فاطمة عطفة (أبوظبي)

برعاية كريمة من سمو الشيخة شمسة بنت حمدان بن محمد آل نهيان، مساعد سمو رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتي للشؤون النسائية، رئيسة اللجنة العليا لمبادرة عطايا، وبحضور ومشاركة معالي الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان، وزير دولة، بالنيابة عن سموها، وحضور هدى إبراهيم الخميس، رئيسة مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، وعدنان العوضي، المدير التنفيذي لقطاع الخدمات المساندة في دائرة الثقافة والسياحة- أبوظبي، تم الإعلان عن برنامج فعاليات الدورة العشرين لمهرجان أبوظبي 2023 التي تنعقد تحت شعار «إرادة التطور، توقٌ للريادة»، خلال المؤتمر الصحفي الذي أقيم صباح أمس في مسرح قصر الإمارات.
وتضم الفعاليات سلسلة متميزة من أعمال التكليف الحصري والإنتاج المشترك والعروض لأول مرة محلياً وعربياً وعالمياً، إضافة إلى مجموعة استثنائية من الفعاليات والجولات المحلية والعالمية، إلى جانب ورش عمل وندوات حوارية.
وسيقدم مهرجان أبوظبي، على مدار الأسابيع الثلاثة الأولى من شهر مارس، برنامج فعالياته الرئيسي المكثف الذي يتضمن العديد من العروض والفعاليات الموسيقية المباشرة، كما تستمر الفعاليات المجتمعية المحلية والعروض العالمية الأخرى على مدار العام.

وألقى معالي الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان، وزير دولة، كلمة سمو الشيخة شمسة بنت حمدان بن محمد آل نهيان، راعي مهرجان أبوظبي، وقال: «إن مهرجان أبوظبي ينعقد في دورته لعام 2023 متوجاً مسيرة عشرين عاماً من العطاء الثقافي والإنساني، والجهد الابتكاري المستمر، في سبيل دعم مسيرة التنمية والتطور، ترجمة لتوجيهات القيادة الرشيدة بتمكين قطاع الثقافة والفنون والصناعات الإبداعية، وتعزيز إسهامها في الاقتصاد المتنوع لدولة الإمارات، إيماناً منها بأهمية الثقافة والفنون والصناعات الثقافية في الاستدامة والرفاه».
وأضاف معاليه قائلاً: «ينطلق المهرجان نحو عقد جديد من التميز في التنمية المجتمعية واستدامة نهضة الوطن، باستقطاب المبدعين وكبار رجال أهل الفكر، والاستثمار في الشباب، سعياً لفجر جديد من الفكر المتجدد المبدع، في سياق حداثة لا تخرج عن أصالتنا وهويتنا، بل تضيف إليها الكثير».
وتابع قائلاً: «نلتقي في رحاب الإعلان عن فعاليات مهرجان أبوظبي 2023 اليوم، وأنقل إليكم تحيات راعيته سمو الشيخة شمسة بنت حمدان بن محمد آل نهيان، وقد بات المهرجان بعد عشرين عاماً من انطلاقه، من أبرز فعاليات الثقافة والفنون في منطقتنا، مؤكداً حقيقة المكانة الراسخة للإمارات في قلب مشهد الإبداع الإقليمي والعالمي، ومعلناً شعاره (إرادة التطوّر، توق للريادة) مضيئاً مرحلة جديدة من العمل المشترك القائم على التعاون والتضامن بين الجهات والمؤسسات الثقافية في الإمارات والعالم».
واختتم معاليه مشيراً إلى الدور الكبير والمحوري الذي يلعبه مهرجان أبوظبي في تحفيز جهود الدبلوماسية الثقافية للدولة، وبناء جسور حوار الثقافات، موضحاً أنه يعمل على تعزيز الحضور الإماراتي دولياً، وريادة الإمارات في جميع المجالات.

