سعد عبد الراضي (منطقة الظفرة)

حفل اليوم الثالث من أيام مهرجان الظفرة للكتاب 2022 بمجموعة من الأنشطة الفنية والثقافية بدأت بزيارة تفقدية صباح أمس لعدد من المسؤولين، حيث زار المهرجان كل من ناصر محمد مطر المنصوري، وكيل ديوان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، وسعود عبدالعزيز الحوسني وكيل دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، والدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، وصالح محمد الجزيري، مدير عام السياحة في دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، إلى جانب محمد علي الشدي المنصوري، مدير عام بلدية الظفرة، وحمد خميس المنصوري، مدير عام مستشفيات الظفرة. 
وتفقد المسؤولون، خلال الزيارة، جناح مركز أبوظبي للغة العربية، برفقة رئيس المركز الدكتور علي بن تميم، واطلعوا على الإصدارات المهمة التي يضمها الجناح، كما تفقدوا جميع الأركان التي يشملها المهرجان، مع شرح لكل مجريات العمل فيه من جانب المختصين، كما التقوا بالفنانين المشاركين في ركن الفن، واستمعوا إلى شرح عن أعمالهم المعروضة وأسلوبهم الفني في الرسم والنحت.
وثمن المسؤولون خلال زيارتهم لركن الفن ما يقدمه الفنانون من أعمال إبداعية خلال أيام المهرجان.
كما تفقدوا دور النشر المشاركة، والتقوا عدداً من القائمين عليها، بالإضافة إلى ركني الأطفال اللذين يقدمان ورشاً فنية تعليمية للصغار طيلة أيام المهرجان.

تعزيز ثقافة القراءة
وقال سعود الحوسني، وكيل دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي: «إن مهرجان الظفرة للكتاب يُعزز دور إمارة أبوظبي في تنظيم الفعاليات الثقافية المبتكرة التي تُكرس مفاهيم الانتماء والاعتزاز بالإرث الثقافي والأدبي والفني الإماراتي. ويُجسد المهرجان فُرصة مثالية للتعريف بالثقافة الإماراتية والتراث في المنطقة، والتي تعد امتداداً لقيم المجتمع الإماراتي الأصيلة، فضلاً عن دوره في تعزيز ثقافة القراءة بين كافة فئات المجتمع بما يقدمه من برنامج ثقافي متنوع يلبي تطلعات أبناء الظفرة والزوار من كل مكان، من خلال خروجه عن الإطار التقليدي للمعارض، ليتحول إلى احتفالية ثقافية معرفية غنية في منطقة الظفرة».
وأكد الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، أن مهرجان الظفرة للكتاب يأتي مواكبةً لأهداف المركز في تعزيز مكانة اللغة العربية، باعتبارها من أبرز مكونات الشخصية الإماراتية وأهم مقوماتها الثقافية، مشيراً إلى أن مهرجان الظفرة للكتاب 2022، برؤيته المتجددة، يرسخ المكانة الريادية لمركز أبوظبي للغة العربية في تنظيم المحافل الثقافية، وفق أفضل المعايير، وبما يواكب متطلبات واحتياجات أفراد المجتمع في منطقة الظفرة، كما يعزز الحدث الإنجازات المعرفية والثقافية للمبدعين من الشعراء والأدباء، ويسلط الضوء على أعمال شخصيات ملهمة من أهل المنطقة. 
وأضاف: «يوفر مهرجان الظفرة للكتاب 2022 منصة مهمة للناشرين المحليين للوصول إلى القراء والمهتمين في منطقة الظفرة والترويج للكتب والأعمال المعرفية، داعياً مختلف فئات المجتمع والعائلات في الظفرة إلى زيارة الحدث، الذي يعد وجهة عائلية مميزة، والاستفادة من فعالياته التي تتناغم مع المكونات التاريخية والثقافية للظفرة. 

