراكز العلمية المتخصصة. وتابع المهندس سالم حميد المري، أنه بالنظر إلى علوم الفضاء، فنحن نتحدث عن قطاع ديناميكي ومتحرك، أيّ حالة من البحث والتطوير العلمي المستمر مدى الحياة، فلا يمكن التوقف لبرهة في مجال ليس له حدود، ومن هنا فإن القراءة والإمكانات الإبداعية، تمثل أبرز مخرجات التعاون مع القائمين على المهرجان.
تواصل العقول
أعلنت ناديا فيرجي، المدير التنفيذي لمجموعة إكسبو دبي، إطلاق نادٍ للكتاب، يحمل عنوان شعار «إكسبو 2020»: «تواصل العقول وصنع المستقبل»، ضمن التعاون الأول بين «إكسبو 2020» و«مهرجان طيران الإمارات للآداب»، وجاءت الفكرة كما أوضحت ناديا فيرجي، من إمكانية جمع كل الأصوات المختلفة والكتاب والمتحدثين والخبراء من مجتمع المهرجان، للحديث عن قضايا وموضوعات مهمة، مثل: «المتغيرات المناخية»، و«الاستدامة»، و«المرأة والتمكين»، وكيف يمكن جعلها أكثر قابلية للتفاعل والنقاش بين اليافعين والأطفال والكبار، وذلك امتداداً لمشاريع «إكسبو 2020» التي هدفت إلى خدمة المجتمع العالمي، من خلال إثراء دور رواية القصص حول البيئة الطبيعية في تشكيل ثقافة المجتمعات.