شراكة وثيقة
وتوجه معالي محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، في كلمته التي ألقاها بالنيابة عن معاليه، عدنان العوضي، المدير التنفيذي لقطاع الخدمات المساندة في دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، بالتهنئة للجميع في مهرجان أبوظبي في الذكرى العشرين لتأسيسه، مؤكداً أنَّ «الشراكة الوثيقة بيننا توفر أرضية غنية وخصبة للثقافة لتزدهر بشكل مستدام، بما يسهم في النمو ويعزز مكانة أبوظبي في قطاع الثقافة على الساحة العالمية».
وتابع «إنَّ شعار هذا العام (إرادة التطور، توقٌ للريادة)، يعكس بقوة قدرتنا على توسيع حدود الإبداع وضمان توفير جميع الإمكانات والوسائل اللازمة لشبابنا للحلم والوصول إلى آفاق جديدة وطموحات غير محدودة»، مضيفاً «نتطلع دوماً لاستدامة الشراكة ونفخر بالتعاون مع مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، حيث يمكننا معاً تحويل المشهد الثقافي في الوقت الحاضر وللأجيال القادمة»
وأوضح معاليه: «نحتفل اليوم معاً بمنجز عاصمتنا وهي ترسخ مكانتها حاضنة لأهم صروح الثقافة والمتاحف العالمية وكبريات فعاليات الثقافة والفنون، ومنها مهرجان أبوظبي الذي يمر اليوم على تأسيسه عشرون عاماً من العمل المخلص لإثراء الرؤية الثقافية لأبوظبي من خلال برامجه على مدار دوراته السابقة، وأعمال إنتاجه الحصرية والمشتركة حول العالم، تعزيزاً للحضور الإماراتي دولياً، وإسهاماً في استضافة كبار الفنانين والمبدعين في أبوظبي والإمارات».
وأشار إلى أن المهرجان يحتفي بالقيم الإماراتية الراسخة لأكثر من خمسين عاماً مضت، مستشرفاً القادم من السنوات، وصولاً إلى تحقيق رؤية «نحن الإمارات 2031»، تعزيزاً للريادة في خدمة الثقافة والإنسانية، وإعلاء قيم الاحترام والتسامح والانفتاح على الثقافات الأخرى، والتميز في الفنون والتعليم والمعرفة. 
وأضاف معاليه: «كشركاء ثقافيين استراتيجيين، نسهم في تحفيز دور المهرجان الذي يعمل بشكل تكاملي مع برنامج تعليمي مجتمعي للاستثمار في الشباب، بما يتماشى مع استراتيجيتنا الثقافية الكبرى لأبوظبي التي تدرك أهمية دور الثقافة والفنون والصناعات الإبداعية في المجتمع، وأثر التثقيف الموسيقي في تطوير القدرات الفردية والارتقاء بالذائقة المجتمعية، وهذا ما يميز مهرجان أبوظبي الذي نجح بفضل جهود هدى الخميس في تقديم كبار الفنانين وروائع أعمال الموسيقى الكلاسيكية العالمية خلال فترة وجيزة في أبوظبي، واستقطاب رموز الفن والموسيقى من أوروبا ومختلف أنحاء العالم، متيحاً فرصة نادرة للاستمتاع بلحظات جميلة من سحر الموسيقى العالمية، بمشاركة أشهر العازفين وقادة الفرق الموسيقية وكبريات فرق الأوركسترا. ويهمنا أن نؤكد أنّ التنسيق بيننا كشركاء استراتيجيين، والفعاليات الفنية الموسيقية التي قدمها الطرفان عبر السنوات الماضية، كانا دافعاً لمنح أبوظبي لقب مدينة الموسيقى من شبكة المدن المبدعة التابعة لليونسكو، وهذا ما يدفعنا لتفعيل هذه الشراكة وصولاً إلى أعوام قادمة من الجهد المشكور للمهرجان في تعزيز الدبلوماسية الثقافية والتعريف بأبوظبي وجهة ثقافية وسياحية مفضلة لدى محبي الفنون من جميع أنحاء العالم».

صناعة الفكر والأثر
قالت هدى إبراهيم الخميس، خلال كلمتها الافتتاحية: بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، نتابع اليوم مسيرتنا، بفكر سموه الفذ، النير المتطور، وهو القائل: «اعتزازنا وفخرنا بالإنسان الإماراتي لا حدود له، فقد أثبت هذا الشعب العزيز، قبل الاتحاد وبعده، وفي كل المراحل الصعبة التي مرت بنا، أصالته وصلابته وإرادته القوية وقدرته على تجاوز التحديات». اسمحوا لي بأن أتقدم بجزيل الشكر والامتنان إلى مقام سموه وهو يحثنا على صناعة الفكر والأثر، والإيمان بقدرتنا وإرادتنا.
وتابعت: تبني لنا، رؤية «نحن الإمارات 2031»، مستقبلاً ركائزهُ: جودة التعليم، وعمق المعرفة، ورقي الثقافة، التي لنا فيها الباع الكبير، في الفنون بكل مدارسها، والآداب بكل مذاهبها، مستثمرين في قلب كل ذلك بالفنان المبدع، محرك نهضة الأوطان بريشته وقلمه وفكره، ونغمة وتر وحلم. ووراء كل ذلك تقف الإمارات، موطن أصحاب الفكر والريادة، هذه الأرض الطيبة التي تتيح للأفكار أن تنمو، وللأعمال أن تبقى خالدةً للأجيال. هذه هي المنظومة التي تربينا فيها ووعينا عليها، وهذا المهرجان، صورتها وكلمتها للتقدم والنماء، فاليوم، نحتـفي بعشرين سنة قادمة، سنكون خلالها في ميادين العمل الثقافي، بعزم وقوة وإصرار، على الإنجاز، لعقودٍ من الإبداع.