الأطفال يتعلمون فنون الطباعة والفسيفساء
شهد ركنا الأطفال وركن الفن للكبار نشاطاً ملحوظاً في اليوم الثالث من أيام المهرجان، والملاحظ أن هناك اهتماماً كبيراً من جانب أولياء الأمور بتحفيز أبنائهم وحثهم على المشاركة واصطحابهم إلى ركني الأطفال سواء الصغار أو من وصل منهم إلى عمر الصبا، كما أن اهتمام المدارس في منطقة الظفرة بحضور الطلاب إلى الورش الفنية أمر ملحوظ كذلك.
ويستهدف المهرجان من خلال الورش التي تقدم للأطفال في الركنين المخصصين لهم 1500 طفل، تم توزيعهم بين الفترات الصباحية والمسائية في الورش الفنية، التي شيدت أماكن إقامتها في الحديقة العامة لمدينة زايد وأطلق عليها اسم «ركن الإبداع» بشكل يلائم مختلف الأعمار السنية واتجاهاتها الفنية.
وقالت لينا الراوي، متخصصة في فنون الطباعة الفنية للأطفال من مركز «مرسمنا للحرف الفنية»: يقوم فريق العمل المشارك بتقديم دورات للأطفال في كافة الفنون الإبداعية طوال فترة المهرجان. وأضافت أنهم يقدمون في المهرجان ورشات صباحية من الساعة 09:30 صباحاً وحتى 12:30 ظهراً بمعدل ست ورش للأطفال، تشمل الأطفال من عمر 5-10 والأكبر سناً، أما الفترة المسائية فتضم ثماني ورش. وأكدت أن الركنين يستقبلان كل فترة 25 طفلاً مع فريق العمل المكون من خمسة مدربين يقدمون ورشاً تعليمية في فنون: الطباعة، الفسيفساء، الرسم الحر، الجبسيات.

المهرجان يحتفي بالفنان جابر جاسم 
شهد مهرجان الظفرة للكتاب 2022 تنظيم الأمسية الثانية لبرنامج «أصوات حبّتها الناس»، الذي يحتفل برموز الشعر النبطي ونجوم الطرب الإماراتي وإرثهم من الأعمال الفنية والأدبية والشعرية، وتناولت الأمسية أعمال المطرب الإماراتي جابر جاسم. 
وقدمت الأمسية الشاعرة والكاتبة الإماراتية الدكتورة ميثا الهاملي، والشاعر وباحث التراث محمد سعيد الرميثي، والمطرب معضد الكعبي، وعازف الإيقاع عبدالله البلوشي، والفنان والشاعر بخيت المرر. 
بدأت الأمسية، التي شهدت حضوراً جماهيرياً كبيراً من كافة الفئات العمرية، بسرد لقصة نجم الفن الراحل جابر جاسم، الذي حصد شهرة واسعة بصوته الأصيل، بعد أن تغنى بقصائد شعراء الإمارات آنذاك وحقق نجاحاً منقطع النظير. وتناولت الأمسية جوانب من حياته ومشواره الذي أضاف من خلاله الكثير للتاريخ الفني في الدولة، ومثل من خلاله الإمارات في المحافل الفنية والثقافية على مستوى الخليج والعالم العربي تاركاً بصمة مميزة، فلم يكن صوته محلياً فقط بل انتشر فنه على المستوى الإقليمي أيضاً، حيث انتشر قبل كثير من الأسماء التي سبقته في الغناء الشعبي. 

نجومية مبكرة 
وبيّن الشاعر وباحث التراث محمد سعيد الرميثي أن علاقة صداقة كبيرة جمعته مع الفنان الراحل جابر جاسم، ووصفه بأنه قامة فنية عظيمة شهدت فترة نجومية لافتة، وخاصةً أنه تغنى بكلمات شعراء إماراتيين ليقدم من خلالها فناً راقياً ومختلفاً. وأضاف أن الراحل ولد في جزيرة دلما عام 1952 ثم انتقل إلى قطر، وهنالك تلقى تعليمه الدراسي الابتدائي في مدرسة «دخان»، وله شريط مسجل وهو يعزف ويغني على آلة العود في رحلة مع المدرسة آنذاك، وانتشر هذا التسجيل وكان السبب الأول في بداية دخوله إلى المجال الفني، كما غنى أيضاً في مسابقة للكشافة على خشبة المسرح وهو في عمر 12 عاماً. 

