الشارقة (الاتحاد)
ضمن مساهماته الرامية إلى إثراء الثقافة الإنسانية وتعزيز وصولها إلى الجميع، أطلق «بيت الحكمة» في الشارقة أمس أول معرض افتراضي للأديب والشاعر والفنان التشكيلي جبران خليل جبران، حيث يضم مجموعة مختارة من أبرز أعماله ومقتنياته، بما يعكس تجربته الأدبية والفنية وحضوره البارز في قائمة أعلام الأدب العالمي، والذي تُرجمت أعماله إلى أكثر من 110 لغات.
وتأتي هذه المبادرة، التي أُطلقت بالتزامن مع ذكرى مولد جبران في السادس من يناير 1883، بعد التنظيم الناجح لمعرض «إطلالة على الروح: جبران خليل جبران»، الذي افتتحه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في «بيت الحكمة» وتواصلت فعالياته على مدار أربعة أشهر بمعدل زيارة كبير وصل إلى 12,956 زائراً.
ويتيح المعرض الافتراضي للزوّار، الذين لم يتمكنوا من زيارة المعرض الواقعي الذي استضافه بيت الحكمة وكذلك الجمهور الشغوف بالتعرف على أعمال جبران خليل جبران من جميع أنحاء العالم، فرصة للاطلاع على 34 عملاً فنياً أصيلاً له، منها 15 لوحة تُعرض للجمهور للمرة الأولى، بالإضافة إلى مخطوطات تكشف ملامح من عبقرية تجربته الفنية والأدبية وتجسد رسالته الإنسانية والقيم الروحية التي شكّلت استثناءً فنياً ومعرفياً في مسيرة الثقافة العربية والعالمية.
رمز استثنائي
قالت مروة العقروبي، المديرة التنفيذية لبيت الحكمة: «نحرص على أن يكون بيت الحكمة ملتقى للإبداع بضروبه المختلفة، فصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أسس هذا الصرح ليكون بيتاً تتلاقى فيه ثقافات العالم، وتجتمع في أروقته آداب الأمم لتشكل جميعها وحدة عنوانها جمال الثقافة والمعرفة وأثرهما في البناء والنهضة والحضارة».
وأضافت: «يأتي إطلاق هذا المعرض الافتراضي ضمن جهودنا للاستفادة من التطورات التقنية في الوصول بالقيم الإنسانية والروحية والمعاني الأدبية والفنية إلى قاعدة أوسع من الجمهور على مستوى العالم، ذلك أن المعارض الافتراضية تتجاوز حدود الزمان والمكان، وتتيح لمحبي هذا الرمز الاستثنائي التعرّف على مقتنيات ربما لم يتسنى لهم الاطلاع عليها من قبل، من أي مكان وفي الوقت الذي يناسبهم».
وسيتاح لزوار المعرض الافتراضي الاطلاع على لوحات ومقتنيات الفنان من الألوان المائية، ومسند الرسم، إلى جانب أربعة دفاتر مخطوطة، منها مسودات لأبرز أعمال جبران كتاب «النبي»، الذي يمثل دليلاً على المنجز الفكري والفلسفي الذي حققه الأديب الراحل، حيث نشر جبران الكتاب في العام 1923.