أبوظبي (الاتحاد)
يحتفي قصر الوطن في أبوظبي بمجموعة من كنوز المخطوطات التاريخية التي تمثل مراحل ومواقع متعددة من الشرق والغرب، وذلك تحت عنوان: «درر الحكمة»، وهو مصاحب لمؤتمر أبوظبي الثالث للمخطوطات الذي افتتح في منارة السعديات. وخلال الجولة الإعلامية التي نظمتها دائرة الثقافة والسياحة-أبوظبي للاطلاع على هذه المخطوطات والتقاط صور لها، جاء ضمن شرح لوحة «درر الحكمة» ما يلي: «شكلت منطقتا الأندلس في شبه الجزيرة الأيبيرية وصقلية في جنوب إيطاليا، الواقعتان في قلب أوروبا، الجسر الرابط بين العالم الإسلامي وأوروبا خلال العصور الوسطى، وهي الحقبة التاريخية التي شهدت مزيجاً من الانتشار الثقافي وتدفق المعلومات العلمية».
وحول تأثير الثقافة العربية تبين بعض المخطوطات عمق تأثير الثقافة العربية في أوروبا لما يقرب من 800 عام، وقد دام تأثيرها الثقافي لمدة تزيد على ذلك بكثير.
ومن بين المعروضات خريطة كبيرة يشار فيها إلى أماكن ومراحل تاريخية في الأندلس. كما تشير إحدى المخطوطات إلى حوار الأديان في ذلك الزمن، إذ حرص الولاة والحكام على حماية أتباع الديانتين المسيحية واليهودية خلال فترة الحكم الإسلامي في الأندلس وصقلية، كما تمتعوا بالمساواة مع نظرائهم المسلمين على كافة الصعد.
ومن بين هذه الكنوز التاريخية والثقافية أيضاً خريطة العالم للجغرافي الإدريسي التي رسمها عام 1154م، وهي خريطة منقوشة ومعكوسة حيث اعتبر في ذلك الزمن أن الجنوب في الأعلى، المصدر مكتبات بودليان، جامعة إكسفورد. وكذلك كتاب «المسالك والممالك» للاصطخري ت: 957م، وكتاب ابن البيطار ت: 1248م، ويعتبر هذا من أشمل المؤلفات الطبية.
وللترجمة أيضاً أهميتها في هذه المخطوطات، فهي جسر بين المعرفة الإغريقية والعالم الإسلامي. وتشير المخطوطات إلى أن العرب أثروا إيجابياً في عصر النهضة واخترعوا النظام الجامعي الحديث الذي أدى إلى الثورة العلمية.