لاقط الأخبار
وتابع الرميثي أن الراحل تنقل من مكان ولادته في دلما إلى قطر ومن ثم عمل في الإذاعة لاقط أخبار أو «جامعاً للأخبار»، لتقوم الإذاعة بإرساله إلى مصر لمدة ستة أشهر، وهنالك توطدت علاقته مع عمالقة الطرب آنذاك مثل: فريد الأطرش وعبدالحليم حافظ، الذين أسهموا في صقل موهبته الفنية، وخصوصاً أنه يمتلك حنجرة ذهبية وقُدرة على التفاعل مع كلمات القصائد تلقائياً وتقديمها بشكل غنائي مميز، يُحلق بها بإيقاع خفيف يعطي الكلمات حقها في العرض. وأضاف أن جابر جاسم درس في المعهد العالي للموسيقى في القاهرة، إذ تعلم آليات تطوير طبقات صوته والتعامل مع النوتات الموسيقية. 

تفاعل جماهيري
وخلال الأمسية قدم المطرب الإماراتي معضد الكعبي أغنية «صاح بزقر لمنادي» من غناء وألحان الفنان جابر جاسم وكلمات الشاعر سعيد بن عتيق الهاملي، وأغنية «سيدي يا سيد سادتي» من كلمات الشاعر أحمد كندي المرر، وسط تفاعل كبير للجمهور. 

200 لحن وأغنية 
وقال الشاعر والباحث محمد سعيد الرميثي: إن عدد القصائد التي لحنها وغناها الفنان الراحل وصلت إلى 200 أغنية منذ بداية دخوله للغناء حتى وفاته في عام 2001. وقد تغنى بالكلمات التي شعر بأنها تتناسب مع حنجرته المتمكنة ومنها قصائد الشاعر عتيج الهاملي، والشاعرة عفراء بنت سيف المزروعي، وأحمد بن علي الكندي، وعشرات الشعراء القدامى والمعاصرين.

عروض في فنون الأداء 
شهد المهرجان في أيامه الثلاثة الأولى تواجد عدد من الفرق التراثية الشعبية الإماراتية والعربية تفاعل معها الجمهور بشكل كبير، بالإضافة إلى عدد من عروض فنون الشارع بأشكالها وأحجامها، ومن بين الفرق التي تفاعل معها الجمهور كثيراً فرقة بن يعروف الإماراتية، وفرقة فنون الأردنية، وإحدى الفرق الشعبية المصرية، بالإضافة إلى فرقة مغربية، وكان لتنوع الفرق الشعبية أثر كبير في نفوس زوار المهرجان على مختلف أعمارهم، حيث المتعة البصرية بمشاهدة أعمال فنية متعددة تنتمي لثقافات متنوعة، وكذلك المتعة السمعية المرتبطة بالتنوع الموسيقي فيما تطرحه تلك الفرق الشعبية. 
ومنح الركن المخصص للمأكولات الشعبية الإماراتية والعربية المهرجان أجواء عائلية ماتعة، حيث يصطحب أولياء الأمور أبناءهم إلى المهرجان لمشاهدة ومتابعة الفعاليات، ثم الاستمتاع بقضاء أوقات جميلة بجوار المطاعم الشعبية لتناول الطعام. وتشارك المرأة الإماراتية في هذا الركن بالعديد من المــأكولات التي تعبر عن الموروث الشعبي الإماراتي الأصيل، ويلقى الركن إقبالاً كبيراً من جمهور المهرجان.