فاطمة عطفة (أبوظبي)

بمشاركة المؤلف بهمن شكوهي، والمترجم د. بشار سلمان حلوم، والناشرة د. سمر زليخة، ناقش صالون الملتقى الأدبي افتراضياً رواية «رؤيا صوفي» أول أمس، وقد أدارت الحوار أسماء صديق المطوع، مؤسسة الملتقى، حيث أشارت إلى أن الرواية تاريخية تحتفي برحلة الإمام أبي حامد الغزالي المعرفية، انطلاقاً من طفولته المبكرة في إحدى قرى مدينة طوس، وأسفاره لتلقي العلم في جرجان ونيسابور وباقي حواضر العالم الإسلامي في عهد السلطان السلجوقي ألب أرسلان وابنه ملكشاه من بعده ووزيره نظام الملك مؤسس المدرسة النظامية في نيسابور.
وأضافت المطوع أن الرواية ترصد التحولات التي اعترت حياة الغزالي نتيجة ارتباطه بالسلطان ملكشاه وتعيينه سفيراً له. ومن أجمل المشاهد في الرواية ما كان يجري من آراء بين الغزالي ومعلمه الشاعر عمر الخيام.
وتحدث الكاتب بهمن قائلاً إنه مهتم بالتاريخ، ولكنه يروي قصة يشترك الواقع والخيال في نسج أحداثها، وقد سعى إلى رصد أحداث مختلفة جرت في تلك المرحلة من تاريخ جرجان إلى نيسابور وأصفهان، متطرقاً إلى علاقة السلطنة مع مركز الخلافة في بغداد، وأوضح أن العمل الروائي يستفيد من التاريخ ولكنه يترك للخيال أن يأخذ دوره في بناء الحبكة الروائية.
وتحدثت د. جميلة خانجي قائلة: إن الرواية ممتعة وتصور حياة الإمام الغزالي وعبقريته، كما أن آراءه تزخر بالروح الفلسفية، مبينة أن في الرواية إشارات سياسية ذكية وفيها اعتماد على الحقيقة العلمية مع الخيال، ولفتت إلى انتقال السرد بين زمنين هما الطفولة والكهولة، وهذا يدعو القارئ إلى مراجعة نفسه والتمني بأن يعيد النظر في تغيير مجرى حياته لو يستطيع سبيلاً إلى ذلك. كما تناولت عرض الكثير من القيم والمفاهيم من زوايا مختلفة. وأشارت د. خانجي إلى عوامل نجاح ترجمة الرواية حيث جاءت سلسة ورائعة، والغريب في الأمر أن الكاتب يعيش في أستراليا والمترجم يعيش في كندا، والجمهور القارئ من مختلف أقطار الوطن العربي، لافتة إلى أن هذا هو مفهوم الفكر المستدام الذي يبث التوقد الذهني والمعرفي خارج النطاق الجغرافي للنص، وقد جال الكاتب بهمن في روايته بمتعة ذهنية في استعراض الفكر القيمي الأخلاقي والفلسفة التي تتسم بالمنطق العميق والاستدلال الظاهر للغزالي مع جدله المستمر ومناظراته الفلسفية مع عمر الخيام، وغيره من شخوص الرواية، وذلك من خلال المرور على أهم كتب الغزالي.
وأجمعت المداخلات على أن الرواية مفيدة وممتعة.